العمليات الأكثف منذ بدء الحرب: ميناء حيفا في المهداف اليمني – العراقي
تعز نيوز
ضاعفت صنعاء عملياتها العسكرية الهادفة إلى إطباق الحصار على الكيان الإسرائيلي، ووسّعتها بشكل ملحوظ ضد السفن التجارية المنتهكة لحظر الدخول إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة، سواء في البحريْن الأحمر والعربي وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط، أو عمق الكيان الإسرائيلي في ميناء حيفاء، حيث جرى تنفيذ عمليتين مشتركتين مع المقاومة العراقية استهدفتا خمس سفن. وقالت مصادر عسكرية مطّلعة في صنعاء، لـ«الأخبار»، إن تلك العمليات، سواء منها المنفردة في البحريْن الأحمر والعربي أو المشتركة مع المقاومة العراقية، تُعد الأعلى منذ بدء الهجمات.وفي أعقاب إعلان القوات اليمنية تنفيذها عمليتين عسكريتين في البحريْن الأحمر والعربي، أول من أمس، أكّدت «هيئة عمليات التجارة البحرية» البريطانية تعرّض سفينة تجارية لهجوم على بعد 96 ميلاً بحرياً من سواحل مدينة نشطون الواقعة على البحر العربي شرق اليمن، موضحة أن «السفينة تعرّضت لهجوم مميت أدى إلى تسرب مياه البحر الأحمر إلى أرجائها، ما دفع بطاقمها إلى إطلاق نداء استغاثة، حيث تمّ إنقاذه من قبل سفينة مساعدة، وتُركت السفينة لتطفو في سواحل نشطون». وجاء ذلك بعد ساعات من تأكيد الهيئة تلقّيها بلاغاً عن تضرر سفينة تجارية إثر هجوم جديد أثناء مرورها في البحر الأحمر على بعد 65 ميلاً بحرياً من مدينة الحديدة الساحلية غرب البلاد، وقولها في بيان إن «ربان السفينة أبلغ عن إصابة السفينة بنظام جوي غير مأهول (طائرة مُسيّرة)، ما أدى إلى وقوع أضرار فيها». وأشارت الهيئة إلى أن «السلطات تحقّق في الحادثة، وننصح السفن بتوخي الحذر أثناء العبور، والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه».
وفي أكثر من بيان صدر خلال الساعات الـ48 الماضية، أكّد المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، أن القوات اليمنية نفّذت عمليتين عسكريتين مشتركتين مع المقاومة العراقية، جرى خلال إحداهما استهداف أربع سفن تجارية في ميناء حيفا، منها ناقلتا إسمنت، وسفينتا شحن، وجميعها تابعة لشركات ملاحية أجنبية انتهكت قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة، وذلك بعدد من الطائرات المُسيّرة. وأضاف سريع أن العملية الأخرى استهدفت سفينة «شورتهورن إكسبرس» في البحر الأبيض المتوسط، وهي في طريقها إلى ميناء حيفا، بعدد من الطائرات المُسيّرة أيضاً. وأشار إلى أن «العمليتين حقّقتا أهدافهما بنجاح وكانت الإصابات دقيقة ومباشرة»، متابعاً أن قوات بلاده ستواصل تنفيذ المزيد من العمليات العسكرية المشتركة مع المقاومة العراقية. ورأى أن «العمليات المشتركة عكست مدى أهمية التنسيق مع المقاومة العراقية، وأكدت أن توحيد الساحات سيكون له أثر بالغ على العدو».
وفي تعليقه على ذلك، اعتبر الخبير العسكري، اللواء خالد غراب، في حديث إلى «الأخبار»، أن «العمليات التي نُفذت بين قوات صنعاء والمقاومة العراقية تحمل رسالة قوية إلى العدو الأميركي والإسرائيلي، وتؤكد أن تنسيق العمليات بين قوى المقاومة سيفرض معادلات عسكرية جديدة ضد العدو». وأضاف أن «عملية استهداف سفن تجارية في ميناء حيفا، رسالة عسكرية يمنية – عراقية، سيكون لها ما بعدها».
قوات صنعاء أقامت وداعاً لـ«آيزنهاور» بهجوم رابع خلال شهرين
وفي السياق نفسه، أعلنت صنعاء عن استهدافٍ رابع لحاملة الطائرات الأميركية «آيزنهاور» في غضون شهرين، جرى قبيل سحبها من البحر الأحمر، واستُخدمت فيه أسلحة متطورة في إطار «حفل توديع عسكري» للحاملة. ونصح عضو «المجلس السياسي الأعلى» الحاكم في صنعاء، محمد علي الحوثي، جنود البحرية القادمين على متن حاملة الطائرات الأميركية الجديدة «روزفلت»، استلهام العبر من رفاقهم في «آيزنهاور». وأكّد، في منشور على منصة «إكس»، أن «سحب حاملة الطائرات واستبدالها بأخرى لن يوقفا عمليات صنعاء ضد السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط».
في المقابل، نفى بيان صدر عن «القيادة المركزية الأميركية» تعرّض «آيزنهاور» للاستهداف من قبل صنعاء، إلا أنه أكد اندلاع اشتباكات جديدة بين السفن الأميركية والقوات اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن. وقال البيان إن «القوات الأميركية اشتبكت مع ثلاثة زوارق تابعة للحوثيين في البحر الأحمر»، مضيفاً أن قوات صنعاء «أطلقت أيضاً ثلاثة صواريخ باليستية مضادة للسفن في اتجاه خليج عدن»، في تأكيد لبيان أصدرته القوات اليمنية في وقت سابق حول استهدافها السفينة «ترانسوورلد نافيغيتور» في البحر العربي بالصواريخ.