حنق سعودي غير مسبوق
حالة من الحنق السعودي الشديد تعكسه آراء أبرز الكتاب المقربين من صانع القرار في الرياض ضد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، لم تكن تصريحات أوباما بخصوص السعودية بالقدر الذي يبرر حالة الارتجاف الحاصلة لدى الأسرة الحاكمة في الحجاز لكنها جاءت في توقيت حساس جدا، فرمال اليمن أسقطت الصورة المفترضة لآل سعود، كما أن تراجع جماعات التكفير في كل من سوريا والعراق وهبوط بورصة هيبة السعودية في العالم فاقم من حالة الشعور بالضياع والخوف من المجهول بالإضافة إلى الخواء الداخلي والاهتزاز الاقتصادي والسياسي الذي تعيشه المملكة بما لم تشهده خلال مائة عام من تاريخها، بسبب ذلك كانت حساسية تصريحات أوباما التي اعتبرتها السعودية طعنة مسمومة في المكان والزمان غير المناسبين .
إنه جزاء سنمار وماذا يتوقع من جعل من نفسه مجرد مخبر وساعي بريد لدى صانع القرار الأمريكي والغربي ؟ هل يتوقع أن تنظر إليه أنظمة الاستكبار كرقم صعب أو صاحب حضارة ورسالة وهو من رضي لنفسه العمل بوظيفة “القواد” .
من المبكر الحديث عن تخلي أمريكي عن آل سعود لكنه قرار قادم بكل تأكيد والمطلوب استنزاف ما تبقى في خزائن وأرصدة مملكة الرمال، كما أن الأمريكي حريص على استكمال السعودية لوظيفتها في تدمير بقية العواصم العربية وإشعال الحروب التمزيقية والتجزيئية .
النظام المرتهن عندما يقدم خدمات للمستعمرين ضدا على مصلحة شعبه وأمته يعيش أوهام رضا الأجانب عنه وعشقهم المطلق لأدواره وهو ظن خاطئ ووهم خادع لا يكفي ليكون حقيقة الابتسامات الصفراء التي يتلقاها العملاء من قبل قادة الأجهزة المخابراتية الدولية.
آل سعود لا يعلمون أن سياساتهم في خدمة أمريكا ومشروع الهيمنة الإسرائيلية سيجعلهم في نهاية المطاف ضحية لهذا المشروع الذي لا يعترف بالجميل لمرتزقته ولا يهتم لغير مصالحه، بينما الأدوات يتم تبديلها كما هو معروف تبعا لكل مرحلة من مراحل تحرك المشروع الاستعماري، وكما استغنت أمريكا في مرحلة سابقة عن خدمات حسني مبارك وصدام حسين وزين العابدين بن علي وغيرهم ممن لا يقلون إخلاصا وانحناء للبيت الأبيض ستأتي لحظة الحقيقة السعودية عما قريب فالمطلوب إسرائيليا في المدى المنظور إعادة رسم الخارطة السياسية والاجتماعية في بلدان الجزيرة والخليج وهي المرحلة التي مهدت لها في بداية الأمر السعودية .. ولهذا يقال على نفسها جنت براقش.
بقلم / حميد زرق