ضرورة تولي الإمام علي (عليه السلام)
تعز نيوز- متابعات
تمثّل ولاية الإمام علي (عليه السلام) صمّام أمان للأمّة لتهتدي بالله, وبكتابه, وبرسوله, بل تعتبر ولايته شرطاً أساسيّاً في تأهيل الأمّة لتكون من حزب الله, وحاجة الأمّة لهذه الولاية هي حاجة ضروريّة مرتبط بها مستقبلها وعزّتها, وكرامتها, ودورها في الحياة, يقول السيد: (ستحتاج الأمة إلى أن تتولى عليا وإن كان علي قد تحول إلى تراب في قبره, ستحتاج إلى أن تتولاه لتهتدي, لتسلم قلوبها, لتسلم في حياتها, تحتاج إلى أن تتولاه, لأن توليه شرط في تأهيل نفسها لتكون من حزب الله ما لم فلن يتحقق شيء) سورة المائدة الدرس الثاني.
وبدون ولاية الأمام علي (عليه السلام) التي هي شرطٌ أساسيّ في تولّي الله ورسوله, لن يتحقق لهذا الأمّة أي خير, ولن تستطيع أن تعمل شيئا في مواجهة الأعداء, والواقع يشهد بذلك في الضّدين والنقيضين معاً, فعند قول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [المائدة: 56] يقول السيد: (الذين آمنوا هنا هو الإمام علي (عليه السلام)، بدون ولاية الإمام علي (عليه السلام) لن تتحقق هداية, ولن يتحقق للأمة ولأي جماعة وضعية تكون عليها جديرة بأن تسمى بحزب الله فتحظى بتأييد الله فتصبح هي حزبه الغالب) سورة المائدة الدرس الثاني.
وتعتبر ولاية الإمام عليّ (عليه السلام) هي بوابة الهداية والرّشد, والميل عنها يميناً, أو شمالاً, وتجاوزها يؤدي للانحراف الخطير, والخطورة البالغة على الأمّة, ونحن نرى آثار الانحراف عن تولّي الإمام علي (عليه السلام) ماثلة أمامنا في هذا العصر والزّمان, وقد تجلّت آثار هذا الانحراف على مدى تاريخ هذه الأمّة, يقول السيد: (علي يمثل طريقا يمثل هديا, الميل عنه يمينا أو شمالا يشكل خطورة بالغة, هي نفسها التي تراها ماثلة آثارها أمام أعيننا في هذا العصر, وعندما تعود إلى كتب التاريخ ستراها ماثلة أمامك في كل عصر) سورة المائدة الدرس الثاني.
بل إنّ ولاية الإمام علي (عليه السلام) تفتح أمامنا آفاقاً واسعةً للاهتداء بالقرآن الكريم، والاهتداء بالرّسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، لأنّ الإمام علي يعتبر قرين القرآن كما قال الرسول، وكما شهد به الواقع، يقول السيد: (ولاية علي ستفتح أمامك آفاقا واسعة في مجال الهداية، ستفتح أمامك أبواب الهداية فتهتدي بالقرآن، وتهتدي بالرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) لأن علي مع القرآن والقرآن مع علي) سورة المائدة الدرس الثاني.
ويعتبر السّيد أنّ الإمام علي (عليه السلام) هو الرمز الواحد الذي برز من بين كلّ المسلمين، وأنّ حياة الإمام علي، وتاريخه النّاصع، ومواقفه الإيمانية هي الّتي أهلته لأن يحتلّ هذا المقام العظيم، فيقول: (على (عليه السلام) هو الرمز الواحد من بين كل تلك المجاميع الكثيرة التي كانت تقف أمام النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) فبرز هو علما حتى أصبح كل شخص من أولئك ملزما بأن يتمسك بذلك العلم ويتولاه ويهتدي بهديه ويسير على نهجه) سورة المائدة الدرس الثاني.
وتعتبر ولاية الإمام علي هي الكفيلة بإبعادنا عن الإنزلاق في تولي أعلام ورموز وهميين ومزيفين يصنعهم ويقدمهم لنا الأعداء، حيث يقول السيد: (إذا لم نتولَّ علياً (عليه السلام) ثم نمشي في الخط المرسوم لنا أن نتولى أعلامه سنصبح عرضة لأن يصنع لنا الآخرون أعلاما وهمية نتولاها) سورة المائدة الدرس الثاني.
ويعتبر السيد أنّ ولاية الإمام علي (عليه السلام) هي ولاية حتميّة على المسلمين، لأنّها مرتبطةٌ ارتباطاً وثيقاً بتولي الله، ورسوله، فيقول: (الإمام الهادي هو يعتقد أن ولاية الإمام علي هي قضية واجبة على المسلمين، قد تكون القضية مختصة بالإمام علي أساسا، قد يكون بعده أئمة متأخرين قد لا تكون تعرفهم، قد لا تكون مسؤولا أمام الله بأنك لماذا لم تعرفهم، وتتولاهم بالتحديد) سورة المائدة الدرس الثاني.
وعندما زكّى الإمام علي (عليه السلام) بخاتمه وهو راكع يعتبر السّيد أنّ القرآن الكريم بتخليده لذلك الموقف وسط صفحات آياته وسوره، إنّما يعرض ويقدم لنا نفسيّة الإمام علي الحريصة على أمر الأمّة، فيهمّه أمر فقيرٍ من أبنائها، وأنّ من هو بهذه النفسيّة والروحيّة العالية يعتبر الجدير فعلا بولاية أمر الأمّة, فيقول: (يعرض لنا القرآن نفسية الإمام علي في إهتمامه بالأمة, في حرصه على الأمة فيهمه أمر فقير لا يراه) سورة المائدة الدرس الثاني.
ومهما رأينا بيننا وبين الإمام علي من بعد زمني فإنّ ولايته هي الولاية المرتبطة بالله ورسوله قرب الزمن أم بعد, ومن خلال تمسّكنا بالقرآن الكريم, وثقتنا العالية به, ومن خلال تسليمنا لله سنرى فعلاً أهمية وضرورة الإيمان بولاية الإمام علي (عليه السلام), يقول السيد: (هذا ما يجعلنا فعلاً نثق بأنه متى ما سلمنا قلوبنا، متى ما سلمنا مشاعرنا لله سبحانه وتعالى وانطلقنا بثقة عالية إلى القرآن نتثقف به، سنعرف كل شيء، لأن القرآن تفصيل لكل شيء، وستكون إنساناً لا يمكن أن تُضل، إنساناً لا تُخدع، إنساناً تفهم الأحداث، تفهم أهمية الأحداث ما كان منها حقاً وما كان منها باطلاً، تفهم خطورة الأحداث التي بدت صغيرة عند الآخرين، يجب أن نلتف حول القرآن وأن نكون صادقين في ولاءنا للإمام علي وأن نعرف أهمية التولي للإمام علي (عليه السلام) وإن كنا نرى أن بيننا وبينه ألف وأربعمائة سنة) سورة المائدة الدرس الثاني.
ويبيّن السّيد أهمية تلك الترتيبات الحكيمة التي عملها الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وسلم في أيام خيبر ليربط الأمّة من خلالها في ماضيها ومستقبلها بالإمام علي (عليه السلام) , ولتفهم أنّها بحاجة للارتباط به في أيّ وضعية كانت فيها, يقول السيد: (علي (عليه السلام) كما تحدثنا بالأمس حول عمل الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) في خيبر وقلنا أكثر من مرة بأن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) كان في حركاته إنساناً واعياً على أرقى مستوى يعطي الهداية من كل حركة من حركاته, لمن؟ للأمة كلها، لم يكن فقط همه تلك المجاميع من البشر في عصره في سنوات معدودة محدودة من عمر هذه الأمة، كان ينظر إلى الأمة بكلها ليرسم لها طريق الهداية، ألم يكن الإمام علي (عليه السلام) في أيام خيبر مصاب بالرمد لا يبصر موضع قدميه وهناك من أعينهم مفتحة، هناك من أعينهم سليمة ليقول للأمة أنها بحاجة إلى علي حتى وإن بدت – باعتبار وضعيته – غير محتاجة إليه فليس صحيحاً) سورة المائدة الدرس الثاني.
ويعتبر السّيد أنّ صدق ولائنا للإمام علي هو مرتبط بحسن الاقتداء والإتّباع العمليّ الذي يجعلنا في مواقفنا, وإيماننا, ونظراتنا منسجمين مع القرآن الكريم فيقول: (لن نكون من حزب الله الغالبين ما لم نكن على هذا النحو من الولاء لعلي (عليه السلام), الولاء الصادق الولاء العملي الذي يجعلنا نستلهم من علي كيف نتحلى بأخلاق علي, كيف نتحلى بنظرة علي, بإهتمامات علي (عليه السلام), وسنرى كيف سنكون في مواقفنا في إعتقاداتنا, في نظراتنا, في توجهنا منسجمين مع القرآن لأن علي مع القرآن, والقرآن مع علي) سورة المائدة الدرس الثاني.
ويبيّن السّيد أنّ الإمام علي لم يكن يذهل العقول بشجاعته, وبطولاته التي سجّلها القرآن, وحفظها التّاريخ فقط, وإنّما كان ينير العقول, والأفكار, والقلوب ببصيرته, وحكمته, وبلاغته الخارقة, وبما تركه القرآن الكريم والرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) فيه وفي نفسيته من أثرٍ إيمانيٍّ عظيم, فيقول: (علي بطل بدر وأحد والأحزاب وحنين وخيبر, بطل صفين والجمل والنهروان, علي الذي لم يكن فقط يذهل العقول في ميادين الجهاد وإنما كان أيضا ينير الدروب بكلماته المباركة, بتوجيهاته النيرة, ببلاغته الخارقة, إنه ربيب محمد, وحليف وقرين القرآن) الإرهاب والسلام.
ويوضّح السّيد بأنّ القرآن الكريم يؤكّد أنّ الأمّة لن تنتصر في مواجهة أهل الكتاب إلاّ بتوليها الصادق للإمام علي (عليه السلام) فيقول: (إن القرآن الكريم يوحي أنه في ميدان المواجهة مع اليهود، مع أهل الكتاب لا تنتصر الأمة إلا بتولي علي بن أبي طالب، ولن تنتصر الأمة إلا تحت قيادة أبناء محمد وعلي بن أبي طالب صلوات الله عليهم) مسؤولية أهل البيت.
ويؤكّد السّيد على أنّه لن ترتفع للأمّة راية إلاّ بالعودة إلى ما فعله النبّي في يوم الغدير عندما رفع يد الإمام علي (عليه السلام) عالية أمام المسلمين، كما هو معروف ومشهور في حديث الغدير، فيقول: (الأمة لن ترفع كلمتها ولن ترفع رأسها إلا إذا عادت من جديد لترفع يد علي ومحمد كما رفعت يوم الغدير) خطورة المرحلة.
ويؤكّد السّيد على أنّ عظمة الإمام علي (عليه السلام) تكمن في اقترانه، وارتباطه، وتحرّكه في الحياة بحركة القرآن الكريم، فيقول: (كان علي يتحرك بحركة القرآن، بل كان في حياته قرآنا ناطقا، وكذلك الأئمة الصادقون من أولاده ممن ساروا بسيرته) اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا.
ويعتبر السّيد أنّ الإمام علي (عليه السلام) هو مثال عال تحتذي وتقدي به الأمّة، وتستلهم منه الدّروس في كلّ مجالات حياتها، وفي كلّ ظروفها فيقول: (تعرف على سيرة الإمام علي تجد كيف يعطيك، تستلهم منه أشياء كثيره من حياته الخاصة، من شجاعته، من حكمته، من علمه، من قدرته القيادية، من حنكته السياسية) سورة البقرة الدرس الرابع.
الشهيد القائد رضوان الله عليه
أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه