الصحف الأجنبية:لابد للتحرك عسكرياً للقضاء على ’داعش’.. وسياسية الاحتواء حياله فاشلة (ترجمة)
حذّر صحفيون غربيون من أن السياسة الخارجية التي قد تتبناها هيلاري كلنتون في حال فوزها بالرئاسة قد تستند على توصيات شخصيات بارزة من تيار المحافظين الجدد وكذلك ما يسمى التيار الليبرالي. من جهة أخرى، شدد باحثون على ضرورة التحرك العسكري للقضاء على “داعش” وعلى فشل سياسة “الاحتواء” المتبعة حتى الآن.
* سياسات كلنتون بين الليبراليين والمحافظين الجدد
كتب الصحفي الاميركي “Jim Lobe” مقالة نشرت على موقع “LobeLog” بتاريخ التاسع والعشرين من نيسان ابريل الماضي حملت عنوان “سياسة هيلاري الخارجية: التقاء بين الليبراليين والمحافظين الجدد”. وأشار الكاتب الى إعلان مركز الأمن الأميركي الجديد عن مناسبة اصدار تقريره بعنوان “توسيع القوة الاميركية: استراتيجيات لتوسيع الانخراط الاميركي في نظام عالمي تنافسي”، وذلك بعد نحو أسبوعين بتاريخ السادس عشر من أيار مايو الجاري.
ورأى الكاتب أن “التقرير المذكور قد يكون أفضل الارشادات حتى الآن حول السياسة الخارجية التي ستتبعها “هيلاري كلنتون” في حال فوزها بالرئاسة الاميركية”، لافتاً الى أن “السياسة الخارجية التي يرجح أن تتبعها كلنتون لا تجمع بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي فحسب، بل أيضاً تشكل نقطة التقاء بين “الليبراليين” و”المحافظين الجدد”. وأشار الى أن عدداً من الموقعين على التقرير مثل “Richard “Fontaine” و”Robert Zoellick” و”Stephen Hadley” يميلون نحو الجناح “الواقعي” بالحزب الجمهوري.
ونبّه الى أن عنوان التقرير: “توسيع القوة الأميركية: استراتيجيات لتوسيع الانخراط الاميركي في نظام عالمي تنافسي”، يشير الى مسعى ليس فقط للحفاظ على الدور المحوري الاميركي “كضامن السلام والامن العالمي”، وانما ايضاً لتعزيز هذا الدور المزعوم. واستشهد بهذا الاطار بما ورد في ملخص التقرير الذي يقول: “المؤكد هو ان هناك حاجة اكثر من اي وقت مضى الى القيادة الاميركية من اجل ضمان استمرار قوة النظام العالمي”.
ورجح الكاتب أن يحتل معدّو التقرير مناصب هامة في “ادارة كلنتون” المحتملة، مضيفاً إن “Michele Flourney” (وهي من كبار باحثي مركز الأمن الأميركي الجديد ومن بين موقعي التقرير) قد تكون من أبرز الخيارات لتولي منصب مستشار الأمن القومي.
وأوضح أن “Robert Kagan” (وهو من كبار منظري تيار المحافظين الجدد ومن أبرز معدي التقرير)، قد أكد بانه يفضل كلنتون على المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وكذلك الأمر بالنسبة لشخصيات أخرى من معسكر المحافظين الجدد وقعوا على التقرير، مثل “Eric Edelman” الذي هو أحد مؤسسي “المعهد اليهودي لشؤون الامن القومي” الموالي لكيان العدو الاسرائيلي. ووصف الكاتب “Edelman” “بالخيار المخيف” لأي منصب رفيع اذا ما وصلت كلنتون الى البيت الابيض.
وفي الختام، اعتبر الكاتب أن توصيات التقرير ستقدم ملامح مهمة حول “اولويات سياسة هيلاري الخارجية”، وبالتالي تستحق القراءة.
* مطالب بالقضاء على “داعش”
الباحث في معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى “James Jeffrey” كتب مقالة نشرت بمجلة “The Atlantic” بتاريخ التاسع والعشرين من نيسان ابريل الماضي، حملت عنوان “اترك الأسباب الجذرية جانباً: دمروا دولة داعش”.
واعتبر الكاتب أن “أميركا قادرة على ابادة “داعش” وذلك أمر ضروري، فالقضاء على دولة “داعش” لا يشترط التوصل الى حل في سوريا على الصعيد الاجتماعي والتاريخي والديني، وكذلك الامر بالنسبة للعراق”. وعليه رأى أنه يمكن هزيمة “داعش” كدولة وكقوة “عسكرية – اقتصادية” دون حل الأزمات في سوريا والعراق ودون القضاء على “داعش” كمجموعة من الخلايا الارهابية أو كمصدر للالهام الايديولوجي.
وقال الكاتب إن “عدم تجاهل أي مشكلة في السياسة الخارجية يعني وجود خيارين اثنين: اصلاح المشكلة أو احتوائها، وخيار القضاء على “داعش” كقوة عسكرية واقتصادية ليس كما خيار القضاء عليها كحركة جهادية عالمية”، مشيراً الى أن “القوة العسكرية التقليدية قادرة على انجاز الكثير على صعيد تدمير دولة “داعش””. لافتا الى “التقدم الذي أحرزته بعض القوى المحلية مع دعم أميركي غير مباشر ومحدود في أماكن مثل الشدادي في سوريا والرمادي في العراق”.
واعتبر الكاتب أن تعزيز “رزمة الدعم غير المباشر” المؤلف من المستشارين وسلاح المدفعية والطائرات المروحية المهاجمة قد يؤدي الى تعزيز وتيرة الانتصارات”. وأوضح أن “أعداداً محددة من القوات الاميركية البرية – مثل كتيبتين اميركيتين اثنين يتألف كل منهما من 5,000 جندي معززين بوقات تابعة لحلف الناتو، الى جانب قوات محلية” – قد تسرع وتيرة الانتصارات اكثر فاكثر”، حسب تعبيره.
وانتقد الكاتب الاكتفاء بسياسية “”الاحتواء” – المتبعة منذ قرابة عامين دون وجود أفق لها – التي تبدأ تكلفتها بحملة عسكرية ضخمة، اضافة الى عديد القوات (آلاف القوات البرية الاميركية ومئات الطائرات الحربية) وكذلك المال (سبعة مليار دولار حتى الآن)، فقط من اجل احتواء واضعاف “داعش””.
كما اعتبر الكاتب أن “أفضل مكان لبناء المصداقية مع فرص جيدة لتحقيق النجاح هو في المعركة ضد “داعش””، وقال ان “عدم التعاطي مع المشكلة عادة ما يؤدي الى تفاقمها، خاصة بالشرق الاوسط، وسياسة الاحتواء المتبعة حيال الحرب في سوريا أدت الى ولادة “داعش” وأزمة الهجرة لدى اوروبا وغيرها من التطورات”.
وحذر في الختام من أن “”داعش” ستبقى قادرة على شن هجمات مروعة قد تؤدي الى انهيار سياسي في بغداد أو بين الاكراد العراقيين، وقد تشعل كذلك نزاعاً سنياً – شيعياً على مستوى المنطقة، الا في حال تم القضاء عليها كدولة”.
====
أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا✅