كربلاء النهاية والبداية
#أصوات_تعزية
بعد الانقلاب الأموي على الدولة والدين المحمدي وبعد القضاء على كل من لا يزال يتمسك بالاسلام المحمدي ويدين بالولاء لأمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام وآل البيت وكل من يرفض الانقلاب والانحراف الأموي ذهب بني أمية إلى شراء الولاءات القبلية والدينية والعسكرية بأموال الدولة المغتصبة، وتطويع وتحريف الدين لخدمة أهداف دولة بني أمية وحكامها ولبسط نفوذها وتقوية شوكتها.
وزاد الأمر سوء بعد توريث الحكم والسلطة للحدث يزيد بن معاوية الذي أجمع كل فقهاء ومذاهب الأمة على تفسيق وتكفير ذلك الصبي حتى أولئك المتشددون في محبة بني أمية.
لقد وأصل يزيد مسلل التحريف والانحراف وطمس للإسلام المحمدي لكن بوتيرة أكبر وأسرع ودون أن يلجأ إلى مكر ودهاء معاوية ودون الاكتراث لأحد، يدفعه حقد كبير وقديم متوارث على الإسلام ومن جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وآل البيت عليهم السلام.
ولم يكن أمام الإمام الحسين عليه السلام الذي وقف يشاهد هذا الانحراف والتحريف الخطير في مسار الأمة والدين والفساد والظلم والهدم الممنهج للإسلام إلا التحرك بما لديه من إمكانيات بسيطة لمواجهة ذلك.
وقد كان يدرك عليه السلام أن أي مواجهة تقليدية لسلطة بهذا الحجم لن يكون له أي أثر ولن يفلح وعليه أن يلجأ إلى طريقةجديدة تحدث صدمة هائلة تنعش الأمة التي دخلت في حالة من الموت السريري يشبه حال الأمة الإسلامية والعربية في الوقت الراهن.
وكان الإمام الحسين عليه السلام يعرف الطريقة التي يمكن بها إحداث هذه الصدمة ويعلم ثمن ذلك ويعلم أن دمائه الطاهرة لن تكون كافية على الرغم من عظمة وطهارة وقيمة دمائه الشريفة في مواجهة سيف البغي والظلم والفساد والانحراف، وأن عليه تقديم الكثير من الدماء التي لا تقل قيمتها عن دمائه فداء للإسلام وللأمة كما فعل السيد المسيح عليه السلام.
ولذلك ذهب الإمام الحسين عليه السلام إلى جمع كل من ينتمي لهذا البيت الطاهر من ال البيت وممن لا يزالون يحملون الولاء والمحبة لله ولرسوله وآل البيت عليهم السلام ولم يكونوا بالكثير.
وبعد أن جمع الحسين أبنائه وإخوانه وأصحابه وقف فيهم قائل (هيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون) وتوجه بهم إلى حيث تكون المواجهة والمصير المحتوم وهو يعلم أن الطريق ينتهي في كربلاء وبأن كربلاء سوف تكون النهاية له ولمن معه وبأن جسده الطاهرة لن تصل إلى أبعد من كربلاء،
لكنها يعلم أن كربلاء سوف تكون البداية للأمة لتستعيد دينها المحمدي وعزتها وكرامتها وبأن مشروع ومنهج وثورة الحسين سوف يتعدى كربلاء ويطوف الكرة الأرضية ويبقى إلى الأبد.
وفي العاشر من محرم وفي كربلاء المقدسة قدم الحسين بن علي لنا ولمن جاء قبلنا ولمن سوف يأتي بعدنا أبلغ شهادة وأعظم تضحية في تاريخ الإنسانية وارتفع بمأساته إلى مستوى لن يقترب منه أحد من العالمين وصنع بذلك ملحمة بطولية وثورة تاخذ منها البشرية العبرة والعزة والكرامة والصمود إلى يومنا هذا وإلى ما شاء الله.
✍️ محمود المغربي
#المركز_الإعلامي_لأنصار الله_تعز