هدية السيد القائد!
تعز نيوز- متابعات
حينما كنت أقرأ عن مأساة كربلاء، وتضحية المخلصين مع الحسين وأولاد الحسين ع، كنت أعجبُ أشد العجب لتلك التضحية، وذلك الوفاء، وحجم الإيمان والتسليم، وكنت أظنها صور لا تتكرر، ومعانٍ لن تظهر، لكنني اليوم أقفُ في ساحات المسيرة، ودروب التضحية، وأجدُ أمثلة تتوقف أمامها الكلمات، وتنحني لها العبارات، ويعجز لوصفها القلم، وهنا واحدة من هذه الصور:
ودَّعت الأسرة ولدها الشهيد البطل؛ شاكرة راضية، وسعيدة مطمئنة، وفخورة مستبشرة، وازدادت فخرًا حينما علمت ببطولاته وصولاته، وتنكيله بالغزاة ونعالهم، وصبره وإيمانه، وإخلاصه وتسبيحه، ودعاءه وطاعته، وكلما تذكروا سيرته الطيبة، وأخلاقه الحميدة، ووصاياه لهم بالصبر والجلَد، والتسليم واليقين؛ ازدادوا اعتصامًا بحبل الله…
وهكذا تفعل كل أسرة، إلا أن أسرة الشهيد محمد ملاطف عوضة، قامت بعملٍ أبكاني، وأخجلَ عطائي، واستصغرتُ نفسي، واستقصرتُ كل أعمالي.
لقد جاء الأب والأم والأخت إلى إذاعة سام، وإلى الإعلامي المخضرم حمود شرف الدين، وهم يحملون هدية لقائد المعركة السيد عبد الملك الحوثي لكي ينفقها لمجاهدين آخرين، ودعونا نتعرف على هذه الهدية التي أسموها متواضعة:
1-بصيرة لخمس لبن في القيضي.
2- جعبة الشهيد (مخزن الرصاص) برصاصها (4قرون) مع 4قنابل.
3-أحد عشر جرامًا من الذهب.
4-ثلاثمائة ألف ريال يمني.
5-اثنين عسوب بجنابيهم (جنابي/خناجر) حق الشهيد.
لقد قالت الأم بأن هذه الأموال كانت مخصصة لتزويج ولدها البطل، لكنه رحل إلى ركاب الخالدين، إلى مصاف الأنبياء والصالحين، إلى ركب محمد وعلي والحسين ولا حاجة له بها الآن.
فسلام الله ورضوانه ورحمته على الشهيد، وعلى أم أنجبته، وأبٌ رباه، وأختٌ ساندته، السلام عليكم يا آل عوضة، فقد طبتم وطاب عطاؤكم الإيماني اليماني الرباني…
ما هذا العطاء، وماهذا الإيمان، وما هذا الحُب للمسيرة والقائد…
إن أمريكا والصهيونية، تعلمُ جيدًا خطورة السيد عبد الملك، ورمزية انتمائه للنبي ص، وخطر ارتباط أصل التاريخ والعرب بحفيد محمد، لقد عرفت أمريكا أنَّ الإسلام لن يُخترق من قبل هذا الرجل، وأدركَ عملاء أمريكا بأن هذا القائد ليسَ من صِنف أولئك العبيد الذين يتمرغون تحت نعال السفير آل جابر بلا حياء ولا قبيَلة ولا عزة ولا كرامة ولا ناموس.
هذا الرجل مختلفٌ جدًا، وينجذبُ إليه العظماء، والكرماء والنبلاء وأصحاب القلوب الصلبة والأنفس الشامخة، والتي لا تقبل البيع والشراء، وتفخر باليمن أيما فخر، وتعتز بدينها أيما اعتزاز، وما هذه الأسرة إلا إنموذج مضيء ومشرف في البنيان اليمني المرصوص الذي أعدَّه القائد العلم سلام الله عليه.
ومسيرةٌ بهؤلاء العظماء ستنتصر، وسيضيئ نورها مشارق الأرض ومغاربها، شاء من شاء، وأبى من أبى.
أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه