باكستان: رعد الشمال مناورة بلا طعم ولا لون

كان واضحاً وبشكل بارز تضخيم الماكينة الإعلامية السعودية لمناورات وصفت بالأضخم في المنطقة ، طبعاً بحسب إعلام البترودولار، بالإضافة إلى الإستقواء بمشاركة باكستان ، و توظيف إسمها الذي له إحترامه العسكري ، فهل المشاركة الباكستانية في رعد الشمال بالفعل تستحق كل هذا التطبيل والتزمير، فضلاً عن كونها تعني إنخراط باكستان عمليا في التحالف السعودي المزمع ضد الإرهاب ؟

بدايةً ، الإستقواء السعودي بباكستان ليس بالأمر الجديد ، فالإعلام السعودي لطالما أثار شائعات تصب في هذا السياق ، أبرزها نية السعودية في شراء السلاح النووي من باكستان ، و الإعلان ” من دون علم إسلام آباد” إنضمام الآخيرة  للتحالف المعادي لليمن، وليس آخرها إقحامها في التحالف الإسلامي المزمع ضد الإرهاب بقيادة السعودية ، وهذه المرة أيضا دون علم إسلام آباد ودرايتها .

ما يراه الإعلامي الدكتور شاهد مسعود مدعاة للقلق، فهذه الإدعاءات و التصرفات الصبيانية السعودية لطالما أثارت المشاكل لباكستان ، و شوهت سمعتها بين دول الجوار و في المجتمع الدولي ، ما يستلزم وضع حد لهذه التصرفات .

الخارجية الباكستانية من جهتها ، و من خلال البيان الصحفي رقم 2016/56 أوضحت أن المشاركة الباكستانية في رعد الشمال ، تأتي من باب المعاهدات الأمنية الموقعة بينها و بين السعودية منذ عقود ، من بينها التعاون الثنائي في مجال التدريب العسكري ، فعادة ما تقوم القوات الباكستانية بتدريب نظيرتها السعودية في الأرض السعودية و حتى الباكستانية ، لا أكثر ولا اقل.

يؤيد ذلك، ما أوضحه  سرتاج عزيز للبرلمان الباكستاني ، من أن باكستان لم تنضم بعد للتحالف السعودي المكون من 34 دولة ،و أن المشاركة الباكستانية في رعد الشمال تأتي في سياق إتفاقيات أمنية ثنائية لاغير ، مضيفا أن الحكومة تحتاج لمزيد من التفصيلات حول التحالف لإتخاذ قرار الإنضمام إليه من عدمه ، حيث أن باكستان بحسب ماقاله عزيز، لا علم لديها عن دورها في التحالف .

استنادا الى ما سبق، يرى مراقبون أن الإعلام السعودي لعب دورا بارزا في تلوين الموقف الباكستاني الواضح تجاه التحالف السعودي المزمع ضد الإرهاب بالغموض ، و يستدل المحلل السياسي إفتخار شيرازي بالقول أن وضوح المواقف الباكستانية تجاه السعودية ، بدأت بعد تجنبها الإنخراض في العدوان على اليمن ، و يبدو أن السعوديين لم يتيقنوا بعد من تغير السياسة الباكستانية في المنطقة ، لذلك ينشرون الشائعات عن مساندة باكستان لهم .

عليه، يتضح أن باكستان رغم كل المحاولات والإدعاءات السعودية، ليس جزءا من التحالف السعودي المزمع ضد الإرهاب حتى الآن. وما بات واضحاً وصريحا كما عبر وزير الدفاع الباكستاني خواجه آصف: “باكستان لن تنضم إلى اي تحالف ضد دولة إسلامية “.

في الخلاصة، السعودية كالعاشق المجنون الذي يريد شراء قصر لحبيبته من جيب جاره.