تداعياتُ الفشل الأمريكي في المنطقة
#أصوات_تعزية
يتصاعَدُ الغضبُ في الأوساط السياسية الأمريكية؛ نتيجة الفشل الكبير في مواجهة الهيمنة الصينية التي بدأت تأخُذُ أشكالاً جديدة وتتجاوز الهيمنة الاقتصادية المحسومة لصالحها.
بعد عَقدَينِ من صراع صيني أمريكي على الهيمنة الاقتصادية ربحت فيه الصين وخسرت أمريكا.
ها هي الصينُ تبدأ أولى معاركِها للهيمنة الأمنية، وتختارُ منطقةً حساسةً كانت مقفلةً بالشمع الأحمر الأمريكي ويُمنَعُ الاقتراب منها، وعلى ما يبدو أن الصينَ قد ربحت أولى جولات هذه المعركة؛ فيما تحاول أمريكا الاستيقاظ من كابوس مزعج واستيعاب الصدمة والتقليل من أهميّة ما حدث تارة والتشكيك في النوايا الإيرانية وصمود هذا الاتّفاق تارة أُخرى، إلى محاولة تخويف النظام السعوديّ من الخطر الإيراني وقرب امتلاك إيران قنبلة نووية في محاولات يائسة من قبل البيت الأبيض؛ لامتصاص غضب النخب السياسية الأمريكية.
أما التنين الصيني فذهب ليحتفلَ بهذا الانتصار والاستفادة القصوى منه والتباهي به، وعلى ما يبدو أن الصين لن تتنازل عن هذا الانتصار، ولن تسمح بإفشاله ولن تتراجع خطوة إلى الوراء، وسَتذهبُ إلى أبعد مدى في الدفاع عن الموقع الذي وصلت إليه؛ وهذا ما يجعل النظام السعوديّ الذي نجهلُ حتى الآن النوايا الحقيقيةَ له يبدو واثقاً من نفسه وغيرَ عابِئٍ بعواقب وردة الفعل الغربية.
ومن الواضح أن الصين قد قفزت قفزةً كبيرةً إلى الأمام وتقتربُ من أمريكا إلى الحد الذي لم يصل إليه أحدٌ وهي تراهنُ على العجز الأمريكي في هذا الوقت وعدم القدرة على الدخول في مواجهة عسكرية، خُصُوصاً مع عدوٍّ تخشى المواجهة العسكرية معه وتجهلُ قدراتِه العسكرية.
وأعتقدُ أن أمريكا سَتتقبّل الصفعة الصينية في الوقت الراهن، وتحاول إرجاع النظام السعوديّ إلى بيت الطاعة بطرق دبلوماسية، وتتجنب تصعيد الموقف مع الصين، وتتجاوز ضغط اللوبي الصهيوني الذي كانت له -على الأرجح- يدٌ خفية في إنجاح الاتّفاق السعوديّ الإيراني للاستفادة منه في حشر أمريكا في الزاوية، والضغط عليها بقوة؛ لتبنَّى وجهة النظر المتطرفة للكيان الصهيوني، وتصعيد المواجهة مع إيران، وقد يكون ذلك هدفَ النظام السعوديّ أَيْـضاً من المصالحة مع إيران إثارةَ الغضب والغِيرة الأمريكية والدفعَ بها نحو التصعيد مع إيران.
وفي حقيقة الأمر، تتزاحم الأفكار في رؤوس الكثير منا؛ نتيجةَ الموقف السعوديّ الذي يدفعنا إلى كثرة التحليل وطرح كافة الاحتمالات؛ كوننا نؤمن بأن النظامَ السعوديّ هو إحدى أدوات الصهيونية العالمية، ويستحيلُ الخروجُ عليها أَو أن يأتيَ منه خيرٌ للأُمَّـة العربية والإسلامية.
محمود المغربي
#المركز_الإعلامي_لأنصار الله_تعز