جنوب اليمن والحرب بالوكالة
تعز نيوز- متابعات
تتجاهل التقارير الاخبارية عادة تفاصيل ما تبثه، وتنشر عناوين فضفاضة لا يخرج قاؤئها بتحليل او فهم او تبين لحقيقة الخبر وبالتالي حقيقة الصراع، وهو ما نراه بشدة في التقارير الخاصة بالعدوان على اليمن.
ومن امثلة ذلك، وضع عناوين وتعريفات فضفاضة واحيانا غير شرعية، مثل وصفها لحكومة الهارب عبد ربه منصور بالحكومة الشرعية، او وصفها لميليشيات المرتزقة بالجيش اليمني.
يمكن تفهم ذلك او قبوله في التحليل السياسي، والذي ينتج عن منظور الجهة او المحلل وانحيازه، كما يمكن تفهمه في التحليلات الموجهة والمدفوعة الاجر، بينما لا يمكن قبول ذلك في التقارير الخبرية والتي من الممفترض انها تنقل احداث ووقائع.
وهنا سنضرب مثلا صغيرا لاحدث المستجدات في جنوب اليمن لنرى كيف يمكن ان يترك الخبر المتجاهل للتفاصيل فهما مغايرا للواقع:
في احدث المستجدات اوردت وكالات الانباء ان وتيرة المعارك اشتدت بين (القوات الحكومية اليمنية) وقوات “المجلس الانتقالي الجنوبي” بمحافظة أبين المحاذية لمحافظة شبوة في جنوب شرقي اليمن.
وسادت حالة من التوتر في محافظة شبوة النفطية بعد ليلة من الاشتباكات المتقطعة بين قبائل من مديريتي نصاب وجردان و(القوات الحكومية)، حيث لا يزال هناك حشد قبلي مسلح ضد القوات الحكومية في المحافظة.
وهنا يخرج القارئ للخبر بفهم ان هناك مجرد اشتباكات اهلية، ويتدرج فهم القارئ وفقا لمستوى اطلاعه على الملف اليمني، ليصل الى صراع على السلطة في الجنوب بين حكومة هادي والمجلس الانتقالي الموالي للامارات، وبالتالي يخرج بنتيجة مفادها مجرد التضارب بين مصالح او رؤى الامارات والسعودية في اليمن.
بينما لو ذكرت التفاصيل الاخرى والمسكوت عنها، لاتضحت الصورة اكثر فأكثر، ولاتسع الاستنتاج والفهم.
لماذا لا تذكر الاخبار ان حكومة هادي المزعومة هي مجرد توافق سياسي لفرقاء تابعين للخارج، وهي بمثابة تحالف مصغر للعدوان يمثل اطرافا خارجية.
لماذا لا تتناول الاخبار سيطرة حزب الاصلاح على وزارة الداخلية وان الاشتباك الرئيسي هو بين الاصلاح الموالي للسعودية اسما والموالي لتركيا توجها وفعلا وممارسة، وبالتالي فهناك صراع بالوكالة بين الامارات وتركيا، على محتلف الجبهات امتدادا من ليبيا وصولا لجتوب اليمن، وهو ما يفسر تجدد الاشتباكات بعد تطور الاحداث في ليبيا.
لماذا يحلو للمحللين وصف العدوان على اليمن بانه صراع للوكالة بين السعودية وايران؟!
بينما الحقيقة انه محاولة لاحتلال اليمن وصراع على اليمن بين قوى طامعة في النفط والموانئ والتوسع الاقليمي، بينما القوى التي تدافع عن استقلال اليمن وعروبتها وثوابت القضية المركزية الفلسطينية، توصف بانها ميليشيات وانها تحارب بالوكالة عن ايران!
تقول التقارير اليمنية لمختلف الفرقاء، ان تركيا زادت من وتيرة تهريب الأسلحة والأموال إلى جماعة الإصلاح في الفترة الأخيرة، كما كثفت من إرسال عناصر الاستخبارات التركية إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الإصلاح، وتدريب مئات عناصر الجماعة داخل الأراضي التركية، وسط تزايد حجم الخطاب الإعلامي الداعم للجماعة من خلال القنوات الإخوانية التي تبث من إسطنبول.
وبموازاة هذا الدعم العسكري والمالي والإعلامي تواصل تركيا انتشارها في المناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الإصلاح من خلال هيئة الإغاثة التركية.
اي ان العدوان فتح باب الاطماع الخارجية ولم يكن لمنع نفوذ قوة خارجية اخرى تم تسميتها بايران.
تتجه جنوب اليمن الى ان تصبح الاوضاع بها مماثلة لليبيا والتي مرشحة ان تتجه للصوملة.
العدوان الغاشم على اليمن اذا ما استمر جمود ملفه السياسي فالامور تتجه لتقسيم اليمن شمالا وجنوبا، ثم تقسيم الجنوب وفقا لقوة الاطراف الداعمة لذيولها، ثم الاستمرار في حروب اهلية لا يعلم احد مداها الزمني او مدى خسائرها.
ان لم يتوحد الشعب اليمني على ارضية المقاومة ورفض التدخل الخارجي، فلا يلومن من تخاذل عن نصرة المقاومة تحت اي ذريعة او عنوان، الا نفسه.
(إيهاب شوقي – كاتب مصري)
#الذكرى_السنوية_للصرخة_في_وجهة_المستكبرين
أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه