أحواض الأسماك المصرية في مواجهة أنفاق غزة !
تواصل قوات خاصة من الجيش المصري على مدار الساعة حفر قناة مائية ضخمة تمتد من البحر المتوسط غرباً إلى معبر رفح جنوب شرق قطاع غزة .. تبعد القناة عن الحدود كيلومترين اثنين، وتمتد لنحو (14) كيلومتراً، وستخصص بحسب الجيش لتربية الأسماك؛ ضمن مشروع يرمي للقضاء على ما تبقَّى من أنفاق تربط غزة بمصر.
ولاقت القناة هذه رفضاً فلسطينياً؛ ليس فقط باعتبارها جزءاً من الحصار المفروض على القطاع، ولكن أيضاً لما ستسببه من مخاطر بيئية ومائية.
نائب رئيس “سلطة المياه” في غزة، المهندس مازن البنا، أشار إلى أن مخاطر مائية كبيرة ستنتج جرَّاء حفر القناة، خاصة وأن هناك خزاناً جوفياً مشتركاً يبدأ عند مدينة عسقلان شمالاً مروراً بطول ساحل البحر الأبيض المتوسط، ليصل إلى مدينة العريش في شبه جزيرة سيناء.
وقال البنا لموقع “العهد” الإخباري “نحن نتحدث عن مصدر مياه جوفي مشترك بيننا وبين المصريين، وقد باشرت السلطات بحفر برك غير مبطنة لتربية الأسماك من خلال ضخ مياه البحر المالحة بشكل مستمر (..) هذه المياه ستتسرب لتصل إلى الخزان الجوفي، وستعمل على تدمير هذا الخزان، وهو ما يعني تضييق الخناق على غزة”
ورفض البنّا المبررات المصرية التي سيقت بهذا الخصوص، مشيراً إلى أن “العامين الماضيين شهدا سلسلة من الإجراءات والعمليات العسكرية الكبيرة التي أدت بحسب تصريحات المسؤولين في القاهرة عن تدمير الغالبية العظمى من الأنفاق”.
ورجح أن يكون تأثير هذه البرك على الخزان الجوفي سريعا، خاصة وأن ما يتسرب من المياه المالحة يمكن أن يمتد من 5-10 كيلومترات، ما يعني إصابة الجزء الخاص بالقطاع وتدميره.
ودعا البنا جميع الجهات ذات العلاقة كـ “الجامعة العربية” و”منظمة المؤتمر الإسلامي” و”الأمم المتحدة” و”الجمعيات الصديقة للبيئة” إلى التواصل مع الأشقاء في مصر للضغط على الحكومة من أجل وقف هذا المشروع الذي سيؤدي إلى تدمير المنطقة.
ومن جانبه قال مدير “حماية البيئة في غزة” بهاء الأغا “إن المياه التي يجري ضخها شديدة الملوحة، وسوف تؤدي إلى تدمير خزان المياه العذبة، ما سيشكِّل آثاراً خطيرة جداً على نمط الحياة سواء في الجانب الفلسطيني أو المصري”.
وأضاف :”نحن نطالب الإخوة في مصر بوقف تنفيذ هذا المشروع لما له من آثار سلبية قد تصل إلى الكارثية، وخصوصاً في الجانب الفلسطيني الذي يعيش فيه مئات الآلاف من السكان”.
وبدورها قالت حركة “حماس” التي تسيطر على غزة إنها “تنظر بقلق وريبة لما يجري على الحدود”، مؤكدة على لسان النائب الذي يمثلها في المجلس التشريعي مشير المصري أن “حفر القناة يعد خطوة أخرى على طريق خنق القطاع”.
ودعا المصري القاهرة إلى التراجع عن تنفيذ المشروع؛ باعتباره “يتساوق مع الأهداف الصهيونية ضد غزة”.
وتجدر الإشارة إلى أن العلاقة بين غزة ومصر تشهد توتراً ملحوظاً في أعقاب عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي، وتولي الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي؛ وهو ما انعكس سلباً على الأوضاع الحياتية في القطاع.