كاتب لبناني : المنطقة في مرحلة مواجهة مع الأنظمة العربية التابعة للغرب
أكد الكاتب اللبناني حمزة الخنسا أننا دخلنا في مرحلة مواجهة في العمق مع الأنظمة العربية التابعة والتي تنفّذ أجندات الغرب في منطقتنا. وصارت المواجهة اليوم تطال الأسس المبدئية العميقة الضاربة في جذور قيام هذه الأنظمة، منذ تشكيلها على أيدي دول الاستعمار لمواجهة شعوبها المقاوِمة.
وفي حوار خاص مع مراسلة وكالة فارس للأنباء رأى الخنسا أنه من غير المحتمل أن تلقى خطابات سماحة السيّد حسن نصر الله الآذان الصاغية لدى هذه الأنظمة، بل على العكس، فإن المواجهة مع المقاومة وشعبها ورموزها ستستعر أكثر، كلما غاص سماحته في العمق وكشف حقيقة هذه الأنظمة وضررها على الشعوب العربية والمسلمة.
وأشار الكاتب حمزة الخنسا أنه من الطبيعي أن ترفض الأنظمة العربية المعروفة بتبعيتها لأميركا وإسرائيل الاعتراف بفضل نضال الشعوب العربية وبعض حركات المقاومة فيها فإن المواجهة المستمرة منذ عشرات السنين بين دول الاستكبار والشعوب المستضعفة، كانت خلالها هذه الأنظمة العربية تلعب دور المساند والمشجّع على ضرب المقاومة وقادتها وبيئتها. وفي الأصل، إن المقاومة تُعد النقيض الموضوعي والطبيعي لأنظمة ستثبت الأيام المقبلة تطابق أصل قيامها وظروفه مع قيام كيان الاحتلال الإسرائيلي وظروف هذا القيام.
فإن ما بُني على ظلم الشعوب وقهرها وسلب أراضيها وقتل مثقّفيها ومقاوميها، لا يمكن له أن يتعايش مع حالة مقاومة شريفة حاربت الكيان الإسرائيلي كنموذج للاحتلال والقهر وسلب الأراضي من أهلها الأصليين. وستتكشّف في المرحلة المقبلة الكثير من الحقائق عن التطابق التام في الأصل والأهداف والوسائل بين الكيان العبري ومملكة آل سعود.
وأوضح حمزة الخنسا أن الاحتجاجات الشعبية والنقابية والحزبية التي عمّت الشوارع العربية عقب القرار السعودي في مجلس التعاون الخليجي واجتماع وزراء الداخلية العرب، أعادت التأكيد على جذور المقاومة التي لم تطفئها كل محاولات “مذهبة” الصراع في منطقتها العربية القائم في الأساس بين خطّين: الأول يضم المؤمنين بخط المقاومة كطريقة لاسترداد الحقوق المسلوبة، ودفع الأخطار الناتجة عن الإرهابَيْن الصهيوني والتكفيري والثاني يضم السعودية وبعض الدول العربية كمّاً كبيراً من المسترزقين من الاصطفاف خلف السعودية بوصفها بقرة حلوبا تدر ملايين الدولارات.
وتابع الخنسا قائلا : أثبتت الفعاليات العربية التي رفضت بحزم “الإرادة” السعودية وسم المقاومة بالإرهاب، أنّ الصراع القائم إنّما هو صراع مبادئ وأفكار تتعلّق بالنظرة إلى الصراع مع القوى الإرهابية بمختلف تلويناتها الصهيونية والتكفيرية، ولا علاقة له بالتنوّع الطائفي والمذهبي الذي تنعم به مجتمعاتنا العربية والإسلامية وفي هذا التنوّع زينوا للعقل السعودي الذي يحاول تكريس الوهّابية كمذهب عقائدي وحتى سياسي لأبناء الأمّة العربية، تماماً كما يسعى كيان الاحتلال العبري لفرض نفسه دولة دينية على أرض فلسطين العربية.
متابعات