تعز العز

عن ( فوبيا إيران ) لدى بعض العرب ..؟!!

#أصوات_تعزية

 

بكثير من التظليل يتحدث البعض من العرب عن الخطر الإيراني والنفوذ الإيراني والتمدد الإيراني ؛ ويبررون لأنفسهم وحسب أسباب ودوافع حقدهم على إيران بانها دولة ( فارسية ومجوسية ورافضية ) وأن لها مطامع في الوطن العربي ؟

إيران قبل الثورة الإسلامية لم تكن كذلك في خطاب بعض العرب ؛ حين كانوا يسجدون للشاه هنشاه ويعظموه وكان أكبر علج في أنظمة الخليج لا يجرؤا أن يرفع نظره أمام الشاه ؛ وكانت سفارة الكيان الصهيوني تحتل مكانها في قلب طهران وكان العلم الصهيوني يرفرف في سمائها ؛ وكان الشاه هو شرطي أمريكا في الخليج وحارس مصالحها الى جانب الكيان الصهيوني ؛ ولم يكن أحدا من اقزام المحميات الخليجية يتحدث عن إيران بكلمة حتى قامت الثورة الإسلامية وطردت الصهاينة وأحرقت علمهم واستبدلته بعلم فلسطين ومنحت مقر السفارة الصهيونية ليكون مقرا لسفارة دولة فلسطين وكانت ايران أول دولة تمنح فلسطين اعتراف دولة ذات سيادة يؤمها فقط انقلب المزاج الخليجي وتحولت إيران الى عدو ومصدر شر للعرب والعروبة والإسلام بحسب الطلب الأمريكي _ الصهيوني ..وسرعان ما حركت واشنطن حلفائها بالخليج واستدرج العراق لحرب طاحنة مع إيران دامت ثمان سنوات انتهت بالتعادل بل وبتفوق العراق نوعا ماء ولكن كان تفوق العراق بمثابة مصيبة للخليجيين والامريكان والصهاينة فعملوا مجتمعين على حصار العراق وتجويعه لقرابة عقد ونيف قبل أن يتم غزوه واحتلاله من قبل أمريكا ومن ثم تمزيق نسيجه الاجتماعي وذر الفرقة والفتنة في أوساط الشعب العراقي وليذهب قرابة خمسة مليون عراقي بين الحرب مع إيران ثم الحصار والتجويع وبعدها الصراعات المذهبية العراقية والحرب في مواجهة أمريكا وصولا الى اللحظة العراقية اليوم والتي لا يزل العراق يعاني منها ؛ رافق ذلك اهدار لقدرات وامكانيات العراق ؛ هذا الدمار الذي تعرض ويتعرض له العراق لم يأتي من إيران ولم يكن صناعة إيرانية ولكنه صناعة خليجية أمريكية صهيونية ولست بحاجة للتوقف أمام هذا كثيرا بل سأتحدث عن واقع اليوم الوطني والقومي على ضوء اتفاقية العار والذل التي وقعها ( بن زائد مع الصهاينة برعاية ترمب ) اتفاقية كان واضحا أنها اتفاقية دعائية لا تقدم ولا تؤخر في مسار القضية العربية الفلسطينية ولا في مسار الصراع العربي _ الصهيوني ؛ ومن تابع مراسيم التوقيع على هذا الاتفاق في حديقة البيت الأبيض واستمع لكلمات الأطراف الموقعة والراعية للتوقيع يدرك جيدا أن الحدث دعائي بامتياز وهلامي حد العبث ولم تكن الامارات والبحرين إلا ( القشة ) التي تعلق بهما كل من نتنياهو وترامب لتحقيق مكاسب انتخابية وعملية اخراق جيوسياسية الغرض منها مساومة وابتزاز محاور النفوذ الفاعلة وخاصة ( طهران ) التي تواجه المشروع الأمريكي الصهيوني الرجعي بالمنطقة بعد حالة الفراغ الاستراتيجي العربي وتخلي العرب عن قضاياهم بل وتمزيق النظام العربي لكل جدران الامن القومي العربي .

 

إيران التي تلعب اليوم دور مصر عبد الناصر كحاضنة للمقاومة ولحركة التحرر العربية والإسلامية وداعمة لكل الشعوب الطوافة للانعتاق من قبضة الهيمنة الاستعمارية فهي تدعم المقاومة في فلسطين ولولاء دعم إيران لكانت القوة الصهيونية قد سحقت شيوخ وأطفال فلسطين وذبحتهم كالنعاج وإيران هي من تساهم الى جانب سوريا في دعم المقاومة اللبنانية وإيران هي من وقفت الى جانب سوريا حين حشد الخليجيون والامريكيون والصهاينة وكل الغرب ارهابيهم وقتلتهم وجندوا المرتزقة من 89 دولة ودربوهم ومنحوهم المال والعدة والعتاد بهدف اسقاط سوريا وتقسيمها وتمزيق نسيجها الاجتماعي أسوة بما صنعوا في العراق ؛ إيران نختلف أو نتفق معها لعبت دورا رياديا فكانت بدورها أشرف وأطهر وأنزه وافضل من كل الأنظمة العربية العميلة والمرتهنة والمقززة خاصة حين تتباكي عن العروبة والدين وعن أطماع إيران ونفوذها وتمددها ؛ لقد دمر الخليجيون بأموالهم القذرة قيم واخلاقيات المجتمع العربي وزيفوا الوعي العربي عبر شراء ذمم بعض السفهاء من الرموز الدينية والسياسية والثقافية الذين ساهموا وبفعالية في تدمير الوعي العربي وتزييف قناعات الملتقي العربي لتصوير إيران كعدو للوجود العربي فيما العدو الصهيوني أصبح هو الصديق والحليف ؟ اللعنة

 

أن إيران دولة ذات سيادة ولديها مشروعها الحضاري والاستراتيجي وهذا حقها وهي جار لنا بالجغرافية والدين والتاريخ والثقافة وهي أقرب للعرب من أمريكا والكيان الصهيوني ؛ نعم قد نختلف معها في ظل غياب المشروع القومي العربي أو حتى المشروع الوطني لكن هذا الخلاف يفترض أن يحل بطرق حضارية تعبر عن هويتنا العربية قطرية كانت أو قومية لكن لا يمكن أن نجابه إيران تحت الراية الصهيونية _ الأمريكية ؟!

والمؤسف أن ثقافة العداء لإيران هي ثقافة تخدم الصهاينة والاستعمار ولا تخدم القضايا العربية ولا مصالح العرب مطلقا وحين كنا نقول هذا سابقا كنا نواجه بسيل من الاتهامات الكاذبة والمظللة لكن اليوم وبعد افتضاح أمر وحقيقة أنظمة العمالة والارتهان داخل المحميات الخليجية ماذا يمكن أن يقول سدنة أنظمة العهر الخليجي عن إيران ؟ إيران تثبت يوميا أنها أشرف واطهر واصدق في مواقفها وسلوكها وانها دولة مقاومة ومناهضة للاستعمار والصهيونية .. واعتقد لن يجرؤ أحدا من مرتزقة الأنظمة الخليجية أن يقول أن إيران ترتبط بعلاقة سرية مع الصهاينة والأمريكان ؟ وأن هناك مخطط استعماري يستهدف أهل ( السنة ) لصالح أهل ( الشيعة ) فمن سيردد مثل هذا القول بعد ما حدث فأنه فعلا يندرج ضمن ( المخنثين سياسيا ) ؟!!

أن من يطبع مع الصهاينة ويخون قضايا أمته هو الخطر على الامة وليس إيران التي تدعم كل من يواجه ويقاوم الصهاينة والاستعمار الامبريالي ؛ وأن من يقتل الشعب اليمني ويدمر قدراته تحت يافطة وقف نفوذ التمدد الإيراني وردع المليشيات الموالية لإيران هو الخائن لليمن الأرض والانسان وهو المرتزق الذي يتأمر ويخون اهله وناسه ويمزقهم ويهلك الحرث والنسل في عدوان قذر وحقير بدت حقيقته منذ الوهلة الأولى التي استهدف فيه الطريق والمدرسة والجامع والموقع الاثري والمنازل والجسور من تلك اللحظة عرفنا أن هذه الحرب ليست حرب لإعادة شرعية بل حرب تدميرية وعدوان سافر وحقير كمن قاموا به ؛ وتكشف الاقدار زيف دعواتهم فمن جاءا لمواجهة النفوذ الإيراني ها هم يقوموا ببيع جزرنا بدون وجه حق للصهاينة ؟ فمن اعطى الامارات أو غيرها شرعية وصلاحية وحق المساومة على سيادة اليمن ومصالحها ؟ وبأي حق أو قانون أو منطق أخلاقي أو إنساني تقوم الامارات بجلب عدو الأمة الى بلادنا وجزرنا وتبرم معه الاتفاقيات على سيادتنا وبكل وقاحة ؟ فيما مرتزقة قوات التحالف من الخونة المحليين صامتين بل ويتحدثون عن مليشيات إيران الانقلابية ؟!!
ومع كل ما سلف فأن إقامة حلف خليجي _ صهيوني _ أمريكي لمواجهة إيران ومحور المقاومة هو حلف لمواجهة الصين وروسيا ومواجهة مشروع الصين العظيم الذي اطلق عليه مشروع ( الحزام والطريق ) والمرتزقة المحسوبين على بلادنا وشعبنا من مناضلي الفنادق غارقين في فسادهم وارتزاقهم فرحين بما يقدم لهم اللئام من مكارم ليسطروا بهذا السلوك صفحات العار والذل والمهانة كأبرز منجزاتهم وهكذا سيدون التاريخ مذكراته عنهم .؟!!

وقد يكون هذا الاتفاق الخليجي _ الصهيوني بداية ربانية للانتقام لمظلومية شعبنا المقهور من جبروت وغطرسة وسفالة جيران السوء الذي يشكل هذا الاتفاق بداية لنهايتهم بل وسيجعل دويلاتهم ساحة لحروب طاحنة قريبا حروب ستفجرها مصالح الكبار وستدمر مدن الملح كما وصفها الروائي العربي الراحل عبد الرحمن منيف وقد تختفي بعض هذه المحميات نهائيا من الخارطة مع حكامها وشيوخها وقواديها ..؟!!

أما فلسطين فلن تتأثر من صفاقة هولاء وخيانتهم فهي اكبر من كياناتهم ولولاء الحماية الأمريكية لهذه المحميات الكرتونية لتكفلت بها ( كتائب الأقصى ) وحدها وسيطرة عليها خلال ساعات ؟..

لكنها إرادة الله التي سوف تنتقم لمظلومية الشعب اليمني ولمظلومية الشعب العربي في فلسطين وسوريا وليبيا والعراق بجعل هذه المحميات تدفع ثمن غبائها وخيانتها وعمالتها حين تصبح مسرحا لعمليات عسكرية طاحنة تحرق الأخضر واليابس وتصبح مجرد اطلال أو تصبح كأعجاز نخل خاوية ؟. لأنها باتفاقها هذا مع الصهاينة نقلت المعركة الى ساحتها لان إيران لن تصمت عن هذا ولا حلفائها في محور المقاومة كما أن هناك توازنات دولية واستحقاقات جيبولوتيكية تفرض نفسها .. يتبع

 

طه العامري

 

#المركز_الإعلامي_لأنصار الله_تعز

#إمام_الجهاد

🔴 ذكرى إستشهاد الإمام زيد عليه السلام

أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام

telegram.me/taizznews