الشباب والصرخة في وجه المستكبرين
تعز نيوز- كتابات
عند أن أعلن السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه” في محاضرته الشهيرة الصرخة في وجه المستكبرين شعار البراءة وهتاف الحرية المعروف (الله أكـــبر، الموت لأمريكــا، الموت لإسرائيـل،اللعنة على اليهود، النصــر للإســــلام) ليكون بدايةً لانطلاقة مشروعٍ قرآنيٍ تنويريٍ نهضويٍ شاملٍ ابتدأه بهذه الخطوة العملية المهمة، والظروف التي أعلن فيها هذا الموقف، وانطلق فيها هذا المشروع القرآني الذي يشمل رؤيةً كاملةً تعتمد على القرآن الكريم كمصدرٍ للهداية والنور، في وقت تهدف قوى الاستكبار العالمي السيطرة على هذه الأمة، سيطرةً مباشرةً شاملة، بمخططات تدميرية رهيبة تستهدفنا كأمةٍ إسلامية، في ظل هذه الظروف أتت هذه الانطلاقة، وأعلن هذا المشروع، وأتت هذه الصرخة التي هي كاسمها صرخةً في وجه المستكبرين، فهي صرخةٌ بالفعل في وجه المستكبرين، وانطلاقاً من وجود تهديدٍ وخطرٍ محدق وأكيد علينا كأمةٍ إسلامية، وخطرٌ شاملٌ وكبير تأتي فيه أمريكا بكل ثقلها وطاقاتها وإمكاناتها، ومن حولها الغرب، وتأتي معها إسرائيل أيضاً، والصهيونية العالمية تشتغل في هذا المخطط بكل الأساليب والوسائل، وبما أن الشباب عماد نهضة الأمة وسر قوتها ، ومبعث عزتها وكرامتها ، وحامل لوائها ورايتها ، وقائد جحافلها إلى المجد والنصر. وعلينا أن نعرف أن العصبة المؤمنة التي تركزت في دار الأرقم وعلى يديها تحقق النصر للإسلام كانوا شبابا، فرسول اللَّه صلى الله عليه واله وسلم كان عمره أربعين سنة عند البعثة ، والإمام علي عليه السلام كان في عنفوان الشباب بل كان أكثر أهل بيت رسول الله وأصحابه من الشباب.. فأمتنا هي أمة الشباب وإن أعلى معدلات الفتوة هي في يمننا الحبيب.
ونحن في الواقع كأمةٍ معظم شبابها كان لهم دور مفصليٌ في الأحداث التي شهدتها بلادنا ,فهم من حملوا نشر المشروع القرآني العظيم في أصقاع اليمن, هم الذين حملوا على كواهلهم أعباء التصدي للعدوان السعودي الأمريكي وهم الذين استعذبوا في سبيله أسمى آيات الصبر والعذاب والتضحية ، وهم الذين واصلوا ليلهم بنهارهم حتى حققوا النصر المبين, هم من أعلن الحرية يوم كانت الأمة في قيود العبودية ، ونشروا الوعي يوم كانت العقول مصفّدة بغلال الفكر الوهابي الأمريكي ، بل وأصبحت دمائهم عندهم عطر شبابهم ، وسهام الأعداء في صدورهم أوسمة العزة ، ولمواكب الشهداء لديهم أفراح وأعراس ، ولأزيز الرصاص في آذانهم ألحان وأنغام، وخوض المنايا في سبيل دينهم أنشودة النساء والأطفال.
وبما أن الشباب فئة من فئات مجتمعنا قد تجري عليهم حالة من التراجع والركود، وهو أمر طبيعي يرافق الإنسان طيلة حياته، لذا أوجب الله التذكير والذكرى { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَع الْمُؤْمِنِينَ } وهنا الآية تتضمَّن أمرًا إلهيًّا عامًّا بالتذكير، وهو يدخل ضمنًا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي قال الله تعالى فيه: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾.
واستطيع القول للشباب: إن ما يزيل الركود والجمود الذي يصاحبكم في بعض الحالات: تمثل بعض عبارات كانت ترددها ألسن وتهتف بها حناجر الأفواه المؤمنة من أصحاب المدرسة الأولى في المسيرة القرآنية التي قام على تأسيسها الشهيد القائد وتلامذته من بعده ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،(بما يسمى الصخرة او شعار الصرخة) هذه المدرسة التي خرجت رجالاً وأبطالاً كانوا وما زالوا المنارات المتلألئة لأجيال المسيرة القرآنية في كل بقاع اليمن ، منارات في الإيمان والإخلاص، منارات في الجهاد والتضحية ، منارات في الصبر والعزيمة ، منارات في الثبات والصمود.
وعندما يتخلق شبابنا بهذه الشعارات الخمسة ، ويظهر أثرها في أقوالهم وأفعالهم ، وتتجسد في حياتهم وواقعهم .. عندئذ يرجى للأمة عزة وكيان ونصر، وتمكين في أرجاء المعمورة .. وليس ذلك على اللَّه بعزيز .
ومن هنا نقول : أتدرون – يا شباب – ما هو التخلق بشعار ” الله اكبر – الموت لأمريكـــا – الموت لإسرائيـــل اللعنة على اليهود النصر للإسلام؟
الله اكبر
هو أن لا يكون في قلوبكم شيء غير الله سبحانه وتعالى وكل ما في الدنيا من هم أو غم هو دون الله صغير وتافه أمام سلطانه سبحانه ، وكم للمسلمين من أعداء كثيرون وأقوياء، لو تعاملوا مع هذه الكلمة طبق ما يدل عليه معناها لكانوا أقوى قوى الكون ولن يتمكن احد من الوقوف بوجههم والتغلب عليهم ، لان قوة الله عندئذ تتجلى وتتحول إلى سلاح ماض فعال وفتاك ، تجعل العدو خائفا مرتعدة فرائصه منهارة قواه. ولابد أن تترسخ في القلوب أيضا أن الله العلي العظيم ملك السماوات والأرض رب العالمين هو الأكبر وان اؤلئك الطغاة المستكبرين هم لا شيء أمام جبروت الله وقدرته وكبريائه، الله هو الأكبر فلنثق به ونتوكل ونعتمد عليه ونستنصر به وليكن سيرنا في الطريق التي وعدنا الله فيها بالنصر.
الموت لأمريكـــا – المو ت لإسرائيـــل
وهنا يجب أن يعرف الشباب أن في هذا العصر هناك شيطان كبير يعيث في الأرض فسادا وانه وراء كل شر، هذا الشيطان هي أم الخبائث أمريكا وربيبتها إسرائيل، تسوس العالم باحثة عن مصالحها وأطماعها خاصة بعد أن انتهت الحرب الباردة بين القطبين وأصبح العالم أحادي القطبية، صفاتها (التكبر والخيلاء ، الغرور، الخداع والكذب، التحريف، الظهور بمظاهر مختلفة، غايتها حرف الناس عن جادة الحق والصواب) أمريكا لا تجدها إلا على أشلاء المسلمين أو جماجم الأطفال أو أعراض المسلمات تبحث عن مصالحها الشخصية. ويجب على الشباب معرفة طبيعة الاستهداف الأمريكي والإسرائيلي لأمتنا، ومعه تحالفه الواسع، معه كل تلك القوى التي تتبعه، تتآمر معه، تشترك معه، تشتغل معه في مؤامراته على هذه الأمة، والاستهداف لهذه الأمة شامل في كل المجالات: سياسيا وتعليميا واقتصاديا وإعلاميا وثقافيا وعسكريا ، يبذلون جهداً كبيراً لاختراق كيان الأمة، والتأثير على ساحتها الداخلية، وأن نشاطاً واسعاً بالنسبة لهم يتجه إلى التأثير الفكري والسياسي، والتأثير فيما يتعلق بالولاء حتى يتمكنوا من السيطرة على الإنسان، بعد أن يسيطروا على فكره على ثقافته على توجهاته، وهنا مكمن الخطر وخاصة لشباب الأمة فأنهم أسرع ما يتأثروا بمظاهر حضارة الغرب الزائفة عن طريق الحرب الناعمة والذي يحاول أصحابها أن يغيروا تفكير وعقيدة الشباب لا بالقهر والإكراه، بل بتغيير صورته الإدراكيّة ممّا يؤدّي إلى تغيير ميوله، وبالتالي سلوكه وهنا أم المصائب، و إن المتأمل في الأمر بتدقيق يجده أمرا خطيرا؛ لأن الغزو لا يكون بالجنود فحسب، فهناك جنود آخرون قد يكونون أشد خطورة؛ لأنهم يخربون العقل والتفكير فيسلطون الإنسان على نفسه؛ فيختل منطقه؛ فيتبع هواه؛ فيردى وتلك هي أقوى جنود أعداء الإسلام. وان قوام الحرب الناعمة استبدال الدبابة بالإعلام، والجيوش بالعملاء، والاحتلال المادي بالاحتلال الفكري والإيديولوجي، وهي أيضا قوة سحرية يحصل أصحابها والمخططون لها على ما يريدون بقوة الأفكار وبوسائل أهمها: القنوات الفضائية والصحافة والدراما والإعلانات والمواقع الإلكترونية والبرامج الفنية والمنظمات الإغاثية أو التي تعمل تحت غطاء تعليمي أو فكري أو غير ذلك. وعلية نقول أمريكا هي الشيطان الأكبر…ومن آمن بها فقد كفر.
اللعنة على اليهود
وهنا يجب أن يعرف الشباب من هم الأَعْــدَاء التاريخيين للإسْــلام والمسلمين حتى من قبل ظهور الإسْــلام، ولعنهم الله على لسان داوود وعيسى بن مريم قبل أن يبعث نبينا محمد صلى الله عليه واله وبعد البعثة كان اليهود أبرز من وقفوا في وجه رسول الله وفي وجه الإسْـلام والمسلمين كبني قريضة وبني قينقاع وبني النظير وليس هذا فحسب فقد أكّـد الله سُبْحَانَــهُ وَتَعَالَـى أن اليهود هم ألد الأَعْــدَاء لأمة الإسْــلام حين قال: (لتجدن أشد الناس عداوةً للذين آمنوا اليهود) بل هم ألد الناس عداوةً للذين آمنوا إلى درجة أن اللهَ قال عنهم أنهم يعضون أناملهم من شدة الغيظ والحقد على امة الإسلام، وفي هذه الحالة يجب لنا أن نلعن اليهود حتى نكون دائما حذرين منهم ومن مكائدهم الخبيثة، وليس هذا فحسب؛ فاليهود يدركون أنهم ملاعين لعدة اعتبارات أهمّها أنهم يدركون أن الله لعن الظالمين وهل هناك أَكْبَـر واشد ظلمًا من ظلم اليهود؟ وأيضا الله لعن الكاذبين وهل هناك اكذب من اليهود؟ والله ايضًا لعن المرجفين والمفسدين في الأرض ولعن الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ولعن الذين يقتلون المصلحين من عباد الله وكل هذه المواصفات نجدُها في اليهود ومن يقول غير ذلك فهو جاهل ولا يعرف القُـرْآن ولا يعرف التأريخ، فهل نحن أعلم أم الله، وهنا نقول لمن لديه بعض الشك في وجوب لعن اليهود؛ يجب أن يوجهَ سؤاله إلى القُـرْآن لماذا نلعن اليهود؟ وهو سوف يجيبُ عليهم.. بقوله ﴿ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ ﴾ ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } المائدة : 64 ).
النصر للإسلام
ختم هذا الشعار بعبارة النصر للإسلام لتؤكد حقيقة الوعد الإلهي الصادق بالنصر لهذا الإسلام بقيمه المثلى بمبادئه المحقة بأخلاقه العظيمة بمشروعه العادل في الحياة، هذا الإسلام الذي كرم الإنسان وأراد له اشرف دور وأعظم مسؤولية يقوم بها.
فلا تنخدعوا في الشيطان الأكبر وأعوانه, ولا تعتقدوا فيه من دون الله عز وجل .وثقوا بنصر الله لعباده المؤمنين مع الأخذ بالأسباب واعلموا أنما النصر من عند الله .ولينصرن الله من ينصره .
أعلنوا – يا شباب – على مسامع الدنيا ذلك الشعار ، عسى أن تفيق امة الإسلام فتستعيد مجدها الداثر ، وعزتها الضائعة ، وما ذلك على اللَّه بعزيز :{ ولينصرن اللَّه من ينصره إن اللَّه لقوي عزيز * الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وللَّه عاقبة الأمور }
رَدِّدُوهَا دَعْوَةً مُبْصِرَةً
تَرْفَعُ التَّقْوَى لِمَنْ ضَلَّ مَنَارَا
وَاجْعَلُوا التَّكْبِيرَ فِيكُمْ قَبَسًا
يَنْشُرُ النُّورَ عَلَى دَرْبِ الْحَيَارَى
لاَ يَصُونُ الْحَقَّ أَوْ يَحْفَظُهُ
غَيْرُ مَنْ يَرْجُونَ للهِ وَقَارَا
فيا شباب : أصلحوا نفوسكم تتحقق الهداية على أيديكم ، ويتأثر الناس بإيمانكم وتضحياتكم .. وتتوطد دعائم المسيرة القرآنية في البلاد بفضل ثباتكم وجهادكم .. وما ذلك على اللّه بعزيز.
أ.د علي حمود شرف الدين– أستاذ جامعي
#الذكرى_السنوية_للصرخة_في_وجهة_المستكبرين
أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه