تعز..مدينة منكوبة والخطر يطارد النازحين
تعز..مدينة منكوبة والخطر يطارد النازحين
تتسبب الحروب والنزاعات المسلحة إلى إلحاق أضرار مجتمعية جسيمة وبلا حدود تظل آثارها السلبية بارزة لسنوات طوال، يكتوي فيها مختلف القطاعات والمجالات بلا استثناء ويفوز فيها فقط تجار الحروب والأزمات، وبلا شك يمثل المواطن البسيط أكبر المتضررين جراء تلك النزاعات، وفي ظل الأزمة الطاحنة التي تعصف بوطننا الحبيب اليمن والاشتباكات المسلحة التي تدور رحاها بضراوة في أكثر من مدينة، وخصوصا مدينة تعز منذ أكثر من خمسة أشهر، برزت ظاهرة النزوح الإجباري للمواطنين من المدينة إلى المديريات والقرى والعزل الريفية هرباً من شبح الموت المخيم على أجواء وشوارع المدينة.91 ألف نازح ونازحة
تعز (المدينة) فقط والتي يقطنها مواطنون ينحدرون من مناطق ومحافظات يمنية مختلفة يتجاوزن المليون نسمة, أصبحت الكثير من أحيائها خاوية على عروشها, يتواجد فيها حاليا أطراف الصراع والأسر التي لم تتمكن من النزوح لأسباب قاهرة.. الآلاف من الأسر نزحت إلى الريف وتركزت معظمها في المدن الثانوية (التربة والنشمة والراهدة وخدير وهجدة) وبعضها لجأت إلى المحافظات المجاورة (إب – الحديدة), تشير التقارير المجتمعية التي قامت بها منظمات محلية في تعز إلى قرابة مائة ألف نسمة نازحين منهم توزعوا في 121 مركز إيواء، فيما بقية النازحين استقروا في منازل تابعة لهم أو لأقاربهم أو أصدقائهم والآخرون في المدارس, وجميعهم يعانون الأمرين (التشرد والجوع) في ظل انقطاع كامل للخدمات الأساسية كالماء والغذاء والكهرباء وارتفاع الأسعار الجنوني للمواد التموينية وانعدام شبه كامل لمقومات الحياة الضرورية الأخرى.
الموت أرحم
الكثير من الأسر النازحة إلى المديريات الريفية، شكت في أحاديث لـ”الثورة”, أوجاعها وآلامها جراء النزوح الإجباري, تقول تلك الأسر أن الموت أرحم من التشرد والضياع والجوع والتعب الذي تعيشه في مديريات نائية وقرى مترامية في أعلى الجبال وسفوحها ناهيك عن وعورة الطرق وشظف العيش وقساوة التضاريس وشحة الغذاء والمياه .. هكذا يشرح محمد علي خانع، وهو رب أسرة نازح عند أحد أقربائه في مديرية حيفان مع أفراد أسرته ” لجأت وأسرتي المكونة من عشرة أفراد إلى عزلة الاعبوس في حيفان هرباً من مدينة تعز، حيث كنت أسكن في حي حوض الأشراف وهي منطقة المواجهات الشديدة, وهنا كما ترى وضع إنساني صعب جدا, لا طريق ولا ماء ولا غذاء ولا أبسط مقومات الحياة”.
المساعدات “جعجعة بلا طحين”
وعن المساعدات الإنسانية يقول خانع “نسمع جعجعة ولا نرى طحينا” .. لم يصلنا أي شيء من هذا القبيل رغم أننا سمعنا وقرأنا عن مساعدات دولية ومحلية للنازحين جراء هذه الاحداث”, وأضاف بحرقة: “الموت أرحم لنا من عذاب النزوح والتشرد والجوع, يكفي حرباً وصراعاً ودماراً نريد أن نعود إلى منازلنا ونحن آمنون ومستقرون”.
مشاكل أسرية
هناك أسر عديدة لم تتمكن من النزوح من مناطق المواجهات في مدينة تعز لظروف عدة منها مادية ليس بمقدورها مواجهة تكاليف السفر أو النزوح إلى القرى, والأخرى لعدم توفر منازل لها في القرى مما اضطرها للبقاء في المدينة, كما أن العديد من الأسر كانت قد نزحت في بداية الأحداث ونظرا لطول فترة الاشتباكات, اضطرت للعودة إلى منازلها بعد أن ضاق بها الحال في غياهب التشرد والضياع في القرى مع شظف العيش وانعدام الخدمات، علاوة على نشوب مشاكل أسرية في الأرياف إثر الازدحام الأسري الكبير جراء النزوح المستمر, وفي مشاهد مؤلمة جداً تعرضت تلك الأسر سواء تلك التي لم تنزح أو التي اضطرت إلى العودة إلى منازلها في المدينة لحوادث أليمة, بعضها فقدت أفراداً من الأسرة وأخرى تعرض أفرادها لإصابات مختلفة جراء سقوط القذائف أو بسبب قصف طائرات العدوان السعودي والتي تسببت أواخر الشهر الماضي بمجزرة بشعة في حي صالة راح ضحيتها 71 شهيداً وعشرات الجرحى جلهم من النساء والأطفال.
نازحون يلحقهم الموت
الحاج درهم القدسي ـ ساكن وسط مدينة تعز ـ لم يتمكن الرجل من النزوح, بل إن العديد من أقاربه لجأوا إلى النزوح إلى منزله هربا من مناطق الحرب المستعرة في أحياء أخرى، كالحصب وبيرباشا والمرور ـ قصة هذه الأسرة مأساوية للغاية.. ففي الـ24 أغسطس الماضي تعرض منزلهم لقذيفة وسقط أكثر من 12 فردا من الأسرة شهداء (بينهم نساء وأطفال) فيما أصيب عشرة آخرون وأصيب الحاج درهم بإصابات مختلفة, أفاق من غيبوبته ولم يتمكن من استيعاب هول المأساة وفظاعة الجريمة التي لحقت به وأسرته ومن نزحوا إلى منزله.
مذبحة المخا التاريخية
ولن ينسى التاريخ جريمة المدينة السكنية بالمخا والتي تسببت في إزهاق أرواح أكثر من 103 بين شهيد وجريح صباح الجمعة 24 يوليو 2015م وكانوا قد نزحوا من مدينة تعز إلى مدينة المخا بحثا عن الأمن والاستقرار فلحقتهم صواريخ الطيران السعودي إلى منازلهم الآمنة وقتلتهم وشردتهم بصورة إجرامية قبيحة وبشعة لم يشهد لها التاريخ مثيل.
مبادرة مجتمعية
مدينة هجدة التابعة لمديرية مقبنة في الجهة الشمالية الغربية لمدينة تعز، احتضنت أيضا مئات الأسر النازحة من المدينة, وكان انعدام الخدمات فيها صعوبة العيش وجع آخر للنازحين, أطلق عدد من المواطنين في هجرة مبادرة مجتمعية أسموها بـ”اللجنة الاجتماعية لإيواء وإغاثة النازحين هجدة” وفي هذه المبادرة يتم تقديم المساعدات الإغاثية للنازحين والمقدمة من رجال الخير.
لقد خلفت هذه النزاعات والحروب صوراً ومآسي إنسانية تشيب لها الولدان, أسرة مشردة مكونة من عشرين نسمة فقدت سبعة من أفرادها جراء الحرب في تعز, وصلت الأسرة إلى مدينة هجدة ذات مساء مخيف, لتنجو من الموت وتحافظ على من تبقى من أفرادها، وتم إيواؤهم في منزل شعبي تابع لأحد الأهالي, وهم في حالة يرثى لها.
جهود إغاثية مجتمعية
يقول رئيس المبادرة المجتمعية في مدينة هجدة الأخ جميل الضبيري أن اللجنة المشكلة من قبل الأهالي, تهتم بإيواء النازحين من جميع المدن المتضررة من الحرب وتقوم بتقديم الواجب الإنساني والديني لهم بقدر الإمكانيات المتاحة والمقدمة من رجال الخير.
ويضيف: إن عدد الأسر النازحة في هجدة وصلت إلى 2140 أسرة بإجمالي (10,050)عشرة آلاف وخمسين نسمة، ومن ضمن تلك الحالات خمس أسر مكونة من ستين فرداً من أحياء المدينة القديمة تم إيواؤهم في منزل قيد الإنشاء لا يمتلكون الغذاء والفراش وفيهم امرأة تجاوزت موعد الولادة وهي بأمس الحاجة إلى رعاية طبية كي لا تتعرض لمضاعفات خطرة.
أضاف الضبيري: المنظمات دورها غائب باستثناء المنسقية العليا للإغاثة التي ساعدت بإغاثة مائة أسرة قبل ثلاثة أشهر, وحاليا نعتمد على الخيرين فقط .
وأهاب بالأهالي في هجدة والقرى المجاورة المساعدة في إيواء النازحين والقادرين والخيرين إلى مد يد العون في عمليات الإغاثة، فالأمر فوق طاقتنا والأسرة النازحة في تزايد مستمر”.
النشمة : 17,127 نازحاً
ومن المدن التي نزح إليها المواطنون , مدينة النشمة وقرى وعزل مديرية المعافر القريبة من محيط مدينة تعز, حيث استقبلت المديرية ما يقارب (3329) أسرة نازحة أي ما يعادل عدد الأفراد (17127) فرداً وذلك بحسب تقرير نشرته اللجنة المجتمعية لإيواء وإغاثة النازحين في مديرية المعافر والتي بادر لتكوينها مجموعة شبابية عفوية وبمساندة نشطاء ومتطوعين ومنظمات ومبادرات مجتمعية المتمثلة في مجالس القرى وبالتعاون مع المجلس المحلي.
وبحسب التقرير الذي حصل كاتب التحقيق على نسخة منه فإن عدد النازحين من خارج المديرية ما يقارب (582) أسرة وما يعادل عدد الأفراد (3080) فرداً ويبلغ عدد النازحين من أبناء المديرية ما يقارب (2747) أسرة وما يعادل عدد الأفراد (14047) فرداً والنزوح مازال مستمراً جراء الحرب في تعز.
وأشار التقرير إلى أن معظم الأسر النازحة في مساكن أهلية وموزعون على كل العزل في المديرية وأن معاناة النازحين تزداد صعوبة في ظل غياب تام للدور الحكومي والمنظمات الإنسانية والدولية والمحلية.
انتقائية في توزيع المساعدات
وتشكو العديد من الأسر النازحة عدم حصولها على أي من المساعدات الإنسانية, ويرجع الأخ نشوان نعمان الجلدوي المدير التنفيذي لمركز القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان أسباب ذلك إلى استغلال بعض النافذين لتلك المساعدات والانتقائية في الحصر وغياب آلية واضحة لإيصال المساعدات للمحتاجين مباشرة.. مشيرا إلى أن بعض الأسر تلقت مساعدات والكثير لم تصلها أياً من تلك المساعدات ولدينا فريق يقوم حاليا بعملية حصر شامل للأسر والمناطق التي شملتها أعمال الإغاثة والمناطق والأسر التي لم تشملها وسنخرج بتقرير متكامل حول ذلك.
منظمات إغاثية عاملة
منظمات محلية أخرى تقول إنها عملت في مجال الإغاثات الإنسانية للنازحين في ريف تعز بكل شفافية ووضوح ودون تمييز وبينها المكتب التنفيذي للمنسقية الرباعية لمنظمات المجتمع المدني بمحافظة تعز، حيث يقول القائمون على المنسقية إنها نفذت مشروع توزيع المساعدات الغذائية للأسر المستحقة في مديريات المحافظة لعدد ثلاثين ألف حالة .
ويؤكد الدكتور عبدالحليم نعمان الخالدي ـ رئيس المنسقيةـ أن عملية التوزيع مستمرة وتتم بشفافية ووضوح وقد حرصنا على إعداد خطة عملية وآلية تنفيذية دقيقة لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها يدا بيد.. مردفا أن عملية التوزيع تمت على ثلاث مراحل شملت المرحلة ا?ولى إحدى عشرة مديرية فيما شملت المرحلتين الثانية والثالثة بقية المديريات وتم التنسيق مع برنامج الغذاء العالمي لتوفير المواد الغذائية للأسر المحتاجة.
تعز (المدينة) فقط والتي يقطنها مواطنون ينحدرون من مناطق ومحافظات يمنية مختلفة يتجاوزن المليون نسمة, أصبحت الكثير من أحيائها خاوية على عروشها, يتواجد فيها حاليا أطراف الصراع والأسر التي لم تتمكن من النزوح لأسباب قاهرة.. الآلاف من الأسر نزحت إلى الريف وتركزت معظمها في المدن الثانوية (التربة والنشمة والراهدة وخدير وهجدة) وبعضها لجأت إلى المحافظات المجاورة (إب – الحديدة), تشير التقارير المجتمعية التي قامت بها منظمات محلية في تعز إلى قرابة مائة ألف نسمة نازحين منهم توزعوا في 121 مركز إيواء، فيما بقية النازحين استقروا في منازل تابعة لهم أو لأقاربهم أو أصدقائهم والآخرون في المدارس, وجميعهم يعانون الأمرين (التشرد والجوع) في ظل انقطاع كامل للخدمات الأساسية كالماء والغذاء والكهرباء وارتفاع الأسعار الجنوني للمواد التموينية وانعدام شبه كامل لمقومات الحياة الضرورية الأخرى.
الموت أرحم
الكثير من الأسر النازحة إلى المديريات الريفية، شكت في أحاديث لـ”الثورة”, أوجاعها وآلامها جراء النزوح الإجباري, تقول تلك الأسر أن الموت أرحم من التشرد والضياع والجوع والتعب الذي تعيشه في مديريات نائية وقرى مترامية في أعلى الجبال وسفوحها ناهيك عن وعورة الطرق وشظف العيش وقساوة التضاريس وشحة الغذاء والمياه .. هكذا يشرح محمد علي خانع، وهو رب أسرة نازح عند أحد أقربائه في مديرية حيفان مع أفراد أسرته ” لجأت وأسرتي المكونة من عشرة أفراد إلى عزلة الاعبوس في حيفان هرباً من مدينة تعز، حيث كنت أسكن في حي حوض الأشراف وهي منطقة المواجهات الشديدة, وهنا كما ترى وضع إنساني صعب جدا, لا طريق ولا ماء ولا غذاء ولا أبسط مقومات الحياة”.
المساعدات “جعجعة بلا طحين”
وعن المساعدات الإنسانية يقول خانع “نسمع جعجعة ولا نرى طحينا” .. لم يصلنا أي شيء من هذا القبيل رغم أننا سمعنا وقرأنا عن مساعدات دولية ومحلية للنازحين جراء هذه الاحداث”, وأضاف بحرقة: “الموت أرحم لنا من عذاب النزوح والتشرد والجوع, يكفي حرباً وصراعاً ودماراً نريد أن نعود إلى منازلنا ونحن آمنون ومستقرون”.
مشاكل أسرية
هناك أسر عديدة لم تتمكن من النزوح من مناطق المواجهات في مدينة تعز لظروف عدة منها مادية ليس بمقدورها مواجهة تكاليف السفر أو النزوح إلى القرى, والأخرى لعدم توفر منازل لها في القرى مما اضطرها للبقاء في المدينة, كما أن العديد من الأسر كانت قد نزحت في بداية الأحداث ونظرا لطول فترة الاشتباكات, اضطرت للعودة إلى منازلها بعد أن ضاق بها الحال في غياهب التشرد والضياع في القرى مع شظف العيش وانعدام الخدمات، علاوة على نشوب مشاكل أسرية في الأرياف إثر الازدحام الأسري الكبير جراء النزوح المستمر, وفي مشاهد مؤلمة جداً تعرضت تلك الأسر سواء تلك التي لم تنزح أو التي اضطرت إلى العودة إلى منازلها في المدينة لحوادث أليمة, بعضها فقدت أفراداً من الأسرة وأخرى تعرض أفرادها لإصابات مختلفة جراء سقوط القذائف أو بسبب قصف طائرات العدوان السعودي والتي تسببت أواخر الشهر الماضي بمجزرة بشعة في حي صالة راح ضحيتها 71 شهيداً وعشرات الجرحى جلهم من النساء والأطفال.
نازحون يلحقهم الموت
الحاج درهم القدسي ـ ساكن وسط مدينة تعز ـ لم يتمكن الرجل من النزوح, بل إن العديد من أقاربه لجأوا إلى النزوح إلى منزله هربا من مناطق الحرب المستعرة في أحياء أخرى، كالحصب وبيرباشا والمرور ـ قصة هذه الأسرة مأساوية للغاية.. ففي الـ24 أغسطس الماضي تعرض منزلهم لقذيفة وسقط أكثر من 12 فردا من الأسرة شهداء (بينهم نساء وأطفال) فيما أصيب عشرة آخرون وأصيب الحاج درهم بإصابات مختلفة, أفاق من غيبوبته ولم يتمكن من استيعاب هول المأساة وفظاعة الجريمة التي لحقت به وأسرته ومن نزحوا إلى منزله.
مذبحة المخا التاريخية
ولن ينسى التاريخ جريمة المدينة السكنية بالمخا والتي تسببت في إزهاق أرواح أكثر من 103 بين شهيد وجريح صباح الجمعة 24 يوليو 2015م وكانوا قد نزحوا من مدينة تعز إلى مدينة المخا بحثا عن الأمن والاستقرار فلحقتهم صواريخ الطيران السعودي إلى منازلهم الآمنة وقتلتهم وشردتهم بصورة إجرامية قبيحة وبشعة لم يشهد لها التاريخ مثيل.
مبادرة مجتمعية
مدينة هجدة التابعة لمديرية مقبنة في الجهة الشمالية الغربية لمدينة تعز، احتضنت أيضا مئات الأسر النازحة من المدينة, وكان انعدام الخدمات فيها صعوبة العيش وجع آخر للنازحين, أطلق عدد من المواطنين في هجرة مبادرة مجتمعية أسموها بـ”اللجنة الاجتماعية لإيواء وإغاثة النازحين هجدة” وفي هذه المبادرة يتم تقديم المساعدات الإغاثية للنازحين والمقدمة من رجال الخير.
لقد خلفت هذه النزاعات والحروب صوراً ومآسي إنسانية تشيب لها الولدان, أسرة مشردة مكونة من عشرين نسمة فقدت سبعة من أفرادها جراء الحرب في تعز, وصلت الأسرة إلى مدينة هجدة ذات مساء مخيف, لتنجو من الموت وتحافظ على من تبقى من أفرادها، وتم إيواؤهم في منزل شعبي تابع لأحد الأهالي, وهم في حالة يرثى لها.
جهود إغاثية مجتمعية
يقول رئيس المبادرة المجتمعية في مدينة هجدة الأخ جميل الضبيري أن اللجنة المشكلة من قبل الأهالي, تهتم بإيواء النازحين من جميع المدن المتضررة من الحرب وتقوم بتقديم الواجب الإنساني والديني لهم بقدر الإمكانيات المتاحة والمقدمة من رجال الخير.
ويضيف: إن عدد الأسر النازحة في هجدة وصلت إلى 2140 أسرة بإجمالي (10,050)عشرة آلاف وخمسين نسمة، ومن ضمن تلك الحالات خمس أسر مكونة من ستين فرداً من أحياء المدينة القديمة تم إيواؤهم في منزل قيد الإنشاء لا يمتلكون الغذاء والفراش وفيهم امرأة تجاوزت موعد الولادة وهي بأمس الحاجة إلى رعاية طبية كي لا تتعرض لمضاعفات خطرة.
أضاف الضبيري: المنظمات دورها غائب باستثناء المنسقية العليا للإغاثة التي ساعدت بإغاثة مائة أسرة قبل ثلاثة أشهر, وحاليا نعتمد على الخيرين فقط .
وأهاب بالأهالي في هجدة والقرى المجاورة المساعدة في إيواء النازحين والقادرين والخيرين إلى مد يد العون في عمليات الإغاثة، فالأمر فوق طاقتنا والأسرة النازحة في تزايد مستمر”.
النشمة : 17,127 نازحاً
ومن المدن التي نزح إليها المواطنون , مدينة النشمة وقرى وعزل مديرية المعافر القريبة من محيط مدينة تعز, حيث استقبلت المديرية ما يقارب (3329) أسرة نازحة أي ما يعادل عدد الأفراد (17127) فرداً وذلك بحسب تقرير نشرته اللجنة المجتمعية لإيواء وإغاثة النازحين في مديرية المعافر والتي بادر لتكوينها مجموعة شبابية عفوية وبمساندة نشطاء ومتطوعين ومنظمات ومبادرات مجتمعية المتمثلة في مجالس القرى وبالتعاون مع المجلس المحلي.
وبحسب التقرير الذي حصل كاتب التحقيق على نسخة منه فإن عدد النازحين من خارج المديرية ما يقارب (582) أسرة وما يعادل عدد الأفراد (3080) فرداً ويبلغ عدد النازحين من أبناء المديرية ما يقارب (2747) أسرة وما يعادل عدد الأفراد (14047) فرداً والنزوح مازال مستمراً جراء الحرب في تعز.
وأشار التقرير إلى أن معظم الأسر النازحة في مساكن أهلية وموزعون على كل العزل في المديرية وأن معاناة النازحين تزداد صعوبة في ظل غياب تام للدور الحكومي والمنظمات الإنسانية والدولية والمحلية.
انتقائية في توزيع المساعدات
وتشكو العديد من الأسر النازحة عدم حصولها على أي من المساعدات الإنسانية, ويرجع الأخ نشوان نعمان الجلدوي المدير التنفيذي لمركز القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان أسباب ذلك إلى استغلال بعض النافذين لتلك المساعدات والانتقائية في الحصر وغياب آلية واضحة لإيصال المساعدات للمحتاجين مباشرة.. مشيرا إلى أن بعض الأسر تلقت مساعدات والكثير لم تصلها أياً من تلك المساعدات ولدينا فريق يقوم حاليا بعملية حصر شامل للأسر والمناطق التي شملتها أعمال الإغاثة والمناطق والأسر التي لم تشملها وسنخرج بتقرير متكامل حول ذلك.
منظمات إغاثية عاملة
منظمات محلية أخرى تقول إنها عملت في مجال الإغاثات الإنسانية للنازحين في ريف تعز بكل شفافية ووضوح ودون تمييز وبينها المكتب التنفيذي للمنسقية الرباعية لمنظمات المجتمع المدني بمحافظة تعز، حيث يقول القائمون على المنسقية إنها نفذت مشروع توزيع المساعدات الغذائية للأسر المستحقة في مديريات المحافظة لعدد ثلاثين ألف حالة .
ويؤكد الدكتور عبدالحليم نعمان الخالدي ـ رئيس المنسقيةـ أن عملية التوزيع مستمرة وتتم بشفافية ووضوح وقد حرصنا على إعداد خطة عملية وآلية تنفيذية دقيقة لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها يدا بيد.. مردفا أن عملية التوزيع تمت على ثلاث مراحل شملت المرحلة ا?ولى إحدى عشرة مديرية فيما شملت المرحلتين الثانية والثالثة بقية المديريات وتم التنسيق مع برنامج الغذاء العالمي لتوفير المواد الغذائية للأسر المحتاجة.