انخفاض أسعار النفط يُفقد آل سعود صمام الأمان

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن انخفاض سعر النفط إلى ما دون 30 دولاراً للبرميل بعدما وصل إلى 100 دولار في يونيو 2014م، يعني أن الحسابات القديمة للمملكة السعودية لم تعد تعمل، فقد طرق خفض أسعار النفط باب ميزانية الحكومة مما شكل خطرا اجتماعيا غير مسبوق، كما يهدد اقتصاد السعودية، أكبر اقتصاد في العالم العربي وحليفة الولايات المتحدة الأمريكية الرئيسية بالمنطقة.
وأضافت نيويورك تايمز أنه لعقود، استخدمت العائلة الحاكمة السعودية الثروة النفطية الهائلة لصالحها فعملت على توتير التعليم المجاني والرعاية الطبية ودعم الطاقة السخي والوظائف الحكومية، فلا أحد يدفع الضرائب، مقابل ألا تكون الحقوق السياسية جزءا من المعادلة الشخصية، وهذا أمر جيد للكثير من السعوديين.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التحول بالفعل له أصداء على الاقتصاد، والمشاريع الحكومية، بالإضافة إلى الحد من الإنفاق على الوزارات، ومحاولة فرض الضرائب وبيع أسهم الشركات، مثل شركة أرامكو النفطية العملاقة التي تديرها الدولة والأكثر قيمة في العالم.
وتابعت نيويورك تايمز أن يوم الثلاثاء الماضي، اقترح وزراء نفط من السعودية وروسيا وقطر وفنزويلا، تجميد مستويات الإنتاج ومحاولة وضع حد لاستقرار أسعار النفط العالمية، لكن لم يتم تأكيد مدى فاعلية القرار على البلدان الأخرى مثل إيران والعراق.
وقالت الصحيفة أن 70% من السعوديين تقل أعمارهم عن 30 عاما، ووضع النفط في بلادهم يشكل لهم صدمة؛ لأنهم قد يواجهون احتمالات نقص الوظائف مقارنة بالجيل السابق، فضلا عن الحصول على مميزات أقل.
واوضحت الصحيفة أن أهمية النفط للمملكة الحديثة كبيرة جداً، فأثر في تحويل حياة 21 مليون مواطن من الفقر إلى الثراء والعيش بين ناطحات السحاب، كما أن الثروة النفطية سمحت للعائلة الحاكمة الحفاظ على قبضتها والسلطة دون منازع، والتمتع بنفوذ دبلوماسي كبير خارج البلاد، بالإضافة إلى تعزيز الإسلام المتشدد في أنحاء العالم.
واختتمت الصحيفة بالقول إنه مع خفض عائدات النفط سيصبح من الصعب الحصول على وظائف، وسط خفض التكاليف الحكومية، ما يدفع السعوديين إلى الاتجاه نحو القطاع الخاص.

المصدر: صحيفة نيويورك تايمز الامريكية
ترجمة : قناة المسيرة