من اهتدى وأبصر بـالقرآن لم يعم بعده أبداً
تعز نيوز- من هدي القرآن
هذه القضية هامة، تفهم هذه. إذا كل واحـد يريد يثقف نفسه حتى يكون قادراً على معرفة الحق من الباطل، والخطأ من الصواب، وأشياء من هذه. ما هناك ما يمكن أن يوصلك إلى الدرجة هذه إلا القرآن، عندما تكون بهذا الشكل تهتدي بالقرآن الكريم لا يمكن أن تعمى بعده أبداً؛ لأنه يأتي منطق باطل، يأتي أحداث باطلة، يأتي أشياء كثيرة تكون كلها بالشكل الذي يشهد لما لديك.
نحن نقول: أن الباطل نفسه لا يستطيع أن يكون بالشكل الذي لا يقدم شهادة للحق، الباطل رغماً عنه يحمل في طياته ما يعتبر شاهداً للحق؛ لأن أقل ما في الباطل أنه يفضح نفسه، أليس هكذا؟ هو يفضح نفسه، فكونه يفضح نفسه يدل على ماذا؟ يشهد لعظمة الحق، ويشهد في نفس الوقت هذا الباطل على بطلانه! لكن إذا ما هناك اهتداء بالقرآن ممكن يتأثر الإنسان بشبه، يمكن يتأثر بأشياء تغير نظراته، وتعطي مفاهيم خاطئـة، مفاهيم معكوسة، ثم ينطلق عليها.
بعضها قد تكون تنطلق عليها كمقاييس وتكون خطأ يتفرع عليه خطأ، وترى النتائج التي تصل إليها اعتماداً على هذه القواعد الخطأ تطلع النتائج خطأ، وهكذا، وكلما توسع واحد كلما توسع في الضلال.
[ومن أبصر بـه واهتدى لم يعم بعده أبداً] وهنا في الأخير يمكن بعد ما تهتدي بالقرآن تستطيع تنفتح على كل الثقافات، تقرأ أي شيء، تسمع أي شيء، تجلس مع أي طرف كان، مـا عادك أبداً بالشكل الذي يمكن أن يؤثر عليك أي مقولات أخرى، ما عاد يمكن أن يؤثر عليك باطل أبداً، بل كلما ظهر شبه إنما تكون هي بالشكل الذي تزيدك أنت إيماناً ووعياً وبصيرة، وتعرف كيف ترد عليها.
إذاً فهذه هي القاعدة الأساسية، يعرف الإنسان كيف يهتدي بالقرآن، ويهتم جـداً بالقرآن، ثم بعد ما عاد يمكن أن يضل إلا قد هو من جهة نفسه هو هكذا تمرد عناد، يسير بعد هواه. فهذا الشيطان ما هو إلا واحد من النوعية هذه، عاصي، ومتمرد وهو عارف، هو عارف هو أنه على باطل، ويعرف الحق، الشيطان يعرف الحق، ولولا أنه يعرف الحق ما استطاع أن يشتغل في مجال الإضلال.
هو عارف للحق، وعارف للباطل، عارف للهدى، وعارف للضلال، يتحرك عارف كيف يضل الناس، وعارف الضلال، وإلا مِن يكون يغلط كثير، لو لم يكن عارف للضلال، من يكن يغلط هو، يكون أحياناً يدخل الناس في حق، يدعوك إلى حق من دون أن ينتبه إلا بعد أنه قد غلط، لكن هو عارف.
[ومن عمي عنه فلم ير هداه، وتورط من غيه ورداه] من عمي عن القرآن. طيب هذه قاعدة لنا عندما نقول أننا نريد أن نتعلم، نريد نعرف، يريد واحد يعرف حق وباطل، يريد واحد يقرأ كل شيء، يريد يعرف كل شيء، يمشي على الطريقة هذه، وستمشي واثق، واثق من نفسك، بثقتك بالقرآن؛ لأن القرآن هو نزل وهو واثق من نفسه، القرآن في الدنيا هذه واثق من نفسه؛ لأن ما هناك أي ثقافة أخرى، أو ديانة أخرى، أو منطق آخر يمكنه أبداً أن يتغلب عليك أبداً، من ينطلقون بانطلاقته، من يتثقفون بثقافته، من يعرفون هداه يكونون بهذا الشكل.
أي ثقافات أخرى غير القرآن يقع واحد في أخطاء كثيرة جداً، ويتيه واحد، ثم يصبح في الأخير ما عاد عنده هوية معينة، ما هو داري من هو؟ مرة يكون معجب بهذا، ومرة يكون معجب بهذا، ومرة كذا، مضطرب، لا تعد تستقيم له أبداً هوية معينة، ولا عاد تستبين له طريق معين، يجلس مرجوج، تختلط عليه الأوراق فعلاً.
والقرآن هو بهذا الشكل يتثقف به المسلمون ثم ينطلقون، ينطلقون على أساس هداه، بمنهجيته، برؤاه، بمفاهيمه، بطرحه، بكل ما فيه، وهنا هو بهذا الشكل الذي قال: {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} (الصف9) {وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ} (التوبة32) ويمشي بعد ذلك يناظر، يقرأ، يلتقي بيهود، يلتقي بنصارى، يلتقي بأي شخص من أي طائفة من طوائف المسلمين يلتقي، لكن لازم يعرف كيف منهجية القرآن أولاً في التعامل مع الآخرين.
لأن القرآن يطرح قاعدة: أنك ما تنطلق بروح جدلية هكذا، تنطلق بروح دعوة، إصلاح، حرص على هدى، حرص على هدى للطرف الآخر، لا تكن هنا تؤهل نفسك على أساس أنك تسير تناظر الناس، ومناظرة لمجرد المناظرة، وجدل لمجرد الجدل، لا، أسلوب دعوة، وتسلك طريقته هو، وتحمل نفس المشاعر التي يريد أن تحملها، يكون عندك حب شديد لهداية الناس، عندك حرص على هداية الناس.
عندما تناظر، عندما تناظر لاحظ القرآن الكريم كيف قدم المسألة، تكون بالشكل الذي الطرف الآخر ما يلمس أنك تجذبه إليك شخصياً، شخصياً، أنك تدعوه إلى الله، وطريقة إلى الله هكذا. وهذه قضية في القرآن بشكل عجيب ظهرت مع رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وطريقة من طرق أنبيائه سلكوها، وهذه هي الطريقة الناجحة.
لاحظ عندما أضاع المسلمون هذه الطريقة أصبح المعتزلي يناظر الأشعري، وأصبح الزيدي يناظر كذا، طوائف، وكل واحد مشتد هو يعرف أن اسمه الطائفة الفلانية، وقد هو عارف تلك الطائفة، وفي ثقافته قليل يعقده عليها، هو عارف أنك تريد تسحبه إليك أنت يصبح معتزلي، أو يصبح شيعي، وما هو مستعد، كلما تقدم له من حوار هو يحاول كيف يجوب عليك، كيف يبطل كلامك، كيف يعمل أشياء تخلصه! وجلسوا يتناظرون، يتناظرون لمَّا انتهوا، لا أحـد جر هذا إليه، ولا أحد دخل في هذا المذهب، ولا أحد دخل في هذا المذهب! هذا أسلوب خاطئ، أسلوب خاطئ.
الأسلوب الذي ظهر من سيرة الأنبياء (صلوات الله عليهم) والأنبياء طريقتهم من أرقى الطرق في مجال الدعوة، الأنبياء طريقتهم من أجمل وأدق الطرق طرق الدعوة وأساليبها؛ لأنهم أشخاص اصطفاهم الله وأكملهم لهذه المهمة، تجدهم لا يقدم نفسه شخصياً، هو شخصياً، يدعوهم إلى الله، إلى الله، إلى الله، وعندما يحاولوا هم أن يفهموا القضية شخصية يذكر أن ما القضية شخصية.
من الأشياء التي تعتبر عجيبة في الموضوع عندما هدد الأنبياء أممهم يهددونهم بأنه {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} (إبراهيم13) الله يحكي في آية من الردود على هذه أنهم قالوا: {وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ} (الأعراف89) إلا أن يشاء الله، العبارة هذه: إلا أن يشاء الله، هو عارف أن ملته شرك، ما ملته شرك؟.
طيب هذه ليست التي يسمونها: مرونة، أو روح تسامح، ليست قضية تسامح، أليس منطق الأنبياء يكون شديداً على الشرك؟ يهاجمون الشرك، يهاجمون المعتقدات الباطلة، لكنه في مهاجمته، في أسلوبه لا يحاول يقدم نفسه وكأنه يشد إليه شخصياً، شخصياً، يكون للآخر موقف منه، بل يقول: بالنسبة لما أنت عليه أنت، إذا أنت تراني أهاجمه بشدة، مالي موقف شخصي منه، لو يشاء الله أن أعود إليه سأعود، لو يشاء الله أن أكون مثلك أعبد الصنم سأعبده! ما هو هنا يترفع عن كون القضية شخصية؟
فهنا يوحون، ويطبعون ذهنية المجتمع أنهم عبارة عن طريق إلى الله، ويدعونهم إلى الله، وحركة إلى الله، كلها بهذا الشكل؛ ولهذا نجح رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله). عندما يأتي شخص يسلك الطريقة الأخرى: مناظرة، مناظرة شخصية، وعاد عندما تكون أيضاً قاصرة بهذا الشكل، حوار منطقي بحت، ما يتبنى أسلوب دعوة بنفس الطريقة التي سلكها القرآن الكريم، ما يتبنى في تقديم نفسه المشاعر التي قدمها القرآن الكريم أنك تتبناها عندما تكون محاوراً للآخرين، عندما تناظر الآخرين.
عند ما سلكوا الطريقة هذه فعلاً فشلوا، لا الشيعي تحول سني، ولا السني تحول شيعي، ما كان يأتي تحولات من هذه إلا عن طريق السلطة بالقوة فقط، كان أحياناً تأتي عن طريق هذه، كان المصريون في أيام الدولة الفاطمية شيعة، عندما تزور الآن القاهرة ترى مسجد الإمام الحسين فيه مشهد على رأس الإمام الحسين في القاهرة تجد فيه كتابات كلها نصوص شيعية، قصيدة كلها، هم كانوا شيعة.
عندما جاء صلاح الدين الأيوبي هو الذي فرض عليهم هذا التسنن، وظلم الشيعة هناك وعاملهم معاملة قاسية. أما عن طريق الأخذ والرد في أوساط المثقفين من الشيعة والسنة، في أوساط المتكلمين، المعتزلة، والأشاعرة، ما أحـد رد أحد، تكون حالات نادرة جداً.
تجد القرآن الكريم في هذا الإطار {قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} (إبراهيم11) ما القرآن يأتي بهذا المنطق؟ يقول: ما أنا إلا بشر، {إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ} يقول: أنا أنا شخصياً لست إلا بشر مثلك، لكن المسألة هي هكذا علي وعليك، هو دعوة لي ولك، هو طريقة ترسم لي ولك، نسير عليها جميعاً إلى الله.
قضية الله هي ثابتة عند الناس جميعاً، الله سبحانه وتعالى معروف المعرفة الجملية أنه هو إله، وخلق السماوات والأرض، ورب السماوات، هذه ثابتة عند البشر جميعاً، معروف لديهم كإله، بل كان الكثير من المجتمعات تعرف حتى الملائكة، وليس فقط يعرفون أن هناك إله هو الله الذي خلق السماوات والأرض؛ ولهذا عرض في القرآن الكريم: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُـنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} (الزخرف9) وهكذا.
{إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ} ما هو يتحدث عن الله؟ {اللهُ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} من علينا أن نكون رسل إليكم مبلغين لكم، ننذركم، نهديكم، ننصحكم، من أجلكم انتم؛ لأن لا يعاقبكم الله؛ لأن تحظوا بثواب الله؛ لأن تحظوا برضاه، لأن تحظوا بجنته، ما هي هكذا كلها شد إلى الله؟
هذه طريقة أساسية، طريقة أساسية في العمل، طريقة أساسية في المناظرة، في الدعوة في الحوار يجب أن تتبناها، ما يفرض واحـد نفسه عبارة عن مناظر مجادل، تدخل في مناظرة فتكون المناظرة عبارة عن مباراة، من الذي سيغلب! المفروض ما تحمل هذه الروحية أبداً، القضية ليست قضية أريد أن أغلبك أو تغلبني، القضية كذا كذا، دعوة إلى الله، المسألة كذا، يجب علينا أن نعمل كذا، لا بد أن نعمل كذا.
يكون عنده شبه معينة ترد عليه في هذا الإطار، تفند شبهه في هذا الإطار، وتأتي بالتذكير، تأتي بنفس الأسلوب تستخدمه قضية الجنة النار، الوعيد الإلهي بالخذلان في الدنيا، الخزي في الدنيا، ومصائب في الدنيا، وعقوبة في الآخرة، وهكذا، بهذه الطريقة، لا يقدم واحد نفسه كمناظر؛ لأنك تشد الطرف الآخر فيحصل هكذا كل واحد يشتد من عنده، ويرى بأنه ما هو مستعد أبداً أن يظهر أنه ضعف أمامك، أو انهزم أمامك، سيكابر ويعاند، وينكر، ويعمل كل طريقة؛ لأن معنى الموضوع أنه هزم أمامك.
إذاً لازم أنك تذيب شخصيتك نهائياً، تشده إلى الله، والموضوع إلى الله {إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ} هذا النبي بكله يقول لـه: نحن بشر مثلك يا أخي، فقط القضية كذا كذا الخ، ما هم هكذا يجعلونهم يتجاوزون بذهنيتهم شخصه إلى الله؟
طيب الإنسان أساساً ما عاد يحصل عنده حرج، الطرف الآخر ما عاد يحصل عنده حرج معك عندما يعرف أن القضية هي على هذا النحو، يعني ما إنك تريد أنت أن تقهره، تريد تفند ما يقول هكذا بطريقة تجبهه، تظهر ضعفه، تظهر بطلان كذا، بطريقة وكأنها مباراة، وكأنكم في حلبة مصارعة!
هذه الطريقة فاشلة، الطريقة الأولى هي الطريق التي يكون معها قريب أن يستجيب؛ لأنه عندما يستجيب يعني استجاب لله، استجاب لشيء من جهة الله، استجاب لطريقة تشده إلى الله، فيكون قريب منك عندما تسلك الطريقة هذه.
هذه واحدة من الطرق الهامة التي أرشد إليها القرآن الكريم، يعني عندما نقول يتثقف الإنسان بثقافته، أي تعرف بيناته، تعرف برهانه، تعرف ما يهدي إليه، في نفس الوقت تعرف الطريقة التي سلكها هو كمنهج في محاورة الآخرين، في مناظرة الآخرين، في دعوة الآخرين، تمشي عليها، وإلا فأنت أول غالط أنت.
[ومن عمي عنه فلم ير هداه، وتورط من غيه ورداه] تورط بسبب غيه ورداه [في بحور ذات لج من الجهالات] هذه واحـدة من الأشياء الخطيرة. أحياناً قضية واحدة تخطئ فيها تفتحك على أبواب من الجهالات؛ لهذا قلنا: كل غلطة في الجانب الثقافي، كل صغيرة هي كبيرة في الأخطاء الثقافية؛ لأن ما هناك حاجة تراها مثلاً لوحـدها، لها تداعيات، حتى في قول الله تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} (الزلزلة8) قلنا: أن الله في هذه ما يتحدث عن قضية مقاصاة، الذي نسميها مقاصاة.
إن كل شيء له تداعيات، كل شيء يفتح على أشياء، فالذرة هذه قد توصلك إلى جمل، توصلك إلى جبل، ما هي قضية ذرة لوحـدها، وما تكون الحاجة تجلس لوحدها، لوحدها، يكون كل شيء له تداعيات. طيب بعض الأشياء تكون خطيرة، تكون مثلاً تفتح على جهالات رهيبة، وإشكالات ما تحتل، إشكالات تموت وعادها في راسك لو قلَّك دارس مائة سنة ما ترضى تحتل.
لهذا نقول: أنه فعلاً وهي قضية مجربة قد تسير تدرس عند شخص عمره مثلاً ثمانين سنة، قضّى حياته كلها دراسة، تدرس في أشياء من هذه، وتمر بمشاكل، ويقول لك: [عز الله أنها مشكلة]!
ما هو يقول: عز الله أنها مشكلة بعد ثمانين سنة؟ بعد ثمانين سنة مشكلة، معناه ما هي محتل، المشكلة ما تحتل بمشكلة، إذا هي مشكلة متفرعة من قاعدة باطلة ما هي محتل أبداً إلا بفهم بطلان القاعدة التي هي متفرعة عنها، متى ما ضربت هذه احتل الإشكال، ثم تحتل إشكالات كثيرة، كل ما هي متفرعة عن القاعدة المغلوطة ستراها في الأخير تحتل كلها.
درسنا عند شيبات وهو يقول لك: عز الله أنها مشكلة هذه! وهكذا، طيب لو هو ذكي لفهم أنك ما تستطيع أبداً أن تحول المشكلة إلى حل، المشكلة مشكلة، والباطل باطل، يريد يحاول مثلاً يلفق له طلَّع مشكلة جديدة، يريد يحاول يعمل له مبررات طلَّع إشكالات جديدة.
مثلما قالوا مثلاً، عندما جعلوا المسألة أنه هكذا أن الإنسان يتحرك هو كل شخص لوحده ويرجح ويجتهد وينظر، وأشياء من هذه، ثم ظهر حصل اختلاف، الاختلاف مشكلة، ما هو مشكلة؟ كيف نحاول في المشكلة هذه نحلها، نضفي عليها شرعية، ونقول: يجوز الاختلاف! ألسنا من صلحناه يجوز؟ لكن ما سبر يجوز، ولو قلنا يجوز، ما سبر يجوز من مرة، لأننا دخلنا الآن في مشكلة كبيرة، لأننا متى ما قلنا يجوز فكلمة يجوز يعني يجوز من جهة الشرع، ما معناها هكذا؟ فنكون قد أضفينا عليه شرعية، والشرع منسوب إلى من؟ منسوب إلى الله، طلع لك ماذا؟ أن الله يجوِّز الاختلاف في دينه! طلع الموضوع بالنسبة لنا مشكلة كبيرة، أنه هو الذي نهى عن الاختلاف والتفرق، وهو الذي يستطيع أن يرسم منهجاً لا يختلف الناس إذا ساروا عليه، فكيف يتهدد ويتوعد المختلفين المتفرقين، ثم يجوِّز الاختلاف؟
ما هو طلع تناقض؟ إذاً طلعت مشكلة كبيرة، ونحن نريد نسبرها تجوز! وهكذا، ما هناك حاجـة باطل تريد تلجمها إلا وتدخـل في إشكاليات أكبر منها، ما يمكن تتلجم نهائياً.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
مديح القرآن- الدرس الرابع
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ 31/5/2003م
اليمن – صعدة
#المركز_الإعلامي_لأنصار الله_تعز