الى سلمان وأردوغان للتذكير فقط ..الفلسطينيون “سنة” أيضاً!!
النقطة الاولى تمحورت حول العلاقة الحميمة التي بدأت تتكشف بين “اسرائيل” وبين السعودية وبعض الانظمة العربية وتركيا، وهي علاقة تصل الى حد الهيام ب”إسرائيل” ، فعشاق “اسرائيل” ورغم رفعهم للواء الدفاع عن “السنة” في سوريا والعراق ولبنان واليمن ، الا انهم صم بكم عمي ، عما يجري ل”السنة” في فلسطين المحتلة منذ اكثر من 60 عاما ، حيث وجه سماحة السيد نصرالله في خطابه سؤالا الى هذه الحكومات ، مستخدما وعن قصد لغة سعودية باتت معروفة للجميع :”هل تقبلون صديقا مازال يحتل أرضا سنية، هل تصادقون كيانا ارتكب أكبر المجازر في التاريخ بحق أهل السنة؟”!!.
اراد السيد من طرح هذا السؤال ان يقول لهذه الحكومات ؛انها كاذبة فيما تدعي في سوريا والعراق واليمن ولبنان ، وان كل ما يجري في هذه البلدان من حروب ودمار ومآسي ، ليس لان “السنة” يتعرضون ل”ابادة” ، وان هذه الحكومات تسعى لانقاذهم ، بل ان هذه الحكومات تقوم بدورها الوظيفي في اشعال المنطقة طائفيا ، كمقدمة لتقسيمها وتجزئة ما هو مجزأ ، لانقاذ “اسرائيل” من مصيرها المحتوم وهو الزوال.
الكثير من المراقبين للمشهد السوري يقفون وبكثير من الاستغراب امام الاصرار السعودي التركي على اسقاط الحكومة السورية ، حتى لو كلف ذلك اخذ المنطقة والعالم الى حرب عالمية ثالثة ، ومرد غرابة هذا الاصرار ، هو انه يتعارض مع مصالح حتى السعودية وتركيا ، فليس للسعودية والتركية مصلحة في تفجر الاوضاع الداخلية لهما اذا ما انفجرت المنطقة برمتها ، وهذه النقطة بالذات اكد عليها سماحة السيد نصرالله عندما قال :”ان السعوديين والاتراك، جاهزون لأن يأخذوا المنطقة الى حرب اقليمية وعالمية وليسوا جاهزين على الاطلاق بان يقبلوا بتسوية حقيقية في سوريا وهذا ما يظهر مستوى الحقد الاعمى”.
يمكن من خلال تركيب النقطة الاولى مع النقطة الثانية ، ان نقول ، ان من الغرابة ان تستجدي السعودية وتركيا العلاقة مع كيان معتد غاصب مجرم مثل الكيان الصهيوني ، يدنس المقدسات ويهود القدس ويطرد الفلسطينيين من اراضيهم ، ويقتل الشباب الفلسطيني بدم بارد ويفرض حصارا شاملا ومنذ سنوات طويلة على نحو مليوني فلسطيني في غزة ، وشن اكثر من عدوان على المحاصرين فيها ، ومنع العالم كله من ايصال حتى الدواء والغذاء الى اهلها.
بدورنا نذكر الملك السعودي سلمان والرئيس التركي اردوغان ان الفلسطينين ، وبلغة سعودية “فصيحة” هم من “السنة” ، وتذكيرنا هنا جاء للتاكيد ، لاننا لا يمر يوم الا ونسمع عن لقاءات حميمة تجري بين الصهاينة وامراء آل سعود ، واخرها اللقاء الحميم بين وزير الحرب الصهيوني موشيه يعالون و الامير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية السابق على هامش مؤتمر ميونيخ للامن ، حيث اشار الصديقان الحميمان الى خطر ايران “الشيعية” على المحور “الصهيوني السني” ، ونعتذر بدلا من السعوديين للقراء لاستخدامنا تعابيرهم التي اصبحت عادية يكررونها ليل نهار لاسقاط القبح عنها.
اما الاتراك فكانوا اكثر استعجالا من آل سعود لكسب ود الصهاينة ، حيث اعلنت الحكومة التركية ان عودة العلاقات الى مجاريها مع “اسرائيل” حاجة ملحة ، وان اردوغان الذي لعب بورقة دعم القضية الفلسطينية على خلفية حادث السفينة مرمرة ، تنازل عن كل الشروط التي وضعها لتطبيع العلاقات ومنها رفع الحصار عن غزة ، من اجل تظافر جهود الاتراك والصهاينة لوقف المد “الايراني الشيعي” الذي سيبتلع “اسرائيل” والمنطقة.
يبدو ان اكبر قوتين “سنيتين” في المنطقة نسيتا ان الفلسطينيين الذين يرزحون تحت وطأة الاحتلال الصهيوني الوحشي “سنة” ، لذلك اخذتا تطالبان بالثأر ل”السنة” في سوريا ، بينما الجميع يعرف ان سوريا كدولة وجيش وسياسة واقتصاد وفن ورياضة و.. هي بيد “السنة” ، ولا ندري ما هي ثارات آل سعود وآل عثمان في سوريا؟.
لقد اتضح وبالمكشوف ان سوريا تتعرض لهجوم صهيوني امريكي رجعي عربي تركي هدفه ضرب عمود خيمة المقاومة ، وهو ما اشار اليه سيد المقاومة في خطابه الاخير ، عندما قال أن “اسرائيل” تلتقي بقوة مع السعودي والتركي على أنه لا يجب ولا يجوز أن يسمح بأي حل يؤدي الى بقاء الرئيس السوري حتى لو حصل تسوية ومصالحة وطنية سورية سورية، هذا الامر مرفوض سعوديا وتركيا و”اسرائيليا” ، لذلك هم يعطلون المفاوضات ويعيقون ذهاب الوفود، ويضعون شروطا مسبقة ويرفعون الاسقف التي لم تعد قبولة اوروبيا وأميركيا، ولا مشكلة لهم باستمرار الحرب، فالصهاينة يدعون وبكل وقاحة الى تقسيم سوريا على اساس عرقي وطائفي، معتبرين انه اذا تم تقسيم سوريا الى دويلات يمكن التفاهم والتواصل مع هذه الدويلات وصولا الى مرحلة التحالف، لذلك هو يرفضون حصول مصالحة وطنية سورية ويعتبرون أن الافضل أن تقسم سوريا من أي يحصل تسوية تبقي النظام والرئيس.
ولكن على الارض نرى ان “اسرائيل” والسعودية وتركيا فشلوا في إسقاط الرئيس الاسد ، وفشلوا بإيصال سوريا الى مرحلة التقسيم، وأن الجيش السوري والقوى الشعبية وحلفاؤهم يقاتلون على امتداد الاراضي السورية لمنع التقسيم ، ونقول كما قال سيد المقاومة لن يكون بمقدور داعش ولا النصرة ولا القاعدة ولا اميركا ولا تركيا ولا السعودية ولا “اسرائيل” ولا كل الطواغيت والمستكبرين ، ان يسيطروا على سوريا التي ستبقى لشعبها واهلها ، وحدهم من يقرر نظامها ودستورها ورئيسها وموقعها في المعادلة.
بقلم: سامي رمزي/ شفقنا