الوطن العمانية: الولايات المتحدة لا تريد حلا سياسيا للأزمة في سورية خدمة للمخططات الإسرائيلية في الهيمنة على المنطقة
اعتبرت صحيفة الوطن العمانية أن حديث وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن اتخاذ بلاده مواقف أكثر شراسة في حال فشل اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي أقرته الأمم المتحدة لم يكن مثيرا للدهشة والاستغراب بقدر ما يؤكد المدى الذي وصلت إليه السياسة الأميركية من “الوقاحة وعدم المسؤولية السياسية والأخلاقية” التي يتمتع بها كثير من الساسة الأميركيين طوال تاريخ الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم.. إن “الولايات المتحدة تثبت أنها لا تريد إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية” وحين نقول إن هذه التصريحات المبتزة تعبر عن عدم تحلي السياسة الأميركية بالمسؤولية الأخلاقية فإن المآسي والكوارث الإنسانية المحدقة بالشعب السوري هي التي تفضح هذه الحقيقة للسياسة الأميركية.
وأشارت الصحيفة إلى أن حديث كيري عما أسماه الخطة “ب” في التعاطي مع الوضع في سورية ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير سواء ضد سورية أو أي دولة عربية اخرى ما دامت مؤامرة “الربيع العربي” أعدت لإعادة رسم خريطة المنطقة بين القوى الاستعمارية بقيادة الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلي من أجل تأمين بقاء مشروع هذا الاحتلال في المنطقة وضمان تمدده وهيمنته على المنطقة بأكملها.
وأوضحت الصحيفة أن هذا التلويح هو بمثابة ضوء أخضر للعصابات الإرهابية وداعميها ويحمل إشارة واضحة للوكلاء والعملاء والأدوات بإمكانية التأقلم وإعادة التموضع بما يتناسب مع المخططات الأمريكية والإسرائيلية لافتة إلى أن ما صرح به الرئيس الأميركي باراك أوباما في المؤتمر الصحفي أمس الأول من أن “وقف الهجمات مرتبط بوفاء الحكومة السورية وروسيا لالتزاماتهما وفق الاتفاق” لا يخرج عن السياق الأميركي العام الساعي دائما إلى التسويف والمماطلة والإفشال ورمي الاتهام بالفشل تجاه روسيا وسورية.
وشددت الصحيفة على أن تلويح الولايات المتحدة بتقسيم سورية بقدر ما يؤكد أسلوب الابتزاز وصفة عدم الالتزام والعداء فانه يؤكد في الوقت نفسه أن التقسيم مشروع صهيوني أميركي وخصوصا أن الأميركي كعادته يتقن النفاق واللف والدوران في مسعى لتدوير الزوايا ليصل إلى ما يمكنه من تحقيق ما يريد.