عملية جيزان الواسعة والدروس التي لم يستوعبها النظام السعودي
تعز نيوز- تقارير
المشاهد الأسطورية التي بثها الإعلام الحربي اليمني عن عملية جيزان الواسعة تكشف لنا مستويات الفشل التي وصل إليها النظام السعودي طوال ست سنوات من إعلانه ما يسمى عاصفة الحزم.. فكل تلك الكبوات والتخبط والأخطاء والهزائم النكراء والرهانات الخاسرة والفشل الذريع الذي مني به النظام السعودي خلال سنوات عدوانه على الشعب اليمني وبما ترافق معها من انعكاس سلبي على مكانته الدولية والإقليمية لا يبدو أنه تعلم منها أي شيء إطلاقا رغم أنها دروس باهظة الثمن وتكلفتها المادية والمعنوية عالية جداً .. فلماذا يصر النظام السعودي على الدخول في صراع وهو لا يمتلك أدواته؟ .
الحدود وآخر الدروس
لم تكن عملية جيزان الواسعة هي أول الدروس التي تلقاها النظام السعودي فقد سبقها دروس كثيرة امتدت لما قبل العدوان وبالتحديد في الحرب السادسة التي شارك فيها بشكل مباشر مع نظام عفاش ضد أبناء صعدة وضد المشروع القرآني فكان أن وصلت طلائع المجاهدون اليمنيون لما بعد الخوبة وسيطروا على العشرات من المواقع السعودية وقتل الكثير من ضباط الجيش السعودي ما دفع الملك السعودي آنذاك لإيقاف الحرب لتأتي ما يسمى عاصفة الحزم بتأييد ومباركة أمريكية وغربية واسناد لوجستي ومعلوماتي من مختلف أجهزة المخابرات الدولية ومشاركة جيوش عدة ومرتزقة من مختلف انحاء العالم إضافة الى المرتزقة التابعون للنظام السعودي في اليمن وفي المقدمة حزب الإصلاح ولكن النتائج كانت مخيبة وكانت بالنسبة للنظام السعودي كارثية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ولا أدل على ذلك من تلك المشاهد التي سجلتها عدسة الإعلامي الحربي على طول الحدود في نجران وجيزان وعسير آخرها عملية جيزان الواسعة .. عوضاً عما تلقته المؤسسات السعودية العسكرية والاقتصادية الحيوية في العمق السعودية من ضربات صاروخية مدمرة وكانت مشاهد مصافي بقيق وخريص خير مثال على ذلك.
قيادة فاشلة … واستغلال أمريكي
لعل أهم المصائب التي تتعرض لها مملكة آل سعود ليست في كونها تورطت في عدوان إجرامي ظالم على الشعب اليمني بل فيمن يقودها اليوم فنكبة آل سعود هي أن من يحكمهم يقودهم نحو الهاوية متمثل في ابن الملك المدعو محمد بن سلمان الشخصية المغرورة والموصوفة بالحمق والغباء والجهل والتهور والافتقار للخبرة وهذا ما جعل الأمريكيون يجدون فيه ضالتهم أولاً لخلق أزمات في المنطقة وتأزيم الوضع وإلهاء الأمة عن مسؤولياتها الكبرى وتصفية القضية الفلسطينية وخدمة الكيان الصهيوني وثانياً ليتمكنوا من نهب الثروة الضخمة التي كان آل سعود يجمعونها من عوائد النفط والحج وغيرها مقابل تقديم ما يسمونه “الحماية” ولم يكن هناك ما يهددهم أصلاً لكن تبعية النظام السعودي العمياء للأمريكيين هو الذي أدخلهم في نفق سحيق من الأزمات والأخطاء الاستراتيجية.
عملية جيزان الواسعة التوقيت والدلالات
تلك المشاهد التي عرضها الإعلام الحربي اليمني لما تعرض له الجيش السعودي الذي طالما وصفه إعلام آل سعود بأنه أقوى خامس جيش في العالم ما كان يجب أن تنشر لو كان هناك دولة محترمة تحترم جيشها وسمعته ولسعى النظام السعودي لإيقاف العدوان فوراً مقابل عدم عرض تلك المشاهد المزرية لجيشه خصوصاً وأن القيادة اليمنية معروف عنها بنخوتها وكرمها وكان يمكن أن تتقبل طلب النظام السعودي بعدم عرض تلك المشاهد مقابل وقف عدوانه على اليمن لكن المؤشرات تؤكد أن النظام السعودي أمعن في غيه وما زال يرفض النزول من على شجرة الكبر والغرور رغم المشهد المذل الذي رأيناه لجنوده وهم يتساقطون من المنحدرات ويموتون تحت أقدام الحفاة من مجاهدي الجيش واللجان الشعبية ورأينا آلياته وهي تحترق بأعواد الثقاب وبالولاعات، ومواقعه العسكرية تتساقط وسمعته العسكرية تصل الحضيض..
إن توقيت نشر تلك المشاهد التي هي في الحقيقة قد تكون جزء بسيط مما حدث في جيزان وبعملية واحدة تحمل الكثير من الدلالات ومنها أن جيش النظام السعودي المهزوم لم يعد قادراً على الاستمرار رغم اسناده بآلاف المرتزقة من الجنجويد وغيرهم من المرتزقة، وإن استمرار النظام السعودي في عناده مجرد انحدار نحو الهاوية، كما أن من دلالات نشر تلك المشاهد إيصال رسالة للعدو السعودي أن الاستمرار في العدوان والحصار سيفرض على اليمنيين هجوماً صاعقاً باتجاه العمق السعودي فتحرير 40 موقعا في عملية واحدة وأسر أكثر من 200 ضابط وجندي سعودي ومرتزق مؤشر على أن القادم أعظم وأن ما بات يمتلكه الجيش واللجان الشعبية سيكون من الصعب على النظام السعودي أن يتقي جحيم الغضب اليمني وأن القادم سيكون أقسى وأنكى على الجيش السعودي الذي سيكون أعجز بعدما رأى ما لاقاه في جيزان وأن فشله في حماية مواقع عسكرية تم نحت الجبال من أطرافها حتى لا يبقى مجال لصعود الجيش واللجان الشعبية لن يكون قادراً على حماية مدن مفتوحة.
احترافية عالية وقدرات تخطيطية وقتالية متميزة
وعن دور الجيش واللجان في عملية جيزان الواسعة ومفاجأة العدو بل العالم كله بتلك المشاهد المرعبة والمقصلة القاسية التي تعرض لها جيش آل سعود فإن الإنسان ليعجز أن يعبر عن براعة أولئك الفتية وإيمانهم القوي وشجاعتهم العالية وتضحياتهم العظيمة، وهم يجتازون مساحات شاسعة داخل العمق السعودي وفي جغرافيا وعرة ومناخ شديد الحرارة إلى جانب تحصين عسكري سعودي قوي جداً.
إن تلك الإرادة القوية والروحية الجهادية العالية التي شاهدناها في عزائم المجاهدين وهم يلاحقون فلول الجيش السعودي لهي سر إلهي اودعه الله في أولئك الفتية ولهي شاهد على عظمة هدى الله وقدرته على بناء النفسيات العظيمة التي لا تخاف إلا الله ولا تتردد في مواجهة الصعاب والتحديات وتقديم التضحيات العالية حتى بالنفس في سبيل الله وفي سبيل الدفاع عن المستضعفين والمظلومين..
إن تلك المشاهد سيمتد تأثيرها معنويا إلى جميع المظلومين والمسحوقين حول العالم وبالأخص في منطقتنا العربية وفي فلسطين بالذات وستترك تأثيراً معنوياً عالياً جداً وما رأيناه في الجولة الأخيرة في فلسطين بين الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية لخير مثال على أن ما أبلاه جيشنا الباسل ولجاننا الشعبية الأبية والعمليات الأسطورية التي سجلوها تركت مفعولها ونتائجها لدى أحرار الأمة.
كما أن العملية تؤكد أيضاً على خبرة عسكرية غير عادية بات الجيش واللجان يمتلكونها فتطهير كل تلك المواقع وأنزال أقسى التنكيل بجيش آل سلول لهي شهادة حية على أن الجيش واللجان باتا يملكان قدرات في التخطيط العسكري ركعت أمهر الخبراء الأمريكيون.
#المركز_الإعلامي_لأنصار الله_تعز