صفيه لحضة دهشه وتحسر !!!!
#أصوات_تعزية
هنا تعز .
بين الخوف والخراب .
هي لم تكن وحيده ولكن هناك من ابقاها بغير عائله .
هي غادرت حيها هذا في بداية الشهر الاول من غارات طيران العدوان .
لم يكن مغادرتها بدون والدها ووالدتها الا اصرار جدتها في اسطحابها معها الى القرية هروبا من المليشيات المسلحة داخل المدينة اثناء العدوان بغارات الطيران .
هي كانت تنتضر والدتها ووالدها واخوتها وصولهم بعدها حسب وعدهم لها بعد عشرة ايام
ولكن عدوان الاجارام كان سباق لجعلها بدون عائله .
انتضرت وصول عائلتها ومضت الايام العشر وهي تسئل جدتها
اين ابي وامي
لماذا لم ياتي ابي وامي واخوتي جدتي ؟
طبعا كانت جدتها على تواصل بابنها وفي مساء ذلك اليوم الدامي حاولت الجده الاتصال بابنها عدة مرات وهي تعيش لحضات خوف وشعور بان هناك شي ينتزع قلبها من صدرها .
احتضنت حفيدتها صفيه وخلدو للنوم اذا باتصال دق جوال الجده ومسكت الام الكلومة جوالها وهي ترتجف خيفة من هذا الاتصال ،اذ بفتاه تقول لها جدتي اني جارة ابنكم … قبل قليل قصفت الطائرة منزله وعظم الله اجرك .
ذلك الاتصال هو من انتزع صحة جدة صفيه والذي اصابها بجلطة افقدتها القدره على الكلام فقط تبقى لها الصراخ .
استيقضت الطفله وحضر اهل القريه ليتبينوا ماذا هناك واخذ احد رحال القرية جوال الجده واعاد الاتصال بالرقم الاخير فوجد بان الامر جلل والحدث المهول هو من صدم الحجه الطاعنه بالسن
حاول ابناء القرية اخفاء الخبر عن الطفله باستشهاد كل اهلها واوصيت خالتها باخفاء الامر
* صفية شاهدت عبر التلفزيون عرض لجريمة العدوان وسرعان ما عرفت معالم الحي وتاكدت بان تلك الغاره قد وقعت على منزل عائلتها .
لم تستطع خالتها ايقافها من ذلك الصراخ و الرعب رغم ان الخاله كانت تعيش الحزن والالم وحاولة ابعاد صفية مؤقتا عن ذلك الموقف الصادم .
وعاشت صفية اشهر صعبه بكل الامها ومخاوفها .
حاول ابناء القرية ان يكونو جميعا اهلها وصفيه كانت تؤكد بان والديها في الجنه وانهم في النعيم وعاشت ذلك الاحساس الذي كانت امها تخبرها عن نعيم الجنه وعظمة خلود الاخره .
* بعد مرور السنوات وخال صفية عازم على السفر الى المدينة احبت صفيه ان تذهب لزيارة قبور والدها ووالدتها واخوانها وقراءة الفاتحه على ارواحهم وما كان من خالهاالا ان يلبي طلبها .
وبعد زيارة اهلها والقراءة على ارواحهم اصرت لتذهب وتشاهد حيها الذي فيه منزل عائلتها
هنا وقفت صفية وصمتت تلتقط كل الصور الموجوده امامها وتنضر في منازل جيرانها التي اصبحت من غير ابواب ونوافذ ومنازل مرشخة جدرانها بالاعيره النارية .
لم ترى صحباتها الواتي كن يدرسن معها . ولم تسمع مكرفون المدرسه الذي يدعو الطلاب في الراحه للعوده الى فصول الدراسه
واستعادت ذاكرتها ذلك الربيع الذي سبق عدوان الغارات وانفجارات الصواريخ .
* لم تصرخ ولكنها بكت لم نسمع نحيبها ولكن شاهدنا اغتسال وجهها بالدموع لم نشهد توترها ومحاولة الافصاح عن المها مما هو قائم ولكن شاهدنا ملامح حزن على وجهها وتعابيرقهر وحيره تهز يديها
شاهدنا خطوات سيرها التي كانت تسير بها
خطوات طفله بين اشلاء اجساد من قاسمتهم حياة كانت مليئة بالحب والامل والمستقبل الذي تحلمه
* وهي تغادر الحي وجدت ملثمين يحملون على ضهورهم بنادق ويمنعون الاقتراب من منازل كانت ملك لعائلات صحباتها واصبحت ثكنة يسكنها اشباح اشبه بالبشر خافت صفيه وزاد اصرارها على سرعة مغادرة المكان .
خالي لنرحل هيا لنعود الى خالتي .
لم يعد ذلك الحي لمن كانو
لقد اصبح من يسكنه كائنات احيانا اشاهدهم في نومي وافزع منهم .
تلك هي حكاية صفيه
ولكن صفيه مازالت على امل
عودة الامن والسلام ورحيل المحتل ووقف العدوان . !
✍🏾عادل الكمالي
#المركز_الإعلامي_لأنصار الله_تعز