عندما تعيش في القبر منذ طفولتك
زيد البعوه
عندما يضطرك الغزاة والمحتلون والظالمون أن تعيش في حفره أو في جرف منذ طفولتك هل ستخاف الموت بعدها؟؟؟؟؟؟
كيف ستخاف الموت وكيف سترهب الشهادة، وأنت تعيش في حفره أو في كهف وبالذات عندما يمر شهر ويمر عشره أشهر ويمر عام وتكبر وتصير شاباً ثم تلتحق بالجبهة، وانت تعرف أن الذي تسبب في أن تعيش وسط حفره أو كهف هم الذين يعيشون في قصور وبيوت وفلل فارهة على حساب نهب ثروتك ومستحقاتك، وهم من ظلموك وحاصروك ودمروا منزلك وقتلوا بعض أفراد أسرتك، ستنطلق حينها وكلك شجاعة وبطوله وتفاني بدون خوف أو رهبه بل ستكون إنجازاتك العسكرية قوية جداً مستمدة من مظلوميتك وأحقية المشروع الذي تسير عليه، مصحوبة بتأييد إلهي ,,,,
تعالوا معي إلى مظلومية أجيال صعده الذي هدد السيد عبد الملك بخوض غمار المواجهة بهم وبغيرهم من أبناء اليمن إلى يوم القيامة…
أهالي صعده وخاصة مران في الحرب الأولى في عام 2004 ثلاثة أشهر في الجروف النساء والأطفال ثم بعدها الحرب الخامسة 2007 ثلاثة اشهر ايضاً ثم في الحرب السادسة 2010 ثمانية اشهر تحت الارض ثم في ضل هذا العدوان الذي قرب على انتهاء العام وهم في جروف تحت الأرض خوفاً على حياة الأطفال والنساء من طائرات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن إذا جئنا نحسب عدد الشهور والأيام التي عاشها هؤلاء تحت الأرض في حفر وكهوف سنجد أنهم لبثوا في كهفهم أربعة وعشرين شهراً (24) يعني عامين يعني سبع مئة وعشرين يوماً (720) في ضل حصار اقتصادي وقصف عنيف جوي وبري وانعدام للمواد الغذائية، وانعدام الأدوية، نحلت أجسامهم وتسببت هذه الحالة في انتشار الأمراض إلى درجة أنه حصلت أكثر من حالة وفاة من الأطفال والنساء والعجزة والمسنين، أما الشباب فهم في الجبهات ما بين شهيد وجريح ومعاق هكذا هي صعده خلال هذه السنوات منذ عام 2004 إلى اليوم وخاصة المناطق الحدودية وعلى رأسها مران ……….
ولو جئنا لنقارن بين أهل الكهف وأهل الكهوف سنجد أن حالة أهل كهف الرقيم أفضل بكثير من حالة أطفال ونساء هذه المناطق، صحيح لبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنة لكن نيام إلا أن الرعاية الإلهية مع الجميع مع أطفال ونساء صعده مثلما كانت مع أهل كهف الرقيم والفارق هنا أن هؤلاء ليسوا نياما وفي ضل حروب وحصار متواصل….
المهم هو أن صبر أطفال ونساء هذه المناطق يعتبر وقوداً للمجاهدين وسبباً رئيسياً من أسباب النصر إن شاء الله ….
ولن تضيع معاناتهم سدى فالله لن يضيع ثوابهم وصبرهم لافي الدنيا ولا في الأخرة.
وصدق الله القائل (( إن الله لا يضيع أجر المحسنيين )) صدق الله العظيم