من (وعي) كلمة السيد القائد لتدشين فعاليات المولد النبوي الشريف..
تعز نيوز- كتابات
في خطابه امام الأسرى المحرريين وبمناسبة قدوم المولد النبوي الشريف تحدث السيد القائد عن عظمة منهج الدين الإسلامي الصامد امام حالات التحريف والانحراف التي قام بها مشوهي الاسلام وكيف تركت تلك الحالات تاثيراتها السيئه التي استغلها أعداء الاسلام والأمة الاسلامية للإساءة للاسلام ولرسول الله صل الله عليه وسلم وعلى آله ، مؤكدا ان احتفالات شعبنا اليمني بمولد سيد البشر هو الاتصال الصحيح والسليم بالرسول صل الله عليه وسلم وعلى آله ، من خلال القرآن الكريم الذي هو المعيار الأساس لتنظيف ثقافتنا ومناهجنا من الشوائب التي قيلت عن رسول الله ولا تتفق مع القرآن..
شدد خطاب السيد القائد على ضرورة إعادة بناء الحضارة الاسلامية على أسس مكارم الأخلاق التي تؤسس البشرية كلها العدل والخير ، كون الحضارات المادية اثبتت ان كل عملها هو تدمير إنسانية الانسان ، فالحضارة السعودية والإسرائيليه والامريكية هي حضارات توحش ، يؤسسون للعداء للانبياء والمسلمين ، ومن يريد أن يفهم بداية الفارق الحضاري بين الحضارة الاسلامية التي في كتاب الله ، قائمة على الوصل الحضاري يتصل فيها العقل بالروح والهوية الايمانية بمكارم الأخلاق، وبين الحضارة الغربية التي قامت على الفصل الحضاري عبر عقل وجودي نمت في داخله الفلسفة المادية بشقيها الاجتماعي والفرد..
في إطار الهوية الايمانية والوعي فقد شدد السيد القائد على ان التربية الايمانيه على الهوية الايمانيه هي السلاح الذي سوف يواجه الهجمات المسيئة للرسول الكريم، وهي التي ستعزز الصله بالرسول صل الله عليه وسلم وعلى آله ، وتساعد على مواجهة سعي مشروع الامريكي والإسرائيلي لافساد الانسان المنتمي للاسلام ، وهي هوية الوعي الايماني الذي به نتحصن من مشروع الفساد والإفساد والاستبداد والاستعباد الصهيوني و الامريكي الذي هو مشروع يقلب موازين الأخلاق ، فيجعل من الفضائل رذائل ، ومن الرذائل فضائل..
اما في إطار القراءة الكلية للخطاب القرآني نجد أن السيد القائد ربط في هذه الكلمة بين مؤسستان لقيادة الأمة العربية والاسلامية ، وهاتان المؤسستان هما مؤسسة التقوى (العبادات) و مؤسسة الإدارة (المعاملات ) ، وهذا ما يُظهر للعقل السوي والواعي ، ان هناك فارق أساسي بين قيادة الأمة وإدارة الدولة ، فالأولى قائمة على الطاقة الموضوعية للفكرة ، والثانيه قائمة على عنصر القوة والقدرة ، كما أن قيادة الأمة تؤسس لانبثاق الإرادة ، اما قيادة الدولة فهي للتعبير عن تلك الإرادة ، على النحو الذي يمكن القول معه أن الأمة رباط معنوي يقوم على فكرة العقل والدين ، والدولة رباط مادي يقوم على فكرة العقد والمسئولية الاجتماعية..
من خلال مفهوم دعوة السيد القائد اليوم لتوحيد طبقات هوية الأمة الايمانية مع طبقات الهوية الوطنية ، نستطيع القول ان هذه الدعوة تؤسس لبناء متوحد ومرتبط في دور سوف تؤدية الهوية الايمانية للأمة الإسلامية وإن هناك مهمة أساسية للهوية الايمانية اليمنية ، في تكوين قيادة لإدارة الأمة الإسلامية كلها، على طريق وحدتها وانبثاق دولتها المتماسكة في الدين والوعي و الاخلاق والمشروع، وهذا لا يأتي إلا من خلال الوعي بهوية الذات الاسلامية الايمانية أو العقل الإسلامي الكبير ، الذي بدأ يمثل له العقل واللسان القرآني القادم من اليمن حالة وفاق موضوعي مع الحقيقة التاريخية لبناء الدولة الاسلامية، موفرا لها كافة ضروريات التكامل التي تمنحها كافة المقومات لبناء دولة إسلامية واحدة..
إن دعوة السيد القائد اليوم بعد خمسة اعوام من العدوان على اليمن ، وبدايات اعلانات دول العدوان السعودي على اليمن تطبيعها مع كيان العدو الصهيوني ، والخطاب موجه للأسرى المحررين ، ومع بدايات احتفالات شعبنا اليمني وبهويته الايمانية الأصيلة بمولد خير البشر ونبي البشر محمد صل الله عليه وسلم وعلى آله ، لإكتساب الوعي والتمسك بالقيم ، هي دعوة لدخول كل ابناء اليمن، بل وشعوب الأمة العربية والاسلامية كلهم من مدخل قراءة العلاقة بين مفهوم الأمة والدولة على النحو الذي يقود كل من المشروع الحضاري الإسلامي إلى اتفاق موضوعي حول الدور الأخلاقي والاجتماعي للدولة الاسلامية منفردة او متوحده ..
ويمكن القول إن تحقيق العدالة للأمة الإسلامية والدولة الاسلامية ككل مرتبط بتحقيق غياب الاستغلال والاستبداد الصهيوني والامريكي، الذي يجب أن تتصدى له شعوب الأمة كلها، تمهيدا لتشكيل دولة إسلامية لها قدرتها على السيطرة على توجيه أدوات قوتها العسكرية وهيبتها الاخلاقيه ، فهذا هو تراث دولة وإسلام نبينا محمد صل الله عليه وسلم وعلى آله، تراث له نظرة أوسع لمفهوم العدالة الاجتماعية كعلاقة قيمية يجب أن تقوم بين مفهوم هوية الأمة والدولة الايمانية من خلال تصديها لبناء الإنسان في مؤسسة الأمة أولا ، على النحو الذي تتم فيه محاربة الاستغلال والاستبداد الذي يغيب قيمة العدالة الاجتماعية،
واتقاء وقوف الانسان المسلم على المحرمات التي تغيب العدالة الاجتماعية عليه..
عبدالفتاح حيدرة
#المركز_الإعلامي_لأنصار الله_تعز
#المولد_النبوي_الشريف