التقويم الهجري..وخرافات المشككين!
تعز نيوز- كتابات
يطرح الملاحظون على التقويم الهجري قضايا أشبهَ بالخرافات ومضحكة تتعلق بمزعومهم أو بالأحرى موهومهم حول «الفروقات التراكمية بين الهجري والميلادي»، ويهولون الأمور، متأثرين بأعدائنا الذي يديرون آلة حربهم الناعمة دون انقطاع، ويشككون في كل خطوة من شأنها تكريسُ الهوية الحضارية والإيمانية للأمة، والتحررُ من التبعية للآخرين.
ونقول لهؤلاء رويدا وعلى مهلكم؛ التقاويم هي مقاييس للزمن.. وهناك عشرات بل مئات التقاويم على مستوى العالم تعبر عن خصوصيات وثقافات الأمم المختلفة، ولم نر أن أمة خرجت من سياق الزمن وانعزلت عن حركته بفعل تقويمها الخاص!، واسألوا الصين والهند وأمما وشعوبا ودولا كثيرة في آسيا وأفريقيا وفي أرجاء الكوكب.
التقويم هو مقياس للزمن، ومهما تعددت التقاويم لا علاقة لها بحركة الزمن ومسار التاريخ تسارعا أو تباطؤا، تماما كما تعدد مقاييس الحرارة والزلازل والظواهر المناخية..إلخ .
في الإطار سألني أحدهم لماذا تقول إن اعتماد التقويم الهجري في اليمن قرار حكيم وفي محله، فأجبته:
التاريخ الميلادي تلفيق، واعتمادُه هو تبعية محضة للآخرين، أتحدى واحدا يقول لي متى ولد عيسى عليه السلام – الذي يدَّعون زورا تبعيتهم له – باليوم والشهر والعام؟!، لكن التاريخ الهجري معروف بدقة، ثم إننا أمة لها حضارة وثقافة وكلُّ مقومات الاعتزاز بالذات.. فإلى متى نبقى ذيولا وإمعات للآخرين ؟!
نحن بهذه التبعية المطلقة لهم نعطيهم فرصة لمزيد من الاستقواء والهيمنة علينا والطمع في عبوديتنا لهم.
وبالمناسبة هم أبعد ما يكون عن عيسى(ع)، الذي كان مسلما كما يقول قرآننا المجيد، وجوهر رسالته، كما سائر الأنبياء(ع)، هو الإسلام، ونحن نؤمن بهم جميعا وبخاتمهم الأكرم محمد(ص).
ويبقى أن نشير إلى غرابة موقف بعض المحسوبين على الثقافة القرآنية المتناغم مع موقف المشككين والمعترضين على قرار ترسيم العمل بالتاريخ الهجري، والأغرب من ذلك الموقف هو مبعثه في نفوس متبنيه، الذين يجدون في نسبة الجذر التاريخي الأولي أو المؤسِّس للتقويم الهجري إلى شخص معين سببا كافيا لموقفهم غير الواعي وغير المنصف.
فبغض النظر عن صحة أو دقة تلك النسبة تاريخيا وموضوعيا.. لقد فاتهم الواقعُ الحق والأهم، وهو واقعُ إلهيةِ أو قرآنيةِ مصدرِ التاريخ الهجري، المتمثل في قول الله تعالى في القرآن الكريم : « إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ » (التوبة-36) ،والشاهد في «أربعةٌ حرم» التي هي- طبعا – في التقويم القمري أو الهجري ، وهي معروفة.
كلَّ عام هجري مبارك وأنتم بخير.
عبد الكريم الوشلي
#المركز_الإعلامي_لأنصار الله_تعز