تدمير”التوحش التكفيري”وتقويض “الطائفية المتصهينة”(1)
ويأتي هذا التحرك البغيض بسبب انتصارات حزب الله وقوى محور المقاومة والممانعة المظفرة في سوريا ولبنان والعراق واليمن. وایضا بعدما تجرد المتواطئون عن اوراق التوت الموارية لسوآتهم منذ زمن طويل، حتى انهم لم يعودوا يتورعون عن مؤديات ذلك على مستوى افتضاح حقيقتهم المخزية والمنافقة، على الرغم من انهم كانوا يتشدقون ردحاً من الزمن باسم الإسلام والعروبة والخلافة والديمقراطية المتفردة بالمنطقة.
لقد قدم الأمين العام لحزب الله لبنان السيد حسن نصرالله في خطابه يوم الثلاثاء 16 شباط 2016 بمناسبة ذكرى تكريم القادة الشهداء، المشهد الواقعي ل”الموزائيك الطائفي ـ الإسرائيلي ـ التكفيري” الراهن معلنا (ان قوى محور المقاومة والممانعة) تمتلك من الخيارات الحاسمة ما يمكنها من تقويض المخطط الفتنوي التصعيدي المرسوم في العالم الاسلامي.
اذ يبدو من الواضح ان مجموعة الهزائم والإنكسارات التي منيت بها “داعش” والجماعات التكفيرية المماثلة، وانحسار توحّشها وفظائعها وجرائمها الدموية في مناطق واسعة واستراتيجية من سوريا (حلب وملحقاتها) ومن العراق (الرمادي وصلاح الدين وضواحي الموصل)، وجهت صفعة شديدة الألم الى وجه التحالف الاردوغاني ـ السعودي ـ الصهيوني، الامر الذي جعله يفكر في اعادة ترتيب حساباته وتغيير احداثياته الحربية على مستوى التلويح بالتدخل العسكري البرّي في سوريا ومدّ التكفيريين المفزوعين بجرعات منشطة لإجبارهم على “الصمود” عله بذلك يتمكن من وقف انهيارات داعش والعصابات المسلحة الاخرى المتواطئة مع مؤامرات الاطراف الاقليمية والاستكبارية الصهيوغربية في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة في كلا البلدين المتجاورين.
اللافت ان سماحة السيد حسن نصرالله وكعادته فاجأ التحالف العدواني ومن ورائه اميركا المستكبرة، بالتحذير الجاد من أن مستقبل هذا الصراع المفروض على المنطقة، سوف ينتج معطيات جديدة غير متوقعة لصالح محور المقاومين المؤمنين و المدافعين الشرفاء الذين يقفون بالمرصاد للتكالب (الصهيوتكفيري الإرهابي) بمزيد من المكاسب والانتصارات ومعارك التحرير على الارض، لاسيما في سوريا المناضلة.
وبطبيعة الحال فإن قائدا محنكا ومجرباً مثل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لايجد نفسه ملزما بتقديم اجنداته القتالية لمقاومة هذا التكالب الظالم على الأمة والمنطقة الاسلامية، إلا انه لمح الی بعض نقاط القوة المقاومة القادرة على الحسم اﻻسطوري، اضافة الى عرض حصيلة المقاومة لسابقة على ارض الواقع.
فمن الثابت للعدو والصديق معاً ان حزب الله المجاهد خرج من نطاق مهمة المقاومة المقدسة بوجه العدو الإسرائيلي المحتل لمزارع شبعا اللبنانية، الى نطاق اشمل وهو حرب تحرير الأراضي والمقدسات التي دنستها الجماعات التكفيرية المنفذة لما يسمى ب “مشروع الشرق الاوسط الجديد”، وهو مشروع استكباري غربي صهيوني يستهدف مزيدا من التجزئة والتمزيق والصراعات الدامية استنادا الى نظرية “الفوضى الخلاقة” السيئة الصيت.
لقد تصدى محور قوى المقاومة والممانعة مشكلا من الجمهورية الاسلامية الإيرانية وسوريا وحزب الله لبنان والعراق، وبكل وسائل الايمان والتضحية والصمود، لهذه المؤامرة الدولية الخطيرة المدعومة ـ وللأسف الشديد ـ بأموال البترول السعودية والقطرية والإماراتية والكويتية والبحرينية، وبالمساعدات اللوجستية المقدمة من تركيا و”اسرائيل” والاردن الى العصابات الإرهابية ذات العقائد التكفيرية الوهابية.
ويمكن للرأي العام العالمي فضلا عن المراقبين ان يتذكروا كيف كانت الأمور سابقا خصوصا بعد احتلال الموصل في حزيران 2014، حيث مشاهد الذبح والمجازر المروعة والممارسات الإجرامية البشعة التي كان التكفيريون يرتكبونها باسم الإسلام ظلما وعدوانا، وكيف تغيرت المعادلة بعد نحو 20 شهرا، ولاسيما بفعل التأثير المدوّي لفتوى الجهاد التاريخية التي أصدرتها المرجعية الدينية الرشيدة في النجف الاشرف بالعراق، والتي عاضدها مراجع الدين العظام في ايران ايضا .
واضح تماما ان هذه الفتوى الاسلامية الشرعية تصدت بقوة لاتوصف للمدّ التكفيري الداعشي الحاقد، وعرّضته لهزائم كبرى قلصت من نطاق احتلاله الاراضي السورية والعراقية الى ما يقارب ثلث ما كان قد سيطر عليه سابقا.
* حميد حلمي زاده