دراهم الدريهمي!
تعز نيوز- كتابات
وصلت الأوامر إلى طارق عفشائيل من أولياء أمره في دويلة الإمارات، يُخبرونه بأن الحوثيين مشغولون جدًا في مارب، ولابُد من استغلال الفرصة، وعليه أن يحرك حُراس إسر-ئيل بسرعة.
كان صادق دوديشائيل بجواره أحسَّ برعشة في ركبتيه، وبدأ يشرب الماء تطبيقًا لوصايا البابا عبدربه، لكن الرعشة لم تتوقف، سأله
طارق:” ما الحل؟” أجاب صادق: ” مالها إلا الجنوبيين”، هز عفشائيل
يده متسائلًا “لماذا الجنوبيين؟”،أجاب “نبدأ بهم، لأن سعرهم الآن هابط، ولا أحد يسأل عنهم” ، خرج عفشائيل وبجواره دوديشائيل، وجمع القادة على عجَل، وأخبرهم بالمهمة السرية والسريعة، وهي اقتحام الدريهمي المحاصرة منذ 2018م.
الدريهمي التي أكلَ فيها الناس أوراق الشجر، وذاقوا مرارة الحصار كما ذاقه محمد ص وآله في شعب أبي طالب رض.بدأ الهجوم المفاجئ، كسيلٍ جرار، عشرات الدبابات، مئات الأطقم، آلاف الجنود، بدأت المدافع تُعلنُ راية الخيانة، وحلق الطيران مُنفذًا لخرق الاتفاق، وكأنَّ القيامة قد قامت من الجهة الجنوبية، واستمر السيل في السير، حتى غزى الأسوار الترابية، ولم يجد أمامه سوى مقاومة تؤكد بأن الجيش واللجان في غفلةٍ عن هذه الخيانة…
بدأت ألسنة السيل الأولى تصل أطراف الدريهمي، بل تجاوزت الحدود الملتهبة، وتعمقت أكثر، وحين تدفق السيل البشري، واصلت الآليات والمدرعات تقدمها، واتصل القادة الضباط بعفشائيل، يخبرونه، بأنهم قاب قوسين أو أدنى من اقتحام قلب المدينة، وفكر عفشائيل بأن يشارك المهاجمين هجومهم من المؤخرة، لكنه تراجع عند اللحظة الأخيرة، بعد أن بدأت ضربات قلبه تنافس رجفة قدميه.مرَّت الساعة الأولى، وبدأت الساعة الثانية، وامتلأت بوابة الدريهمي
بمئات المدرعات والأطقم والآليات، وفجأة، وإذا بأصوات القذائف تزداد ازدحامًا، وتتصارع في سماء المعركة، وإذا بحراس إسرا-ئيل يجدون أنفسهم قد وقعوا في كماشة محكمة، انهالت عليهم القذائف ، والبوازيك من جانبي الكماشة، فيما يستقبلهم الرصاص المباشر المركز، حاولوا الانسحاب، لكن المدخل قد امتلأ بثلاث مدرعات تحترق، وعلى جانبي الطريق أطقم مشتعلة، هربَ القادة كالنساء، تاركين الجنود لمصيرهم المحتوم، ونسوا في رجفة الهروب أحد أبناء القادة من أبناء الجنوب…
ساعتان تم فيها جندلة مائة من المرتزقة ما بين جريح وقتيل، ارتفعت الأصوات بالبكاء والعويل، ولعن عفشائيل، ولعن الدراهم، ثم رفع الأيدي والاستسلام…فيما سجدَ الأبطال من الجيش واللجان لله شكرا.جنت على نفسها عفافش، وتحررت الدريهمي بعد الحصار الخانق، وذاق المنافق جزاءه العادل، وباؤوا بغضب من الله ومن الناس، وكانت نتيجة خيانتهم لاتفاق استوكهولم؛ دمارًا على رؤوسهم، ولطمةُ على وجوههم، وبعد أن ابتلع عفشائيل الهزيمة، وضياع لواء بكامل عدته وعتاده، جاءه دويدائيل معزيًا ” لسنا الوحيدين يا فندم، فالإصلاحيين في مأرب وقع لهم هزيمة في جبل مرادلا أول لها ولا آخر…”فالشكر والحمد لله ، والتحية والمجد لأولئك المرابطين الأولياء، وللقائد العظيم.
وستمضي الأيام والشهور، والعدو يدرس؛ كيف عرف الجيش بتحركهم؟
وكيف أعدوا العدة بتلك السرعة؟
وكيف أحاطوا بهم في ساعات رغم الطيران والقصف؟ وسنتركهم في حيرتهم ، ونتلوا قول الحق سبحانه ” وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ “.صدق الله العلي العظيم
د.مصباح الهمداني
#المركز_الإعلامي_لأنصار الله_تعز
#المولد_النبوي_الشريف