سليم تعز وسلامة المسار ..
#أصوات_تعزية
التوجيهات الأخيرة التي أصدرها الاخ سليم مغلس محافظ تعز لمدراء المديريات هي الأولى من نوعها التي يوجهها محافظ محافظة لمسئولي المديريات وهي خطوة تدل على حرص المحافظ على تطبيق مبدأ الإدارة بالشفافية ورفض كل أشكال الاستثناءات والمحسوبية وثقافة التدليس ومشيخة مدراء المديريات الذين في الغالب كانوا يتحولون إلى سياط وكرابيج على ظهور المواطنين ، وكان كل مدير مديرية يشتري المنصب وبعضهم يعتبر المنصب مكافئة له من قيادات السلطة المحلية أو من الوزير (فلان) والنافذ (فلتان ) ومن ثم يصبح المدير على ضوء ذلك شيخا على مواطني المديرية الذين يجدون أنفسهم بحكم الأمر الواقع مجبرين على إرضاء المدير وخطب وده والتقرب إليه بعد أن تغلق كل أبواب المسئولين عن المدير أمامهم وان تجراء مواطن وشكى المدير عند المحافظ أو وكيل المحافظة فيا ويله من غضب المدير وعقابه وحتى المحافظ أو الوكيل كانوا ما أن يخرج المواطن الشاكي من أمامهم بعد تقديم شكواه لا يترددوا في رفع سماعة الهاتف وإبلاغ المدير المتغطرس إن ( فلان ) هذا عليه أن ينتبه منه ويحذره ويراقبه والتهم تتضاعف بدءا من الانتماء السياسي والحزبي إلى آخر التهم التي لا تخلوا منها ( جعب ) الفاسدين ..؟!
الخطوة التي أقدم عليها الاستاذ سليم مغلس تعكس مصداقية الرجل وجديته في إحداث تحولات نوعية داخل المحافظة ، تحولات لا تقتصر على الجانب التنموي والخدمي وحسب بل وعلى صعيد الوعي المجتمعي وثقافة المجتمع وعلاقة المواطن بالمسئول وهذه بحد ذاته تعد فعل ثوري وحركة ثورية في إعادة تصحيح العلاقة بين المواطن والمسئول وتكريس حقيقة أن المسئول أيا كان وكانت مكانته هو خادم المواطن وليس شيخا عليه أو جلاد ..؟!
والمنطق السليم هو ما اتخذه ويكرسه الأستاذ سليم على اعتبار أن نجاح أي تحولات تنموية جادة وصادقة تبدأ من المديريات ومن خلال أنشطة وتفاعل مدراء المديريات الذين فعلا أن كانوا عاجزين في القيام بمهامهم فماذا الذي يجبرهم على البقاء ..؟!
فلامكانيات دائما هي الذريعة التي يتحجج بها بعض المدراء ، طيب إذا كان هذا المدير أو ذاك فعلا بلاء إمكانيات لماذا يبقي سنوات على رأس هذه المديرية أو تلك ؟! لماذا لا يستقيل ؟
والحقيقة أن المشكلة ليست في الإمكانيات بل في تقاليد راسخة اعتدنا عليها وأبرزها كما اسلفت أن بعض المدراء لا يأتون بمشروع للخدمة الاجتماعية وتحقيق العدالة في أوساط الناس وتوفير الخدمات الأساسية والضرورية وان عبر التفاعلات الاجتماعية وأتذكر في فترة الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي كانت المشاريع الخدمية وخاصة في الريف تقوم من خلال التفاعل والتعاون المشترك بين المواطن والدولة ممثلة بالمديرية فكان من يملك يتبرع حسب طاقته ومن لا يملك يشارك بجهده وكانت المديرية هي حلقة الوصل المنظمة لهذه الجهود قبل أن يدخل منصب مدير المديرية في سوق ( البورصة الوظيفية ) يباع لمن يدفع أكثر أو يمنح لاصحاب الولاءات الخاصة ولم يكن الولاء هناء للوطن بل لهذا ( الشيخ ) النافذ أو ذاك ( المسئول ) الاكثر نفوذا وكم شهدنا صراعات على هذه المناصب من قبل النافذين وكم يا قتلى وضحايا سقطوا نتاج هذا التنافس ..؟!
ما أقدم عليه الاستاذ سليم مغلس خطوة شجاعة وجبارة يشكر عليها ،خطوة تدفعنا أن نحني لها ولصاحبها الهامات إجلالا وتقديرا واحتراما لهذه الخطوة التي بهاء ومن خلالها يبدا البناء الصحيح والسليم والمتين والقادر على تحقيق احلام المواطن وحمل تطلعاته وإعادة الثقة إلى نفسية هذا المواطن التي زعزعتها تصرفات التقاليد الإدارية المكتسبة ..؟!
أن البناء السليم يبدا في الأساس السليم وهذا ما أقدم عليه ( سليم ) فصلاح المحافظة وتقدمها وتطورها يبدا في صلاح المديريات ومديرييها وصلاح ممثلي السلطة فيها ونزاهتهم وجديتهم وتفاعلهم في خدمة مواطني المديريات وتواضعهم وإشعار المواطنيين بأنهم خداما لهم وليس شيوخا أو جلادين ولا أمراء مهمتهم جباية الأموال وانفاقها على أنفسهم وفي سبيل ملذاتهم ونعرف جميعا العوائد المالية التي تجبى وتنفق النسبة الكبيرة منها على ملذات القائمين والأقل تذهب لمن هم أعلى منهم ولا تدخل خزينة الدولة من كل تلك الاموال التي تجبى غير النزر اليسير غاليا وغالبا لاتعرف خزينة الدولة شيئا من هذه المبالغ ..
وللعلم أن كل مديرية لديها عوائد وبالتالي لا يتذرع البعض بالامكانيات والموازنة وغيابها أو شحنها فافقر مديرية لديها عوائد تكفي لتشغيلها وتفعيل أنشطتها وخاصة في الأرياف حيث (زكاة الثمرة ) و( الفطرة ) والغرامات وما أكثرها هذا غير أن بإمكان أي مدير مديرية اللقاء مع ابناء المديرية ومشاورتهم والتعاون فيما بينهم وجمع التبرعات إن شاء لاي مشروع تنموي إذا ما وجدت أسس وروابط مشتركة وإعادة الثقة بين السلطة في المديرية وبين أبناء المديرية وتعامل المديرية بقدر من العدالة والمساواة بين أبناء المديرية وعدم تسليط أشخاص بذاتهم على بقية ابناء المديرية ..؟!
أن من أهم عمل أي مديرمديرية ونجاحه هو التعامل بحكمة وحصافة مع مواطنيه والمساواة فيما بينهم وتحقيق السكينة وعدم التقرب ومحاباة بعضهم على البعض الآخر وان كان الآخر هذا له مواقف يجب ردعه بالقانون لا بتسليط الناس على بعضهم والمجاملة والنفاق على حساب القانون والسكينة ..
للموضوع صلة
طه العامري
أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه