البصيرة وخطورةُ غيابها في أوساط الأُمَّــة
تعز نيوز- كتابات
البصيرةَ البصيرةَ ثم الجهاد، عندما تحدّث الإمام زيد -عليه السلام- بهذه العبارة، كان يدرك أن غيابَ الوعي والبصيرة من داخل صف أهل الحق، هو المشكلة الكبيرة، والخطورة البالغة عليهم، وكان يريد من الأُمَّــة أن تعرف الآثار السلبية التي تحدث إذَا غابت البصيرة، وغاب الوعي من داخل الأُمَّــة، فسبب التخاذل الذي كان يحدث في جيش الإمام علي -عليه السلام-، سببه غيابُ البصيرة.
فلو كان أصحابُ الإمام علي -عليه السلام- يحملون البصيرة يوم صفين لما انهزموا ولما تأثروا بالشائعات التي كانت تأتي من جانب معاوية وجيشه، إلى حَــدّ أن يكفّروا الإمام عليًّا -عليه السلام-، ويشهروا سيوفهم في وجهه، وكذلك في زمن الإمام الحسن -عليه السلام-، فلو كانت الأُمَّــة تستبصر مما يقدمه الإمام الحسن -عليه السلام-، ولو استبصرت بما قدّمه لها الإمام علي من قبل، لما بقي الإمام الحسن بدون ناصر.
أما في زمن الإمام الحسين -عليه السلام-، فإن الآثارَ السلبية التي ترتبت عن غياب الوعي والبصيرة، فحدث ولا حرج، قتلوا الحسين عطشاناً وقطعوا رأسه، وسبيت نساؤه، أثناء حديث الإمام زيد بن علي مع الأُمَّــة عن البصيرة، وأهميتها، وعن خطورة غيابها، لم تستبصر من ذلك الحديث، ولم تعتبر مما تركه غياب البصيرة في زمن آبائه العظام -عليهم السلام-، فتركت الأُمَّــة أمامها زيداً -عليه السلام-، بدون ناصر ولا معين، تركته الأُمَّــة لبني أمية فقتلوه، ثم أحرقوه، ثم ذروه رفاتاً في النهر، وكلُّ هذا حدث؛ بسَببِ غياب البصيرة من داخل الأُمَّــة.
وهكذا سيحدث لكل أُمَّـة لم تحمل البصيرة القرآنية، والتي كان يريدها الإمام زيد-عليه السلام-.
إنها البصيرة تجاه العدوّ، ومعرفته، ومعرفة مكائده وخدعه، وكذلك البصيرة بالتعامل مع القيادة، والحفاظ عليها، وفي التعامل فيما بين أبناء الأُمَّــة المجاهدة، نحن في هذا الزمن بما لدينا من دروسٍ وعِبَرٍ من التاريخ، وبما لدينا من ثقافة قرآنية من المحاضرات التي ألقاها السيد الشهيد القايد حسين بدرالدين الحوثي، وكذلك المحاضرات التي يلقيها السيد القايد عبدالملك الحوثي -يحفظه الله-، إذَا لم نحمل البصيرة اللازمة، فإن عقوبتنا من الله ستكون أكبر، وتمكّنُ أعدائنا منا وتسليط الله لهم علينا أعظم، خُصُوصاً وأننا في مواجهة اليهود والنصارى، الذين هم أدهى وأمكر وأغدر من أي أعداء آخرين، وأشد حقداً منهم.
رفيق محمد
#المركز_الإعلامي_لأنصار الله_تعز
#المولد_النبوي_الشريف