ضباط في المؤسسة الأمنية الاسرائيلية: نتمنى ألّا ينتهي حمام الدماء في سوريا
عبّر مسؤولون في المؤسسة الأمنية الصهيونية عن أملهم في عدم انتهاء حمام الدم في سوريا، ومواصلة الطرفين القتال فيما بينهما، ما قد يؤمّن لـ”إسرائيل” هدوءًا نسبيًا على الحدود مع لبنان وسوريا.
وأوضح محلل الشؤون العسكرية في موقع “والاه” أمير بوخبط أنه “وكما في أيّة سلسلة توتر، القلق الإسرائيلي أتى من جهة موسكو، في أعقاب التصريحات “الدراماتيكية” للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إنسحاب قوات الجيش الروسي من سوريا. الخشية الإسرائيلية هي فيما إذا كان سيسمح الفراغ الذي سيحصل في اليوم التالي لأكثر من مئة “ميليشيا” سورية مسلحة، إضافة إلى تنظيم داعش وفروع القاعدة، بالانقضاض على النظام السوري وبالتالي زعزعة التوازن في المنطقة. لكن الكلام شيء والفعل شيء آخر”.
وتابع بوخبط “شهدت نهاية شهر آذار الماضي مرور خمس سنوات على بدء المظاهرات العنيفة ضد نظام الأسد، المظاهرات التي استدعت حربًا متواصلة ودامية لم يتوقعها أي جهاز استخبارات. في قلب المشهد لا يزال صامدًا رئيس سوريا بشار الأسد، الذي جعل مسؤولين في المؤسسة الأمنية يستمتعون في الماضي بهزيمته وحدّدوا فترة بقائه في السلطة بأنها “محدودة جدًا”.. مع مرور الوقت، يبدو أن أسد دمشق مصنوع من مادة مختلفة عن تلك التي اعتقدوها، وقد أثبت قدرة صمود مؤثرة”.
ويقول بوخبط “وفقًا للمعلومات التي نشرت الاسبوع الماضي، أبقى بوتين على الأراضي السورية أكثر من نصف القوات، ووصفه مسؤول إسرائيلي كبير بأنه “شخص يعمل بطريقة ذكية”. قراره فاجأ كل منظمات الاستخبارات الغربية، بما في ذلك شعبة الاستخبارات التابعة للجيش الإسرائيلي. خلافًا لكثير من التقديرات، نجح الأسد بالحفاظ على مكانه في السلطة، وتعزيز منظومة العلاقات مع حلفائه في إيران وحزب الله. هو نجح أيضًا باستغلال مساعدة دولة عظمى مثل روسيا”.
ويشير أمير بوخبط الى أن” أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية تشدد على أن الأسد وجيشه في منحى إيجابي، وتتحدّث بالتالي عن الحصار الخانق على حلب، المدينة الأكبر في سوريا. سجّل الأسد لنفسه نوعا من الانتصار على المعارضة في المنطقة، حتى ولو لم يدر الحديث عن انتصار كامل”.
شعبة الاستخبارات التابعة للجيش الإسرائيلي، يردف بوخبط، تنظر إلى الطرف الثاني من الحدود وهي تحاول مراقبة التغيرات والتأثيرات على الجولان السورية.. الطرقات من خان أرنبة، درعا، والسويداء مهمة للأسد لكنها لا تزال في أسفل سلم أولوياته، لذلك يبدو أن العمليات العسكرية المتشعبة في الفترة القريبة ستنفذ بعيدًا عن الحدود.. مواساة مؤقتة لـ”إسرائيل”.. الهدوء المصطنع في هضبة الجولان، يسمح لحزب الله وإيران بإعادة بناء “بنية إرهابية” تضررت بعد اغتيال جهاد مغنية وسمير القنطار”.
ويخلص بوخبط الى أن “أجهزة الاستخبارات تعتقد بأن “إسرائيل” لا تزال في قلب الحكاية، لكن في حال تغيّر الوضع-الواقع على الحدود سيكون معقدًا جدًا. الجيش الإسرائيلي متأهب ويحاول تحديد أحداث تندلع، يعرف الجميع كيف تبدأ ولكن ليس لدى أحد أدنى فكرة كيف ستنتهي”.
====
أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا✅