تعز العز

المنطق الأعوج

المركز الإعلامي

كتبت بشرى المقطري ذات يوم مقالاً تعقيبياً على مقال لي تناولتُ فيه المحافظ الصوفي بالنقد، و بمنطق أعوج راحت تبرهن على أن إعادة إنتاج المشيخات هو فعل شرعبي بامتياز بينما قلت أنا في مقالي إن قوام جسد السلطة لا ينبغي أن يفرز مناطقياً بل طبقياً فكل رموزه حقيقة لا ينتمون لمنطقة قدر انتمائهم لمنظومة المصالح المشتركة و غير المشروعة لطبقة السيطرة..القراءة الحنقة و المبتسرة و المجافية لكل منطق علمي التي انتظمت تعقيب بشرى على مقالي لم تكن لتصمد بين عامي 2010/2014 لأنها قراءة قائمة على سلسلة معقدة من التخندقات المناطقية التي تجعل صاحبها يندفع بالحماسة ذاتها مع الشيء و ضده.

و هكذا فإن بشرى التي نظرت للصوفي الشرعبي بوصفه مصدر الشرور في تعز جميعها بسلخها للمحافظة عن السياق الموضوعي العام للبلد في ظل سلطة الوصاية التي تعفيها بشرى بقراءة زقاقية كتلك من كل المسئولية، تعود فتنظر إلى الشيخ المخلافي الشرعبي بوصفه مقاومة تعزية.
و اليوم فإن المخلافي الذي نقل نشاطه إلى التربة ليس إلا سطواً فجاً على (الريادة الحجرية للمقاومة)و اقتحاماً غير مشروع لمنطقة امتيازات (بشروية رومانسية) يستدعي العودة لاختزال شرعب في المخلافي كما اختزالها بالأمس في الصوفي ،عوضاً عن قراءة المخلافي ضمن جماعة الإخوان الكمبرادورية الناشطة وفق توجهات كونية لمركز الإمبريالية لا وفق سياق مناطقي داخلي شرعبي.
تضييق حلقات الانتماء للداخل أكثر فأكثر هو نمط تفكير خاص بالذهنية المناطقية التي تنتهي بأن تتشرنق حول ذاتها و تنسف كل دوائر الانتماء الموضوعية الاجتماعية و الجغرافية التي تتعصب لها في الظاهر فالذي يضع تعز في سياق هوياتي مضاد لصنعاء و اليمن عموماً هو ذاته من يضع الحجرية في سياق مضاد لشرعب و صبر و ماوية ثم المقاطرة في سياق مضاد لأنحاء الحجرية الأخرى وصولاً إلى التلاشي في غيبوبة ذاتية نازية لا تثمن أي انتماء خارج مزاجها العصابي النرجسي.
في المحصلة فإن تحالف العدوان السعوأمريكي إذ يجند الحزازات المناطقية فإنه يتوقع اقتتالها لاحقاً لصالح الاحتكام للقاعدة و داعش و سيطرة هذه على المشهد التعزي و اليمني الجنوبي كخيار بديل للهويات المحلية الانعزالية المرضية و على أنقاضها.
أي أن أكذوبة تعز كهوية خارج السياق الوطني ستصيب تعز أولاً في مقتل و أكذوبة المقاومة بالانحياز للعدو الأجنبي الغازي ستفضي إلى انتحار النسيج الاجتماعي للمدينة بالتآكل التدريجي والتغذية العصابية لاحتراب الهويات الزقاقية الأضيق داخل محافظة تعز وصولاً إلى خلو الساحة من غير الأدوات الأمريكية الخلَّص التي سيعيد رموز المقاولة انتشارهم في إطارها باعتباره الفضاء الجامع البديل للفضاء الوطني المتشظي بسواطير الدعاوى الزقاقية.
أي أن المخلافي و نظراء بشرى سيكتشفون بديهيةَ أنهم كانوا يعملون في خندق واحد بيافطات متباينة عندما ينصهرون أشتاتاً في بوتقة داعش عما قريب أو يتلاشون لصالحها.
صلاح الدين الدكاك

====

#المركز_الإعلامي_تعز
لمتابعتنا على التليغرام.. افتح الرابط ادناه ?
@taizznews
telegram.me/taizznews