تعز العز

اذيال الرياض … ان كنتم لاتستحون فلاحرج عليكم

في حديث له مع صحيفة الشرق الاوسط السعودية، قال اسعد الزعبي رئيس ما يسمى بوفد المعارضة السورية المفاوض :”ان تقييم المستجدات على المستوى العسكري، سيكون في اجندة اجتماع اليوم بالرياض، خصوصا فيما يتعلق بريف حلب الجنوبي والشمالي ، والحرب على داعش سواء في الشمال الشرقي او في ريف درعا”.

حديث الزعبي اوحى الى نهاية هذه الجملة وكأنه عقلاني ينم عن توجه حقيقي لما تسمى بالمعارضة السورية في تفهمها لما يجري من احداث داخل بلدهم . لكن ما شرعنا بقراءة ما بعد ذلك توضح لنا ان البغلة لاتلد ولاتنجنب لانها مهجنة مابين فرس وحمار، لذلك لاخير فيها الا لحمل متاعه الاخرين الذين يعجزون عن حمل امتعتهم .

فقد انقلب الزعبي بعد جملته ليعو ويكرر ما املته عليه السعودية متهما الحكومة السورية الشرعية بانتهاكها للهدنة وان خروج داعش من تدمر والقريتين كان بالتواطؤ والتنسيق مع النظام ، حسب زعمه.

والمضحك الى حد المهزلة ان الزعبي هذا التفت الى ايران في ترهاته وقال بالحرف الواحد ” عند الحديث عن إيران وعن قضايا المنطقة، لا بد من الإشارة إلى المشروع الإيراني، الذي يجري على قدم وساق بمعاونة منظمات صهيونية وإرهابية، تعمل لزعزعة الاستقرار في المنطقة، وزرع الإرهاب فيها، في ظل تبادل الثناء بين إيران وحزب الله عند وقوع انفجارات هنا وهناك والتي يذهب ضحيتها عشرات الأبرياء ،و أن إيران عندما تزج بـ69 ألف مقاتل، مجهزين بأحدث الأسلحة والتدريبات في سوريا، وترسل إليها مقاتلين أفغان بعد تدريبهم وتسليحهم ومنحهم الإقامات”.

بينما يذكر في مكان اخر من حديثه الى الشرق الاوسط السعودية ان الـ69 ألف مقاتل إيراني، بأنهم مطعمون بمقاتلين من أصل أفغاني في سوريا، بينهم آلاف الخبراء الذين يعملون في مجال الاتصالات، وصناعة وتركيب الصواريخ المضادة للدروع، إلى جانب 23 ألفا من عناصر الحرس الثوري، موجودين في مناطق جنوب حلب، إضافة إلى 13 مركز تدريب في سوريا، بكل من درعا ومناطق الجنوب والشمال، ومنها مراكز في جامعة اليرموك، يدرب فيها آلاف المقاتلين على أحدث الأسلحة لقتل الشعب السوري.

يبدو ان السيد الزعبي يتصور ان الكذبة كلما كانت اكبر صدقها الناس اكثر ، وخاصة ان اشخاصا مثل الزعبي والجبير طالما استهانوا بالعقل الجماعي العربي. وللتذكير فقط نقول للسادة ممن يسمون انفسهم معارضة ويريدون ان يتصدروا قيادة سوريا في المستقبل ، ان الحرب التي شنها الجيش الأميركي والجيش البريطاني على أفغانستان التي لم تمتلك جيشا وانما مقاتلين من القبائل  والتي كانت ردة فعل على هجمات 11 سبتمبر. كانت قوات ايساف التي انظمت الى الناتو عام  2003 قرابة 64.500 جندي ولكن من 42 دولة مختلفة مع إمدادت مستمرة من الناتو مركز قيادة هذه العملية. وان العدد الاجمالي للقوات الاميركية التي بدئت بالاحتلال في اكتوبر عام 2001 لم يتجاوزال 28,800 جندي.

وان الولايات المتحدة وكل حلفائها حين ارادوا احتلال العراق ، وكان قوام الجيش العراقي يتألف من 1.2 مليون جندي، 5،800 دبابة، 5،100 مدرعة أخرى، و 3,850 قطعة مدفعية.

750 طائرة مقاتلة وقاذفة قنابل، 200 قطعة جويّة أخرى، ودفاعات صاروخية ورشاشة دقيقة.

بلغت التكاليف الإضافية على الولايات المتحدة بـ 61 مليار دولار أميركي ، ودون أن تتشارك دول التحالف في تحمل هذا التكاليف فسوف تضطر الولايات المتحدة إلى دفع هذه التكاليف عن طريق رفع الضرائب أو الاستدانة لتمويل هذه النفقات. إلا أن الكويت والسعودية واليابان وألمانيا والإمارات تعهدوا بدفع 53 مليار دولار لصالح الولايات المتحدة منها 48 مليار مدفوعات نقدية والباقي مدفوعات عينية وجاء إسهام كل دولة على النحو التالي:

السعودية 16.854 مليار دولار منها 4.045 مليار مدفوعات عينية ،الكويت 16.059 مليار دولار منها 44 مليون مدفوعات عينية، الإمارات 4.088 مليار دولار منها 218 مليون مدفوعات عينية، اليابان 10.012 مليار دولار، ألمانيا 6.455 مليار دولار،كوريا الجنوبية 251 مليون دولار، دول أخرى 31 مليون دولار.

وكل هذه احصائيات يمكن الحصل عليها ببساطة . فهل هنالك من ساذج يصدق ان ايران المحاصرة منذ انتصار الثورة بامكانها ان تتحمل اعباء عديد القوى التي ذكرها السيد الزعبي؟

ثم اذا كان وحسب ما ذكره الزعبي المشروع الإيراني، يجري على قدم وساق بمعاونة منظمات صهيونية ، لاصبحت شرطي المنطقة كما كان الشاه من قبل فلماذا هذا التسويف وهذا النفاق والكذب على الذقون ؟ ولامجال لنا هنا سوى ان نجيب عن هذا التسائل وهو ان المراهنات الغربية والصهيواميركية على اسقاط الجمهورية الاسلامية ، كلها بائت الى الفشل ، فاجبروا على مجاراتها والتوصل معها الى اتفاق شامل في الملف النووي ، وهذا ما اوجع السعودية التي صرفت مليارات الدولارات لهذا الهدف .. والرهان على اسقاط الحكومة السورية كان مؤلما اكثر خاصة بعد صمود الجيش السوري امام كل القوى الغاشمة المدعومة من السعودية وقطر وتركيا .. واما اليم فقد زاد من جنون السعودية لان كل حساباته وغطرسته كانت كهواء في شبك .. ولم يبق اليوم سوى التبرير الكاذب لاخفاء الفشل الذريع الذي منيت به السعودية في كل المجالات ولابد ان تضع اللوم على جهة ما حتى وان نطق اذيالها بالترهات التي لايصدقها كل ذي عقل … والصراخ كما يقال يستعر بقدر الالم.

رائد دباب

====
أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا