العيد والعاصمة وكورونا
تعز نيوز- كتابات
الحدائق والمتنزهات في العاصمة لا تزال موصدة أبوابها في رابع أيام عيد الفطر السعيد ، في سياق الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة للحد من انتشار وتفشي فيروس كورونا في العاصمة صنعاء خاصة وكافة محافظات الجمهورية عامة ، وهو إجراء احترازي ينم عن مسؤولية وحرص على سلامة سكان العاصمة وخصوصا بعد أن تسلل فيروس كورونا إلى العاصمة والإعلان عن اكتشاف أربع حالات مصابة بالفيروس ، وخضوع العديد من الحالات المشتبه بها للحجر والعزل الصحي للتأكد من خلوها منه ، وذلك لتفادي تفشيه في أوساط المواطنين ، وخصوصا خلال هذه الأيام العيدية التي تشهد زيارات أسرية وتجمعات كبيرة العدد للعائلات ابتهاجا وفرحة بالعيد ، والتي تشهد أيضا إقامة الكثير من حفلات ومراسيم الأعراس التي يجتمع فيها الكثير من الناس ، وهو ما يشكل بيئة خصبة لتفشي هذا الفيروس .
اللجنة العليا دعت إلى عدم التنقل والسفر بين المحافظات والمدن والقرى لقضاء إجازة العيد بين الأهل والأحبة ، من أجل سلامتهم ، كما دعت لإلغاء كافة المظاهر العيدية التي كانت تمارس خارج المنازل ، والبقاء داخل المنازل ودعتهم عبر وزارة الأوقاف لأداء صلاة العيد لأول مرة في منازلهم لذات الغرض والهدف المنشود ، وهي إجراءات كان تقبلها بالنسبة للكثير من الأسر أشبه بالمستحيل ، ولكن التقييم الميداني عكس انضباطية عالية والتزام غير مسبوق من قبل غالبية الأسر في العاصمة صنعاء ، مع التزام نسبي نوعا ما في بقية المحافظات والمدن اليمنية الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى ، وهو ما يشير إلى تنامي الوعي المجتمعي في أوساط المواطنين الذين تفاعلوا بإيجابية مع دعوات وإرشادات اللجنة العليا لمكافحة فيروس كورنا ، فكان المشهد رائعا وجميلا.
والمؤمل أن يتنامى الوعي المجتمعي أكثر فأكثر ، فيما هو قادم من الأيام ، وخصوصا في ظل تنامي خطر كورونا وانتشاره في بلادنا ، والذي يتطلب ويقتضي أيضا استمرار الالتزام الجاد والمسؤول بالإجراءات الاحترازية الخاصة بالحد من انتشار هذا الفيروس ومحاصرته ، والحيلولة دون انتشاره ، وخصوصا بعد أن مر العيد بسلام ، فنحن أمام فيروس فتاك وقاتل لا يرحم ، والتزامنا يجنبنا جميعا خطر الإصابة به ، نظرا لسرعة العدوى التي تنتقل عبر الشخص المصاب.
التهاون في هذا الجانب مرفوض ، فالنتائج ستكون كارثية ، وإمكانياتنا في ظل العدوان والحصار ، ستجعل منها أكثر وأشد كارثية ، علينا جميعا دون استثناء أن نعي وندرك أن الإجراءات الاحترازية القائمة ، وتلك التي قد تتخذ في حال لا سمح الله تزايدت حالات الإصابة بهذا الفيروس في العاصمة والمحافظات ، هي من أجل مصلحتنا وسلامتنا ، وعلينا أن نتقبلها بصدور رحبة ، ونلتزم بها ، وهي فترة مؤقتة وستتجاوز بلادنا هذا الخطر ، وتعود الأوضاع بإذن الله إلى طبيعتها ، ونتجاوز هذه الظروف العصيبة.
قد نكون أحسن حالا من دول كانت تظن نفسها عظمى وكبرى وعالمية ، ولكنها أمام فيروس كورونا أظهرت تقزمها وضعفها وهشاشتها وبأنها مجرد ظواهر صوتية ومشاريع ديكورية ، وهذه نعمة أنعم الله بها علينا ، لذا فإننا مطالبون بأن نحافظ عليها وأن نكون سندا وعونا للحكومة ، يسكن في العاصمة صنعاء أكثر من ثلاثة ملايين ونصف نسمة ، في ظل ظروف وأوضاع ليست بخافية على أحد ، وما لهم ولنا جميعا غير رحمة الله ولطفه وعنايته ورعايته ، ولذا فلا مصلحة لنا جميعا في التجاهل أو التهاون و التقصير في تحري النظافة والالتزام بالإرشادات والنصائح والإجراءات الاحترازية التي توفر لنا بإذن الله السلامة والعافية وتجنبنا خطر الإصابة بهذا الفيروس.
عبدالفتاح علي البنوس
أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه