نص كلمة محافظ تعز الأستاذ سليم محمد المغلس أثناء مشاركته في مسيرة حاشدة بمناسبة اليوم الوطني للصمود بساحة الكمب بمديرية مقبنة صباح اليوم
تعز نيوز- تعز
نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
الحشد الجماهيري الكبير..
أهلاً ومرحباً بكم في هذه الساحة المباركة، ساحة العزة والإباء والصمود في وجه الغزاة والمعتدين..
اسمحوا لي باسمكم جميعاً وبإسم كل الساحات في محافظة تعز التي هي ثلاث ساحات في مقبنة، وفي التعزية، وفي خدير، أن نحيي جميعاً قائد الثورة المباركة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله، الذي قاد ثورة مباركة ضد الظلم والطغيان والمستكبرين، ثورة نحو العزة والحرية والإستقلال، في الوقت الذي نشاهد الكثير من قادة الدول وهم يهرولون نحو التطبيع والتبعية والإرتهان.
أيها الحشد الكريم…
عندما وجدت أمريكا شعبنا اليمني العظيم يتحرك بثورته بخطى ثابته نحو حريته واستقلاله بكل وعي وإدراك وتمييز بين العدو والصديق، أدركت أن نفوذها وهيمنتها على اليمن أصبح مهدداً ، فما كان منها الا أن تحرك أدواتها من عربان الخليج في المنطقة لشن هذا العدوان الغاشم والحصار الضالم على شعبنا في محاولة بائسة لكسر إرادته وإخماد ثورته.
قبل ست سنوات شنت دول العدوان عدوانها وأمطرت طائراتها وصورايخها على العاصمة صنعاء في مثل هذا اليوم، واستهدفت المواقع العسكرية والمدنية وأبناء شعبنا بكل وحشية، ولم تفرق بين ما هو مدني وماهو عسكري، ولاصغير ولاكبير، ولا رجل ولا امرأة، حشدت الحشود من كل بقاع الأرض بكل الترسانة العسكرية الكبيرة، حشدت جميع قوتها، واستهدفت كل مقومات الحياة، وكل المؤسسات والمصالح الحكومية في كل المجالات، إضافة الى استهداف النسيج الإجتماعي والتماسك المجتمعي، وكانت محافظة تعز إحدى المحافظات التي ركز عليها العدوان واستهدفها، واستهدف ساكنيها الآمنيين والمستقرين.
مازلنا نتذكر تلك الجرائم الوحشية على المواطنيين في مدينة المخاء السكنية، وكذلك الجريمة الوحشية على أحفاد بلال وغيرها من الجرائم في المحافظة، كما حاول العدوان أن يصدر الى هذه المحافظة وأبنائها العناوين المناطقية والطائفية كي يجعل منها عنوانا لإستهداف بقية أبناء شعبنا، واستهداف النسيج المجتمعي لأبناء الشعب، إلا أنه بوعي أبناء هذه المحافظة حطمت هذه الأوهام، وأمام كل هذه المؤامرة والحشود والإمكانات العسكرية الهائلة التي تحركت بها دول العدوان، كان لشعبنا كلمته وإرادته منطلقاً من إيمانه وتوكله على الله، ومن مبادئه وقيمه وثوابته الكلمة الفاصلة التي عبر عنها بكل عزة وشموخ، وقرر المواجهة والتصدي لهذا العدوان ، وتحرك بكل أطيافه ومكوناته.
ومن تحت ركام القصف يخرج شعبنا لترتيب وضعه بما لديه من مقومات بسيطة لاتكاد لاتذكر أمام أعتى ترسانة عسكرية، وأكبر قوى اقتصادية في العالم، ولكن شعبنا يملك إرادة وقيادة وعزيمة لاتلين، واستطاع أن يحقق المعجزات في كل المستويات والمجالات.
أيها الحشود الكريمة…
إن إحيائنا لهذه المناسبة في هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة بكل المقاييس، فقد جاءت الذكرى مقابل عدوانهم في تلك الليلة المظلمة على صنعاء، يوجه جيشنا ولجاننا الشعبية العشرات من الصواريخ والطيران المسير على العاصمة السعودية الرياض وبقية المحافظات السعودية.
يأتي العام السابع ونحن نلقن العدوان أشد العزائم في مختلف الجبهات، ونوجه له أقسى الضربات في عقر داره، ففي الوقت الذي راهن العدوان النصر خلال أسابيع كما كان يزعم، هانحن اليوم ندخل في العام السابع من الصمود، ونحقق الإنتصارات على قوى العدوان ومرتزقته في مختلف الجبهات، ليس هذا فحسب بل تمكنا من تطوير منظومتنا الدفاعية والصاروخية والتصنيع العسكري بكل أنواع الأسلحة بما فيها الطيران المسير بفضل الله وقوته وعونه وتأييده، لقد سطر اليمنييون أروع الملاحم البطولية وقدموا التضحيات، ورسموا لوحة زاهية ناصية في الثبات والصمود والإستبسال في مواجهة العدوان الذي تقوده مملكة الشر السعودية ومعها الإمارات،وتشرف عليه أمريكا وإسرائيل ومن معهما من دول الإستكبار.
من هذه الساحة نقول للعدوان لن تجنوا من خططكم ومؤامراتكم الا الذل والهوان والإنكسار والهزائم لكم ولمن يساندكم من أدواتكم الرخيصة الذين باعوا أنفسهم بثمن بخس، فاليمن مقبرة الغزاة وشعبنا اليمني أولوا قوة وبأس شديد كما وصفهم الله تعالى في محكم كتابه.
الإخوة الحشود الكرام..
إننا حين نحيي هذا اليوم يوم الصمود يترتب علينا أن نتذكر التضحيات للمجاهدين الأبطال الذين بذلوا أرواحهم ودمائهم رخيصة في سبيل الله والذود والدفاع عن الوطن، نقول لهم أننا على دربكم سائرون ذوداً عن الدين والأرض والعرض، ونؤكد لكم وللعالم استعدادنا لتقديم المزيد من قوافل الشهداء والتضحيات، وقوافل الحهاد والصمود في وجه هذا العدوان
الغاشم الذي فجر في الخصومة وتجرد عن كل القيم الإنسانية وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وسوف نواجه مهما كانت التضحيات الكبيرة التي ترخص في سبيل الله والدفاع عن كرامة وعزة هذا الشعب.
الحضور الكرام…
لاشك أن للصمود أشكال وصفات وميادين متعددة لابد أن نجسدها في سلوكنا وفي حياتنا حتى يتحقق النصر المؤزر بإذن الله، فالجندي والمجاهد في جبهات العزة والشرف يحتل أعلى درجات وأعلى مراتب الصمود والجهاد في سبيل الله والدفاع عن الوطن، كما أن الطالب والمدرس عندما يذهب الى المدرسة والجامعة دون خوف من قصف العدوان فهو يتمسك بإحدى مراتب الصمود والجهاد في سبيل الله، والموظف الذي يعمل رغم الضروف التي يمر بها الوطن جراء الحصار وانقطاع الرواتب هو يجسد إحدى درجات الجهاد والصمود، والمسؤول الذي يتحمل المسؤولية ويعمل بضمير وإخلاص وشرف في مقر عمله فهو كذلك يجسد روح المسؤولية والجهاد والصمود بوجه هذا العدوان، والمرأة التي تصبر على مصابها وعلى فقدان إبنها أو عزيز عليها وهو يدافع أرضه وعرضه ضد العدوان فهو نوع من أنواع الصمود ومواجهة العدوان.
الإخوة الحاضرون جميعاً…
إن الصمود في وجه العدوان واجباً مقدساً، وعلى كل واحد منا أن كلاً ما بوسعه لرفد الجبهات وتعزيز روح الصمود والدفاع عن حرية وكرامة وعزة هذا الشعب الذي يتعرض لهذا العدوان والحصار منذ ستة أعوام ولأشرس مؤامرة على مر التاريخ الأمر الذي يجعل من المواجهة وشحذ الهمم والإستمرار فيه لمواجهة هذا العدوان فرض عين على كل يمني حر شريف دون أدنى تردد عملاً بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [ سورة محمد – الآية 7 ] صدق الله العلي العظيم.
سدد الله خطاكم، ورفع رايتكم..
الرحمة والخلود للشهداء، والشفاء للجرحى، والفرج والحرية للأسرى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
#المركز_الإعلامي_لأنصار الله_تعز
أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام