صحيفة التيليغراف البريطانية :منظمة العفو الدولية وجدت قنابل عنقودية بريطانية الصنع في اليمن
الكاتب: ريتشارد سبنسر – صحيفة التيليغراف البريطانية
قالت منظمة العفو الدولية اليوم إنه جرى استخدام قنابل عنقودية محضورة بريطانية الصنع من قبل التحالف الخليجي في حربه على اليمن، ودعت المنظمة إلى إجراء تحقيق في ما إذا كانت المملكة المتحدة قد انتهكت القانون.
وقالت منظمة حقوق الإنسان إنها اكتشفت أدلة على استخدام قنابل عنقودية برازيلية وأمريكية وبريطانية من قبل التحالف الدولي الذي تقوده كلا من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والتي قامت بقصف المناطق التي يسيطر عليها المتمردون نيابة عن الحكومة المعترف بها دوليا.
وكانت بريطانيا، بخلاف المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة والبرازيل، قد صادقت عام 2008 على الاتفاقية الدولية التي تحظر استخدام القنابل العنقودية، ودمرت مخزونها الخاص من تلك القنابل.
وكان القانون الذي سن الاتفاق قد حظر الرعايا البريطانيين في أي مكان من المساعدة على انتشار القنابل العنقودية.
ومع ذلك، يعتقد بأن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تمتلك مخزون تم شراؤه من الشركات البريطانية المصنعة في ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي.
ووجد باحثو منظمة العفو قنابل متفجرة جزئيا من أحد النماذج BL-755، والتي تم تصنيعها من قبل شركة (HE Ltd) البريطانية في السبعينات، وذلك في محافظة حجة اليمنية على بعد ستة أميال من الحدود السعودية.
وقد تم تصميم هذا النموذج ليتم إطلاقة بواسطة طائرة تورنادو التي باعت بريطانيا العشرات منها إلى المملكة العربية السعودية في العقود الأخيرة.
طائرات التورنادو السعودية لا تزال تحظى بدعم وخدمات الميكانيكيين البريطانيين وغيرهم من المتخصصين، وتطالب منظمة العفو بإجراء تحقيق حكومي لاكتشاف ما إذا كان هناك رعايا بريطانيين متورطين.
وصرحت المنظمة في بيانها “إن اكتشاف القنابل العنقودية هو أول دليل واضح على أن أعضاء التحالف العسكري الذي تقوده المملكة العربية السعودية قد استخدموا ذخائر عنقودية بريطانية في هجمات مثيرة للجدل في اليمن”.
“وبالنظر إلى أن المملكة المتحدة معروفه بامتلاكها لعدة مئات من الخبراء وموظفي الدعم الذين يعملون بشكل وثيق مع القوات الجوية الملكية السعودية، فإن منظمة العفو تحذر من أن أي تورط لموظفي المملكة المتحدة من شأنه أن يشكل خرقا واضحا للمسؤولية القانونية في المملكة المتحدة بموجب اتفاقية القنابل العنقودية”.
وقال نشطاء ضد القنابل العنقودية إن تصميمها الذي يرتكز على نثر عدد من “القنابل الصغيرة” على مساحة واسعة، يجعلها خطرا على المدنيين بشكل خاص، القنبلة نموذج BL-755 تتشظى إلى 147 قنبلة فرعية.
يمكن أن يجد الأطفال أجزاء لم تنفجر دون أن يدركوا أنها قنابل.
وقالت منظمة العفو إنها وثقت عشر حالات منذ يوليو من العام الماضي، قتل فيها 16 مدنيا بينهم تسعة أطفال أو شوهوا بسبب القنابل العنقودية في اليمن.
وفي إحدى الحالات بالقرب من المكان الذي تم العثور فيه على القنابل العنقودية البريطانية، قتل طفل راعي أغنام يبلغ من العمر 12 عام وأصيب شقيقه البالغ من العمر تسع سنوات بجروح بعد أن التقط كل واحد منهما جزء وضرباهما ببعض مما أجبرهما على الفرار. في تلك الحالة، فإن الوصف الذي قدمه الناجي مطابقة لمواصفات قنبلة عنقودية أمريكية الصنع.
وقال أوليفر سبراغ، مدير مراقبة الأسلحة في منظمة العفو في المملكة المتحدة، إنه ينبغي على بريطانيا وقف مبيعات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية وإجبار الدول التي لديها قنابل عنقودية بريطانية الصنع على تدمير مخزوناتهم.
وقال “بالنظر إلى أن هذا النوع من القنابل العنقودية من المرجح جدا أن تكون قد استخدمت في تركيبة طائرات تورنادو الحربية التي باعتها المملكة المتحدة إلى المملكة العربية السعودية، فإن هناك احتمال أيضا بأن موظفي الدعم البريطاني قد تورطوا في تفجير القنابل العنقودية في اليمن”، وأضاف سبراغ “في حال تأكد هذا، فإن الفضيحة قد تكون مدوية”.
لايزال وزير الخارجية فيليب هاموند يدافع بشدة عن مبيعات الأسلحة البريطانية إلى المملكة العربية السعودية وسجلها في الحرب.
حيث قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة إن “المملكة المتحدة ليست عضوا في التحالف الذي تقوده السعودية”، مضيفاً “لا يشارك الجنود البريطانيين في تنفيذ الضربات وتوجيه أو إجراء العمليات في اليمن أو اختيار الأهداف، كما لا يشاركون في عملية صنع القرار السعودي المعني بتحديد الأهداف”.
ترجمة: عبدالرحمن مطهر أبوطالب
المسيرة نت
====