“الأقيال” عنصرية لا حضارة
#أصوات_تعزية
لدى من يُسمون أنفسهم الأقيال ادعاءات كثيرة، ورغم سذاجتها إلا أنهم يحاولون أن يلبسوها ثوب الحقيقة التاريخية، ويقدموها كحاجة واقعية للخروج من الأزمة الراهنة، وهم تيار سياسي عميل منبثق عن تحالف العدوان مباشرة، يهدف إلى تحويل الحرب من يمنية سعودية إلى يمنية يمنية، وتحويل الانقسام السياسي الداخلي من انقسام حزبي بين المكونات التي كانت تتحاور في موفنبيك، إلى انقسام عرقي بين «قبيلي» و»هاشمي».
دعوة الأقيال عصبية عنصرية تلامس أحاسيس الهوية الحضارية الكامنة في الوجدان اليمني، ونحن كيمنيين بحاجة إلى دعوة ثقافية أصيلة قائمة على البحث العلمي تسعى لإغناء الحاضر اليمني بموروثه الحضاري في سبيل التطور والتقدم اليمني العام، لأن هذه الدعوة بناءة وضرورية كهوية قومية في مواجهة الغزو الأجنبي، واليمن تاريخيا في حالة تناقض مع بدو شمال الجزيرة العربية، وهو تناقض مستمر حتى اليوم، وجزء كبير من أراضينا اليمنية الحميرية محتلة من قبل بني سعود، فالدعوة الحضارية اليمنية بمضمونها التقدمي هذا هي صائبة، على أساس قومية يمنية متطورة متكاملة مع القومية العربية والهوية الدينية الإسلامية للشعب، لا في حالة تناقض مع هذه العناصر، أمة يمنية متطورة تستوعب الاندماج الاجتماعي الجديد، يحدد اليمني فيها بقانون الجنسية، ومعيار الأفضلية خدمة الناس، ففي المسار التاريخي اليمني اندمجت في المجتمع سلالات من أصول هندية وأفريقية وتركية وفارسية ويونانية وكردية ومصرية وفينيقية نتيجة للعلاقات التجارية والغزو والهجرة، ولم يعد عقلاً وواقعاً تحديد المواطن اليمني بمن هو من قبيلة حميرية، وما سواه غير يمني، أو «متورد» وفق توصيف من يدعون أنهم أقيال، فيما يقدمون اليمن لاحتلال بدو نجد وقراصنة ساحل عُمان، ولو كانوا أقيالاً فمن موجبات حميريتهم الدفاع عن اليمن ضد العدوان البدوي التوسعي الاستعماري.
الاعتزاز بالتاريخ الحضاري لليمن لا يختلف عليه يمنيان ولا باحثان أجنبيان، وتاريخ اليمن مخلد في المدونات التاريخية والكتب المقدسة، بل قد كان الإمام يحيى حميد الدين أول من أعاد الرموز الحضارية اليمنية لشعار الدولة في العصر الحديث، وأعاد اليمن كاسم رسمي للدولة، إذ جعل في قلب شعار اليمن المتوكلية أحد حروف المسند وسد مأرب وشجرة البن، وبعد تغيير النظام تم نقل هذه الرموز إلى قلب الطائر الجمهوري مع إسقاط الحرف المُسند!
أنس القاضي
أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه