جريمة الإصلاح في وادي عبيدة توسع القاعدة الشعبية للحوثيين بمأرب
تعز نيوز- تقارير
كما هي عادته في متوالية ممارساته الوحشية التي درج عليها؛ كونها من أساسيات نشأته وتكوينه، أقدم حزب الإصلاح على إبادة أسرة كاملة في منطقة الخشعة السفلى بمديرية وادي عبيدة في محافظة مارب، بعملية وحشية استخدم فيها مدرعاته وآلياته المدججة بمختلف الأسلحة، والأهم من ذلك عناصره المفخخة بالحقد والتوحش والنزعات التكفيرية والمستبيحة لسفك الدماء وإزهاق الأرواح، حين اقتحم قرى ومنازل آل سبيعان وأحرقها ونهب محتوياتها وقتل الشيخ محسن سبيعان وستة من أبنائه وإخوته.
هناك في مديرية وادي عبيدة في محافظة مارب تحركت مجاميع من تنظيمي القاعدة وداعش محسوبة على حزب الإصلاح، يقودهم المدعو سعيد بن هيان، القيادي في تنظيم داعش، وعناصر من منطقة الدماشقة تنتمي للتنظيم نفسه يقودها سالم سمران، اقتحمت تلك المجاميع منزل الشيخ محسن سبيعان، وقتلوه مع ستة من إخوانه وأبنائه لمجرد أنه لا يؤمن بممارساتهم وتوجهاتهم، كما اقتحموا عدداً من المنازل ونكلوا بساكنيها وأحرقوها ونهبوها، بحُجة أن أعداداً من شباب تلك القرى انسحبوا من القتال في جبهات التحالف والشرعية، بعدما وصلوا إلى قناعات مفادها أن التحالف والشرعية يزجان بهم في معارك لا علاقة لهم بها وإنما لخدمة أهداف وأجندات التحالف.
أياً كانت الأسباب والحجج التي يبرر بها عناصر حزب الإصلاح فعلتهم الشنيعة بقتل آل سبيعان بتلك الوحشية؛ فهي واهية والدماء والأرواح لا تستباح بتلك الوحشية إلا في عقائد ذلك الحزب وأمثاله، وهي الممارسات التي يجيدها عناصر الحزب أكثر من غيرهم، ولمجرد انسحاب مقاتلين من أبناء قبائل وادي عبيدة انسحبوا من جبهات التحالف التي يقاتل فيها مجاميع ينتمون لتنظيمات متطرفة؛ رفضت قوات الإصلاح دخولهم المدينة ومن ثم شنت قواته حملة مطاردة لهم انتهت باقتحام قراهم وإبادتهم وحرق منازلهم.
مراقبون رأوا أن ذلك ليس مستغرباً من حزب الإصلاح، الذي تشكل العناصر المتطرفة والمتشددة القوام الأساسي لقواته، فقد سبق وأبادت تلك القوات أسرة آل الرميمة في تعز إبادة جماعية، في أقبح صور العنصرية والطائفية والمذهبية المكرسة في ثقافة وتكوين قوات الإصلاح وتوجهاته السياسية، ومثل آل الرميمة أقدمت قوات الإصلاح في تعز على تهجير آل الجنيد قسراً وتشريدهم من مساكنهم. وحسب المراقبين فإن حزب الإصلاح يتحرك بتوجيهات من التحالف في محافظة مارب، لمعاقبة كل الذين تحولت مواقفهم من تأييد التحالف والشرعية إلى السخط عليهما بعدما تكشفت النوايا الحقيقية للتحالف في اليمن ومخطط الاحتلال والتقسيم والتقاسم الذي بدأه التحالف باحتلال سقطرى إماراتياً، الأمر الذي جعل الكثير من المقاتلين والشخصيات القبلية ترفض البقاء في صف التحالف، وتعزز الحاضنة الشعبية للحوثيين، خصوصاً مع اقترابهم من السيطرة الكاملة على محافظة مارب.
السلطات المحلية في مأرب أدانت جريمة قوات الإصلاح بحق آل سبيعان في وادي عبيدة معتبرةً إياها جريمة خطيرة تضاف إلى جرائم التحالف وأدواته، داعية قبائل مارب إلى إدانة الجريمة والوقوف صفاً واحداً ضد التحالف وأدواته المحلية.
كما أدان مجلس التلاحم القبلي بمحافظة مأرب جريمة الإصلاح بحق آل سبيعان في وادي عبيدة بمحافظة مأرب.. معلناً إزاءها النكف القبلي، ووصف المجلس عناصر حزب الإصلاح بالمتجردين من القيم والأخلاق والمبادئ، وأسلاف وأعراف القبيلة، مؤكداً في بيان أصدره أمس الاثنين، أن تلك الجريمة لن تمر مرور الكرام، حسب تعبيره، داعياً في الوقت نفسه مشائخ وقبائل اليمن إلى هبّة قبلية تجاه ما أسماه بـ “العور الكبير”.
مصادر محلية في محافظة مأرب، أفادت بأن عدداً من مشايخ قبائل وادي عبيدة يتأهبون للانضمام إلى سلطات صنعاء، لتوحيد الجهود في مواجهة قوات الإصلاح وقوى التحالف في مناطق الوادي، عقب إقدام تلك القوات على اقتحام منازل وقرى آل سبيعان بالدبابات والمدرعات، وإحراق المنازل ونهبها وقتل أسرة كاملة، معتبرين ذلك جريمة لا تغتفر.
ويرى المراقبون أن جريمة الإصلاح بحق آل سبيعان في وادي عبيدة بمحافظة مارب تعد بمثابة المسمار الأخير في نعش الحزب في المحافظة، نظراً لجرائم سابقة ضاق أهالي مارب وقبائلها ذرعاً بها، ومنها الممارسات القمعية ضد كل من يختلف عنهم في الرأي أو يرفض القتال في صفوفهم، إضافة إلى السجون السرية التي أنشأها الحزب في مارب، ويمارس فيها كل صنوف التعذيب النفسي والجسدي بحق من يزج بهم في ظلماتها من مخالفيه والمناوئين لسياساته، مؤكدين أن كل ذلك هيأ ظروفاً مواتية لتقويض نفوذ الحزب وتألب القبائل عليه ثأراً لما نالهم من الظلم على أيدي قواته.
إبراهيم القانص
أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه