تفجيرات بروكسل .. ماذا عن الرياض وتل أبيب
ألقت تفجيرات بروكسل بظلالها القاتمة على العالم، وأعادت التأكيد أوروبياً مجدداً على أولوية التركيز على محاربة الفكر التكفيري الذي تتصدره اليوم “داعش”, والتي تبنت التفجيرات في قلب العاصمة البلجيكية وعاصمة الاتحاد الأوروبي حيث تتواجد مقرات الاتحاد الأوروبي ببروكسل ووقع أحد التفجيرات بالقرب منه في محطة ميترو.
افتتاحيات الصحف الأوروبية ركزت على تفجيرات بروكسل والرسائل التي غلف بها الهجوم الدموي الذي أودى بحياة 35 شخصاً وشل الحركة في العاصمة البلجيكية, وإلى جانب القضايا الداخلية وما يتصل ببنية الاتحاد الأوروبي وتعزيز الأمن بداخله, عادت افتتاحيات الصحف إلى التركيز على مواجهة الإرهابيين خارج القارة العجوز, والطب إلى الحكومات الأوروبية مواجهة الإرهاب في الشرق الأوسط.
وفي صحيفة التايمز كتب “روجر بويز” مقالا بعنوان “الإرهابيون ملأوا الفراغ الذي تركه أوباما”, ويقول “إن عودة الجهاديين الذين تدربوا على صنع القنابل في معسكرات من الحرب السورية إلى أوروبا ينظر إليه من قبل الولايات المتحدة على أنه فشل أوروبا في منع عودتهم من شمال إفريقيا والشرق الأوسط”.
ويتابع قائلا “لكن الولايات المتحدة ليست محصنة من هجمات كهذه ولا هي خالية من المسؤولية، فانسحابها من هذه المناطق المضطربة هو الذي شجع الجهاد، وكذلك شجعه اعتقاد أوباما أن بإمكان الولايات المتحدة الاكتفاء بالتعامل مع القضايا الكبرى للحرب والسلام”.
عقب هجمات باريس الدامية ارتفعت الأصوات بداخل أوروبا إلى ضرورة نقل المواجهة مع الإرهاب الذي يمثله المد التكفيري إلى مناطقه في السعودية التي تحمل فكر داعش, وسوريا والعراق حيث تتحصن “داعش” وتقيم هناك دولتها, ولا تخفى نيتها في إرسال مفخخيها إلى أي مكان في العالم, كما أنها تسعى وبكل الوسائل إلى تجنيد الشباب الأوروبي ليكونوا قنابل مؤقتة بداخل أوروبا.
الرغبة بإعادة الولايات المتحدة إلى منطقة الشرق الأوسط ليس رغبة أوروبية طارئة عقب هجمات بروكسل وإن اختلفت المقاصد, لكنها رغبة وحاجة ملحة سعودية وإسرائيلية اللتين تنظران إلى انسحاب الولايات المتحدة من منطقة الشرق الأوسط لصالح إيران وروسيا خطراً وجودياً يتهددهما, ولن تتورع الرياض التي تعد الأب الروحي لداعش, وخزانها الاستراتيجي, وتل أبيب التي تكن العداء لبروكسل بسبب مواقفها المؤيدة لإقامة دولة فلسطينية والحقوق العربية والفلسطينية, لتحقيق ذلك ولو عبر رسائل الدم.
وتفجيرات بروكسل كان لها صداها ووقعها الخاص بداخل قصور الرياض التي تعاني الحرج عالمياً بعد تعالي الأصوات في أوروبا منذ أحداث باريس بضرورة محاسبة السعودية التي تعد الخزان الاستراتيجي للإرهابيين بحسب وصف “مايكل هايدن” المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأميركية CIA, واتهامها من قبل أوباما بأنها مملكة تنشر التطرف في أنحاء العالم خلال مقابلة له مع مجلة أميركية, أعلن فيها الرؤية الأميركية الجديدة بالانسحاب من قضايا الشرق الأوسط لصالح قضايا المستقبل في آسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية حسب قوله.
ولعل هذا الحرج في الرياض هو ما يفسر المسارعة إلى إعلان السعودية عبر الصحفي المقرب من الأسرة المالكة “جمال خاشقجي” تبني ضرب معسكر تدريبي للقاعدة الممولة سعودياً في محافظة حضرموت, قبل أن تعلن واشنطن لاحقاً بأنها هي من قامت بقصفه.
===
اشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه
@taizznews
https://telegram.me/taizznews