لافروف: واشنطن ترفض مهاجمة مواقع “داعش”!
وأوضح لافروف ان المنع يأتي على الرغم من تحديد هذه المواقع بدقة، مكرراً دعوته إلى إشراك القوات السورية في محاربة هذه الجماعة، قائلا إن القوة العسكرية الأكثر فاعلية على الأرض في سوريا هي القوات الحكومية، واصفاً الحديث عن عدم إشراكها في الحرب على جماعة “داعش” الارهابية بـ “الهراء”.
وأعرب لافروف عن تعجبه من حديث الغرب عن ترحيبه بإسهامات روسيا، أو أي دولة أخرى في الحرب ضد “داعش” إذا لم تعزز هذه الإسهامات موقف الرئيس السوري بشار الأسد. وقال: “هل يريد الجميع أن تعلن روسيا أنها ستقصف الإرهابيين في سوريا من دون إذن من رئيس هذه الدولة؟”، وتساءل “ماذا هذه اللعبة في اختراع مشروع عدم الاعتراف بشرعية النظام؟”.
وأشار لافروف، في تصريح للقناة الأولى الروسية، إلى ازدواجية معايير دول تشارك في التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، ضد “داعش”، مثل أستراليا وبريطانيا وفرنسا، إذ نفذت ضربات جوية ضد “داعش” في العراق بعد أخذ الموافقة من بغداد في حين أنها لم تفعل ذلك في الحالة السورية.
وقال لافروف إن “الغرب يعترف بشرعية الأسد عندما يكون ذلك في مصلحته، فحين طفت مسألة تدمير الأسلحة الكيميائية السورية اعترف بالشرعية التامة للأسد وبانضمامه إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، ورحب بذلك من خلال قرارات مجلس الأمن الدولي. وبعد مرور عام على ذلك لم يعد الأسد شرعياً، لأن تهديد المواد والأسلحة الكيميائية زال”، مؤكداً أن “هذا التصرف لن يأتي بالنتيجة التي يعول عليها الجميع، لأن الحرب على الإرهاب تصبح أكثر فاعلية عندما تكون منسقة وغير متحيزة ومن دون معايير مزدوجة وإعادة ترتيب للأولويات”.
وأشار لافروف إلى أن “جميع الشركاء الغربيين، ومن دون استثناء، يقولون إنهم يدركون جيداً ما هو الخطر الحقيقي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مقرين بأن هذا الخطر ليس نظام بشار الأسد بل داعش”، وقال “ما دام الجميع يعترف بذلك، علماً أن بعضهم يهمس به وغير قادر على الإفصاح به علناً، إذاً يجب أن تكون هذه الحقيقة عملياً على أرض الواقع”.
وقال لافروف: إن “الغرب ينصت جيداً للمقترحات الروسية، لكن التحيز لإسقاط النظام في سوريا، والذي أعلن عنه منذ سنوات، لا يسمح له الآن بتغيير موقفه هذا خوفاً من فقدان ماء وجهه”، وأشار إلى أن “العديد من السياسيين في الغرب ينظرون إلى الناخبين، وكيف سيفهم الناخبون هذا الإجراء أو ذاك. إن السياسيين حصروا أنفسهم في زاوية ضيقة عندما قالوا: لا مكان لبشار الأسد في مستقبل سوريا، نحن لن نجلس معه إلى طاولة واحدة ولن يجمعنا معه أي شيء مشترك”.
وكرر لافروف أن روسيا ستواصل الإمدادات العسكرية إلى سوريا. وقال: “كانت هناك إمدادات عسكرية وهي مستمرة وستتواصل. يرافقها حتماً اختصاصيون روس يساعدون في تركيب العتاد وتدريب السوريين على كيفية استخدام هذه الأسلحة”.
وأعلن لافروف أن موسكو تملك معلومات حول معرفة الولايات المتحدة بمواقع “داعش”، لكنها لا تعطي الأوامر بقصفها. وقال: “شركاؤنا الأميركيون منذ البداية لم ينظموا التحالف بعناية فائقة، أو أنهم يملكون أهدافاً أخرى غير المعلن عنها. فقد تم إنشاء التحالف بشكل عفوي للغاية، وتم خلال أيام الإعلان عن البلدان التي ستنضم إليه وبدأت أعمال القصف”.
وأضاف: “عندما تحلل عمليات القوات الجوية للتحالف فإنه يخلق انطباعاً غريباً، وتنتابك أفكار بأن هناك غرضاً خفياً في مهام التحالف، غير المعلن عنه”. وتابع “أتمنى ألا أخيِّب أمل أحد عندما أقول إن بعض زملائنا في الائتلاف يؤكدون أنهم يملكون أحياناً معلومات دقيقة حول مواقع داعش، بينما ترفض الولايات المتحدة، التي تقود التحالف، الموافقة على قصف تلك المواقع. لا أريد أن أقدم أي استنتاجات، فلا أحد يعلم ما هي أفكار وتقديرات قيادة التحالف”.
وأعلن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي سيتوجه إلى نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية أيلول الحالي، يعتزم إلقاء كلمة أمام الجمعية بشأن سوريا والصراع في أوكرانيا ووضع الاقتصاد العالمي والعقوبات ضد روسيا.
وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف شدد على انه «لا بديل» عن النظام السوري في الحرب على “داعش”، رافضاً انتقادات الرئيس الأميركي باراك أوباما للإستراتيجية الروسية في سوريا. وقال إن الانتقادات الأميركية “ليست جديدة على الإطلاق، وروسيا سبق أن سمعتها”. وأضاف “لسوء الحظ فإن أحداً حتى الآن لم يتمكن من أن يشرح بطريقة مفهومة ما يمكن أن يكون عليه البديل عن الحكومة السورية الشرعية لضمان الأمن في البلاد ومواجهة تقدم (جماعة داعش الارهابية) وضمان وحدة البلاد”.
وشدد بيسكوف على أن موقف موسكو نابع من “اعتبارنا أن فرض أي قرار على الشعب السوري غير مقبول وخطير”.
إلى ذلك، ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، في بيان، أن روسيا تقوم ببناء مدرج قرب مطار عسكري في محافظة اللاذقية، مشيراً إلى تواجد مئات المستشارين العسكريين والفنيين الروس. وأوضح أن “القوات الروسية تعمل على إقامة مدرج طويل في منطقة مطار حميميم، بريف مدينة جبلة في محافظة اللاذقية”.
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن، لوكالة «فرانس برس»، إن «السلطات الروسية تعمل على توسعة مطار الحميدية، الذي عادة ما يستخدم من اجل رش الأراضي بالمبيدات الحشرية للمزروعات» وهو يقع جنوب محافظة طرطوس.