سكان الحي : قصف العدوان لم يترك لنا مجالاً حتى للهرب
حي كلية الشرطة ..فصل رعب مستمر
سكان الحي : قصف العدوان لم يترك لنا مجالاً حتى للهرب
بلا أخلاق ..بلا قيم إنسانية.. تواصل طائرات العدوان قصفها المكثف على أمانة العاصمة صنعاء وبشكل عنيف على الأماكن المكتظة بالسكان بحجج واهية..
والمثال من أمثلة كثيرة حي كلية الشرطة المكتظ بالسكان ..وأحياء كثيرة لاقت نفس المصير.. لا لشيء سوى أن اليمنيين أباة لا يستسلمون للأعداء..ولا تجدي معهم ممارسات التركيع مهما بلغت..
(الثورة) نزلت إلى حي كلية الشرطة ورصدت الأضرار التي طالت المواطنين..واستمعت إلى شهاداتهم..نتابع:
لاتزال علامات صدمة الموقف ترتسم على وجه الدكتور علي طلحة البهلولي وهو أحد ساكني حي كلية الشرطة الذي قال: الانفجار الأول قوي فقد كسر جميع زجاجات نوافذ المنزل أما الثاني فقد كان أشد حيث الحديد والحجار تتطاير في الهواء مثل أوارق الأشجار وقد أصيب أبي الغالي بجروح بالغة في الانفجار الثاني حيث أن الأول دفعه بقوة هائلة والآخر أفقده أصابع يده اليمنى و اليسرى وكسور في الصدر ونزيف داخلي بسبب حديد الحماية الذي تطاير من مبنى الكلية وقد تم إسعافه وأجريت له عمليه جراحية استمرت ثمان ساعات.
وأضاف: أما بقية الانفجارات لم نسمعها لأننا كنا في المستشفى لكن منزلي في الحي ومنازل الجيران والمحلات كلها تضررت.
يوم لا ينسى
الفنان أشرف» اسم مستعار» يدير عدد من مكاتب خدمات الأعراس يقول: محلاتي أكثر المحلات ضررا يوم الانفجار لأنها أمام كلية الشرطة مباشرة.
ويضيف بصوت حزين: الأضرار كبيرة جدا مادية وبدنية ونفسية حيث أصيب عدد من العاملين في المحلات .
يتوقف قليلاً عن الحديث ثم يعاود القول : إذا كان منزلي تكسرت زجاجته ويبعد حوالي 500 متر فكيف بأهل الحي والنساء و الأطفال.
وعن الأضرار المباشرة يقول: تحطم ديكور بعض المحلات وبعض الأدوات واللوحات الالكترونية وبعض الأجهزة الصوتية والأدوات الموسيقية وكوش كل هذا خسارة بملايين وأكثر حتى سكن عمالنا لم يسلم من الدمار.
أما عبدالله المسيبي فقد انتابته وأسرته نوبة هلع شديدة من الانفجارات حيث تكسرت النوافذ والأبواب وبعض الأثاث مما جعلهم يغادرون المنزل كنازحين.
خوف وهلع
المواطن أحمد علي الأصور يروي الحادثة بالقول : منزلي جوار كلية الشرطة وكنت ساعة الانفجار نائماً وبناتي في حوش المنزل يلعبن وقد فزعت من صوت الصاروخ الأول وضغط قوة الانفجار وصراخ بناتي وزوجتي وأسرعت أليهن لتهدأتهن والخروج حتى أوقف سيارة أجرة لكن لا أحد يقبل أن يتوقف من الخوف والهلع وسرعة الهروب..
وأردف : بعدها عدت وبقيت أنا وأسرتي في صالة المنزل مستسلمين لقضاء الله وقدره حتى انتهاء القصف .
من نفس الحي محمد المسني صاحب محل أفراح يصف لنا الحال بالقول : دفعت قوة ضغط الصاروخ بي إلى داخل المحل وتكسرت الزجاجات وأصبت بجروح حاولت الهرب لكن الضغط كان فضيعاً..ورغم ذلك كانت رحمة الله أقرب.
الشظايا أسرع
كانت الشظايا أسرع من المواطن بندر الدالي الذي حاول الوصول إلى منزله وإخراج أسرته ولكن الشظايا وصلت إلى منزله قبل وصوله و أثارت فزع عائلته وأصيب منزله بدمار.
لكنه كما يقول استطاع أخذ أسرته والابتعاد عن المكان مثل أغلب سكان الحي.
البعض من سكان الحي كان قد غادر إلى وظيفته – مثلا – ابوبكر عبد المغني كان في وظيفته بوزارة الزراعة وعند سماع الانفجارات قريبة من كلية الشرطة أسرع وبسرعة جنونية كي يصل إلى أسرته وعندما وصل شاهد الناس في حالة هلع وخوف والجميع يغادر المكان .
ويؤكد أن أسرته أصيبت بحالة هلع شديد خاصة النساء والأطفال ولازال حتى اللحظة نازحاً في مكان .
الكلية مهجورة
أحمد المؤيد أحد جرحى الانفجارات في حي كلية الشرطة أصيب بجروح بالغة وخطيرة وبدأ يتماثل للشفاء يوضح أن الكلية تم إخلاؤها منذ أكثر من ثلاثة أشهر وأنها مدرسة أكاديمية وليست معسكراً كما يبرر العدوان قصفه.
وتابع : يوم الانفجار كنت نائماً وأيقظني صوت الانفجار الأول الذي أفزع سكان المنطقة وأصحاب المحلات ووقتها تكسرت جميع النوافذ والقمريات وبعض الأبواب من شدة الضغط وقوة الانفجار حتى أن الأبواب المغلقة بالأقفال تكسرت .
حرب نفسية
من جانبه أكد الدكتور تميم الشامي الناطق الرسمي لوزارة الصحة عدم قدرة قوى التحالف تحقيق أي هدف من أهدافها فعمدت إلى ضرب المناطق المكتظة بالسكان وسط أوقات ذروة خروج الناس إلى إعمالهم بشكل هستيري متواصل وما حدث في حي كلية الشرطة لا يختلف عما حدث منذ بداية الحرب في كثير من الأحياء .
وقال: هدفهم بث الحرب النفسية في أوساط السكان لإضعاف معنوياتهم مؤكداً إصابة نحو 24 من المدنيين بجراح إصابات بعضهم بالغة فيما عدد الصواريخ التي استهدفت الحي 6 ولكن اثنين لم ينفجرا .