حتى لا ننسى
#أصوات_تعزية
في شباط/ فبراير 2011 أقيمت اعتصامات في معظم ساحات اليمن. وحين قرر الرئيس صالح وعلي محسن وحميد الأحمر المبارزة لإرهاب الجمهور وإقناعهم بتسوية المبادرة الخليجية، تم احتواء الموقف في معظم ساحات الاعتصام بالمحافظات وتجنيبها الصراع، على مذهب “من تزوج أمنا صار عمنا”، إلا تعز تم إحراق الساحة، ونشر العربات الثقيلة والوحدات العسكرية وسط الأحياء والمساكن.
ولزيادة الطين بلة -آنذاك- تم تعزيز الطرف الأضعف، المتمثل بمليشيات الخونج، بلواء الدفاع الجوي التابع للفرقة الأولى مدرع بقيادة صادق سرحان، وتم تقاسم أحياء المدينة، وتقسيمها لضاحيتين: شرقية تبع صالح، وغربية تبع الخونج، والدبابات تقصف والتقطعات والنهب، والكل ينهش في أبناء المحافظة، وكأنها عقوبة حلت عليهم، ونهبت بيوت وبنوك وسيارات وممتلكات… إلخ، حتى كره أبناء تعز الثورة واليوم الذي قامت فيه. وتقاسم المتصارعين السلطة والمناصب والمكاتب التنفيذية والوظائف حتى الدنيا منها والناس متابعون بصمت وحنق.
في أيلول/ سبتمبر 2014 قامت ثورة الأنصار، واختارت كل القوى السياسية في كل المحافظات عدم المواجهة، من صنعاء حتى ذمار وإب، إلا تعز هانت عليهم، تم تحشيد كل قواهم إلى وسط المدينة بمن فيهم كبار الحاخامات مثل الزنداني و… و… و… ليجعلوا منها أشبه بوكر مفخخات تنطلق منه أكبر المواجهات دون مبالاة بالأضرار والخسائر على المدينة وسكانها، وكأن من يدعي القتال باسمها عدوها لا تمت له بصلة، وجاءت غارات دول تحالف العدوان لتستكمل ما تبقى مما لم يطله دمار المواجهات الداخلية!
قد يقول قائل إن بقية المحافظات أهاليها يحبون مدنهم ويهمهم تأمين مساكنهم ومصالحهم، لذلك نجدهم يبادرون لنزع فتيل أي صراع قد ينشب ويؤثر على الحياة العامة للمجتمع.
أؤكد لكم أنه لا يوجد من يحب محافظته في اليمن مثل أبناء تعز، الذين يحبونها حباً جماً، ويتغنون بها في الداخل والخارج، وقلوبهم عليها حيثما وجدوا، إلا أن مشكلتنا في تعز هي السلبية والتخاذل، وغياب صوت العقال الكبار الذين يراعون مصلحة مدينتهم ويقولون لكل من يريد الخراب والدمار: يكفي، عيب، هذه حياة الناس ما هي لعبة وحقل تجارب، وما الذي تريده؟! ويفرضون ساحات مواجهة -إن كان ولا بد- خارج محافظة تعز.
حياة الناس ليست سخرية أو نزوة يتحكم بها زعيط أو معيط، ولا يحق لا لطارق عفاش ولا لحميد الأحمر أو غيرهما أن يقرروا إعلان الحرب فيها، وتجربة صفقاتهم لاسترداد ملكهم الضائع، وإثبات حسن نواياهم تجاه بعض باستخدام تعز للضغط على الأنصار الذين لن يفرق الأمر علينا كثيراً بقدر ما ستمثل صفقاتهم الزائفة تسويقاً للوهم وانتقاماً من أحرار تعز الذين يرفضون الانقياد لإقطاعيات عفاش أو بيت الأحمر الذين أكل عليهم الزمان وشرب، فجاؤوا يصفون حساباتهم وسط تعز.
يكفي تعز ما قد طالها من تجارب ومغامرات، واللي عاد فيه حيل فإن ساحة المواجهة معلومة، ينتقل مأرب يثبت أنه عند مستوى المواجهة. جاء شيصفي حساباته بتعز وسط التجمعات السكانية!
وعاد طارق عفاش كذاك، فأي شاب من شباب تعز يذهب إلى المخا أو الوازعية وموزع يقوم باعتقاله بذريعة الاشتباه بأنه راصد مع “الحوثيين”! مله انصحوه! يكفي أن الناس متحملين له ببلادهم! أبوها الفقعسة!!
أحمد أمين المساوى
#المركز_الإعلامي_لأنصار الله_تعز