انتصرنا وسقط العالم
ستة أشهر من العدوان والقصف والحصار والصمت العالمي.
ستة أشهر قد تكون أطول مدة عاشها شعب إذا ما قيست بحجم الجروح والآلام والأحزان لكنها لن تكون كذلك، إذا ما قيست بحجم ما تعلمه وعرفه الشعب اليمني عن العالم الذي أثبتت سياساته ومواقفه -تجاه ما يتعرض له اليمنيون من عدوان- انه أكثر قبحاً وأكثر همجيه وأكثر دناءة وأكثر سوءاً من كل ما عرفته الإنسانية من سوء..
ستة أشهر من الصمت العالمي المصحوب باستثمار آلام اليمنيين في المزاد السياسي وأروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي تحول إلى سوق نخاسة يديره مجموعة من السماسرة والنخاسين..
ستة أشهر من الانحطاط الأخلاقي والإنساني أثبت فيها الإنسان اليمني أنه الأكثر نبلاً واحتراماً لإنسانية الإنسان منذ انتصاره الأول في السادس والعشرين من سبتمبر 1962م على قوى الظلم والاستبداد وحتى انتصاره الجديد للأخلاق والمبادئ وقيم الإنسانية والمحبة والتعايش السلمي بين الشعوب..
ستة أشهر من الصمود الأسطوري في مواجهة العدوان العالمي منفرداً، قد تبدو مدة طويلة وقاسية لكنها لن تكون كذلك إذا ما قيست بعمر الشعوب وتاريخ وصبر الشعب اليمني الذي طالما تحالف الجوار الإقليمي والعالمي لإسقاط مشاريعه السياسية والاقتصادية والثقافية واجتهد كثيراً لإيقاف قافلته المحملة بالآمال والطموحات..
في سبتمبر قبل نصف قرن انتصر الشعب اليمني لإرادته في الحرية والانعتاق لكنه ورغم التكالب الإقليمي والعالمي لإجهاض ثورته كان الأكثر نبلاً وأخلاقا والأكثر احتراماً لمبدأ التعايش مع كل شعوب الأرض، وهي الحقيقة التي ترجمها بتغاضيه عن السقطات السياسية للكثير من دول العالم التي سعت وما تزال لمصادرة حقه في الحياة مثله مثل بقية شعوب الأرض..
انتصر الشعب اليمني لإرادته وانتصرت ثورته التي أسكن العالم سادس أهدافها وبادل الإنكار بالاعتراف والجحود بالكثير من العفو والتسامح..
ويكفي أن نقرأ الهدف السادس لثورة السادس والعشرين من سبتمبر..
“..احترام مواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والتمسك بمبدأ الحياد الايجابي وعدم الانحياز والعمل على إقرار السلام العالمي وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم..“
لندرك أن الشعب اليمني كان وسيظل الأكثر نبلاً وإنسانية وأن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أحقر وأتفه وأرخص من فردة حذاء كان يرتديها طفل يمني استهدفته طائرات العدوان السعودي العربي المدعوم بصمت العالم..
يكفي أن نقرأ الهدف السادس لثورة سبتمبر لندرك إلى أي مدى كان وسيظل انتصارنا للإنسانية والى أي مدى وأي حضيض سقط العالم والى أي مدى وأي مستنقع سقطت مواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي لا تستحق الاحترام أو أن يسكنها اليمنيون سادس أهداف ثورة الحق والنبل والأخلاق والمبادئ..؟