إعلان من “داعش” يتوج سنة من الحرب السعودية على اليمن: “الأهداف تحققت”!
هجمات انتحارية دامية ومتزامنة هزت مدينة ومرفأ عدن مساء الجمعة 25 مارس/ آذار، عشية اكتمال عام من الحرب السعودية أو حرب التحالف بقيادة السعودية على اليمن منذ 26 مارس/ آذار 2015.
سنة كاملة كرس خلالها تدخل التحالف العربي/ السعودي في اليمن أخبار المجازر والدماء والدمار بفعل الضربات الجوية القاتلة والمميتة (بتعبير المنظمة الدولية ومنظمات دولية غير حكومية).
سنة كاملة من الحرب، التي خلقت مأساة إنسانية غير مسبوقة تطحن ملايين اليمنيين – أكثر من 20 مليون يمني هم بحاجة فعلية إلى مساعدات إنسانية أساسية، ونحو 14 مليوناً بحاجة ماسة لمساعدات حرجة، وفقاً للأمم المتحدة ومنظماتها، وتذكر أيضاً الأرقام سقوط 8 آلاف قتيل، على الأقل، معظمهم من المدنيين ومعظمهم، أيضاً، سقطوا بسبب الضربات الجوية، بحسب المفوضية السامية لحقوق الإنسان.
لكن ليس هذا فقط هو كل ما يحسب للتحالف الملكي السعودي، فهناك أيضاً وبالتزامن مع كل ما سبق تكريس متساوق ومتساوٍ للهجمات الإرهابية والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والأجساد الملغومة والرايات السوداء، المتمددة زماناً ومكاناً في مساحات ومحافظات ومدن وحواضر شاسعة من اليمن تغطي الجنوب والشرق والجنوب الشرقي وهو معظم اليمن ومعظم ما ادعى التحالف السعودي “تحريره” من أراض بزعمه وأنها آلت إلى سيادة وسلطات “الحكومة الشرعية”، وبالتالي باتت تنعم بمعطيات “إعادة الأمل” وتحصد الثمار(..) على هذا النحو!
سنة كاملة، كرس خلالها عرب التحالف الملكي النفطي السعودي أخبار ومعطيات ووقائع الدم والقتل والمجازر والمقابر والأشلاء الممزقة في يوميات اليمن واليمنيين.
وسنة كاملة انتهزها الجهاديون والمتطرفون من كل شاكلة – أو قل حلفاء التحالف – ووسعوا وتوسعوا، وباتت سلطاتهم -المزامنة والمتعايشة جنباً إلى جنب مع سلطات قوات الغزو وسلطات حكومة التحالف وحلفاء التحالف جميعاً- تمتد من المكلا عاصمة حضرموت، وحتى عدن عاصمة جميع الحلفاء دفعة واحدة من القاعدة وداعش إلى قوات التحالف وحكومة المنفى السعودي التي تتخذ في عدن منفى إجبارياً لا تطيق بقاء فيها أكثر من أسابيع قبل أن تعود إلى فنادق الرياض وقصورها الملكية.
جميع الذين كتبوا في الشرق والغرب عن الحرب السعودية في اليمن وجميع الذين علقوا ونددوا وحذروا، اتفقوا على أن المكاسب الكبيرة والحصرية إنما تصب في رصيد وجيوب الجهاديين والمتطرفين. حتى مجلس الأمن الدولي اضطر مؤخراً إلى التعبير صراحة عن مخاوفه العميقة وقلقه البالغ حيال توسع وزيادة خطورة الجماعات المتطرفة في جنوب اليمن وخصوصاً في عدن وأخواتها. وهؤلاء وحدهم الذين سالمهم التحالف وطائراته وصواريخه الأمريكية والبريطانية والفرنسية، ولم يحدث ولا مرة واحدة أن أخطأت غارة جوية طريقها إليهم في أوقات ملأت الأشهر غارات مميتة طالت حتى حلفاء و”مرتزقة” التحالف المقاتلين في الجبهات.
وعشية 26 مارس/ آذار 2016، وقبل انقضاء ساعات بقيت من يوم الجمعة واكتمال سنة من الحرب، جاء الإعلان عنيفاً وصريحاً بـ”تحقيق الهدف/ الأهداف”. لكن من قبل تنظيم الدولة / داعش/ ولاية عدن أبين/ الفرع اليمني/ أو ما شئت، ونقلته وكالة أخبار التنظيم “أعماق” بتنفيذ 3 عمليات انتحارية – “استشهادية” بتعبيره- وهجوم انغماسي بمدينة عدن.
لا فارق هنا والآن ما إذا كانت الهجمات الأخيرة استهدفت مقرات أمنية ومواطنين أو مناوئين أو دار مسنين أو “مقراً للتحالف العربي بمدينة عدن”، فالوحش بات طليقاً وقوياً بما يكفي ليتحول إلى صانعه.
لكنه هو الإعلان الوحيد عملياً وإعلامياً الذي جاء من طرف مستفيد ومتخندق (ومحالف ولو ضمنياً وباعتبار المسالمة) في جبهة حرب التحالف السعودي بالمناسبة الماثلة وعشية اكتمال سنة- 26 مارس/ آذار 2016.
ليس أدل على مافعلته حرب التحالف العدواني ومرتزقة السعودية في اليمن طوال سنة من إعلان داعش. وهو يغني ويعفي الحلفاء ومتحدث التحالف “عسيري” من عناء تقديم إعلان بحصاد الأهداف والحرب عشية حلول ذكراها الأولى. داعش أعلن وهو أكد أن “الهدف تحقق”!