الساحل الغربي.. أجندة احتلالية في ظل الصراعات والخلافات الحادة بين مرتزقة العدوان
تعز نيوز- تقارير
مرتزقة طارق عفاش يشنون عمليات تهجير وإجلاء بحق سكان الساحل الغربي لتغيير الهوية الديموغرافية وممارسة حملة اعتقالات وانتهاك للحريات
اغتيالات واشتباكات مسلحة بين مليشيات الارتزاق في خضم تضارب المصالح والأهداف
خمسة أعوام من الخيبة والندم يتذوقها المواطن الجنوبي اليوم على حصاده المر إزاء استمرار المحتل في الاستيلاء والنهب والعبث بأراضي الجنوب المحتلة وقتل وتشريد أبنائها الذين باتوا وقوداً لمعارك عبثية تنهش بالجسد الجنوبي المنهك والمذبوح منذ خمسة أعوام .
وتزامنا مع التصعيد الخطير الذي تشهده المحافظات الجنوبية المحتلة بين طرفي الارتزاق وبدعم طرفي الاحتلال السعودي الإماراتي يؤكد سياسيون جنوبيون على خطورة الوضع الذي ينتظر المشهد الجنوبي وفداحة المخطط التخريبي الذي تديره قوى الاحتلال لتعبث فيما تبقى من مقدرات وثروات وتقضي على أحلام وطموحات اليمنيين ككل .
في تعز والساحل الغربي تدور واحدة من اخطر مخططات تحالف العدوان التي تشرف عليها الإمارات بقيادة الخائن المرتزق طارق عفاش، من خلال سلخ المخا والشريط الساحلي الممتد من باب المندب إلى المخا عن محافظة تعز, حيث برزت قضية مدينة المخا التابعة لتعز بعد التحركات الحاصلة على الأرض والتي تهدف كما يبدو إلى فصلها عن المحافظة في ظل رغبة خارجية مشبوهة تهدف إلى تشكيّل إقليم جنوبي خاضع للإمارات ويسهّل لها مواصلة احتلال هذه المناطق والمنافذ البحرية الإستراتيجية والتحكم بإدارتها وثرواتها ومواردها, حيث شرعت الإمارات في وضع آليات عدة للتمهيد لخطة تقسيم محافظة تعز، تنطلق من فصل الريف الغربي ومحوره المتمثل بمديرية الحجرية ليكون ضمن إقليم المخا الممتد من باب المندب مرورا بذوباب وموزع والوزاعية وصولا إلى مدينة المخا غربا على البحر الأحمر, كما تعمل عبر الفصائل المسلحة الموالية لها على فرض واقع جديد وهو الفصل الجغرافي والعزل الاجتماعي لمناطق الساحل عن المناطق الداخلية في تعز وهي من تصدر قرارات التعيين في السلطة المحلية وتعيين المسؤولين.
نوايا خبيثة
المليشيات المسلحة التي شكلتها الإمارات أصبحت هي من تدير فعليا مناطق الساحل , وتفرض عزلة على تلك المناطق من خلال إغلاق الطرقات التي تربطها بالمديريات القريبة منها في محافظة تعز , وأصبح المنفذ الوحيد لأبناء تلك المناطق هو الطريق الجنوبي نحو عدن, وباتت مديريات الساحل الغربي خاضعة لخليط من التشكيلات تتلقى أوامرها من القوات الإماراتية وتحاول أبوظبي تمكين طارق عفاش من وضع اليد على تلك القوات المشكلة من عسكريين منشقين عن الحرس الجمهوري والأمن المركزي، إلا أن غالبية القوات هي مجندة حديثا من المحافظات الجنوبية وخاصة لحج وشبوة, وقد أوزعت الإمارات لوكيلها في الساحل طارق عفاش، بوضع حجر الأساس لما تسمى بـ “مدينة الـ 2 من ديسمبر السكنية”، بتمويل منها، الأمر الذي كشف عن النوايا التي تحيكها أبوظبي لتغيير ديموغرافي في محافظة تعز والساحل الغربي, حيث يأتي هذا التأسيس للمدينة السكنية بغية توطين عدد كبير من أبناء المحافظات الجنوبية في مدينة المخا ضمن محاولات خطيرة تقودها الإمارات لتغيير الهوية الديموغرافية لسكان مدينة المخا عبر إعادة توطين انفصاليين في المدينة وطرد أهلها منها، تحت زعم أن “المخا” مدينة جنوبية, وبحسب صحيفة ميدل إيست آي البريطانية فقد أكد سكان السواحل الغربية أنهم يتعرضون لتهميش وإقصاء كبير من قبل الجنود المرتزقة الذين يتفننون في انتهاك حرياتهم، واعتقال العشرات منهم، وإجلاء الكثير من بيوتهم بشتى السبل, وبحسب الشهادات فإن المرتزقة الذين يتحكمون حالياً بالمدينة يعللون انتهاكاتهم بحق السكان بالادعاء أنهم ليسوا السكان الأصليين للمدينة، وأنها في الأصل مدينة جنوبية لا تنتمي إلى ما يطلقون عليه “اليمن الشمالي”.
ضغوط وممارسات تفكيك
وفي ساحل اليمن الغربي نشبت أواخر شهر أغسطس من العام الماضي خلافات حادة بين التشكيلات العسكرية التابعة لمليشيات الإصلاح والمعروفة باسم “المقاومة التهامية”من جهة، والخائن المرتزق طارق عفاش من جهة أخرى، على خلفية الصراعات التي دارت بين قوى العدوان في المناطق المحتلة, على خلفية توجيه طارق آنذاك بسحب الآليات العسكرية والأسلحة الثقيلة من المسلحين التهاميين، مما أثار حفيظتهم، ودفعهم إلى اتهامه بأنه يبيت نوايا سيئة ضدهم, حيث قال رئيس دائرة التوجيه المعنوي لما يسمى “المقاومة التهامية” وجيد الحيقي إن الإمارات عاقبت 3000 مرتزق من المسلحين التهاميين، بسبب رفضهم الانصياع لأوامر مرتزقها طارق, مشيرا إلى أن الإمارات مارست ضغوط على من وصفهم بـ المقاومة كان من ضمنها إيقاف مرتبات أكثر من 3000 مرتزق لمدة ثلاثة أشهر في محاولة تفكيكها لصالح الخائن عفاش, الجدير بالذكر أن مليشيات الإصلاح أنشأت ما يسمى ” المقاومة التهامية” في ابريل 2017م، ضمن قوات تحالف العدوان في الساحل الغربي.
اشتباكات واغتيالات
وفي إطار رفض المجاميع التهامية التي موَّلتها ودرَّبتها الإمارات الخضوع لقيادة المرتزق طارق عفاش اندلعت مواجهات مسلحة بين الفصائل المدعومة من القوات الإماراتية في مديرية الخوخة الساحلية جنوب غرب تعز, حيث انقضت ما تسمى بقوات المقاومة التهامية في الرابع من ديسمبر على الفعالية التي دعا إليها العميل طارق في الذكرى الثانية لرحيل قائد مليشيات الخيانة الصريع علي عبدالله عفاش والتي أسفرت عن إصابة عدد من مليشيات طارق عفاش ومليشيات القوات التهامية بعد تبادل إطلاق النار, جراء قيام الأخيرة بإزالة وتمزيق صور الهالك عفاش ورفيقه الزوكا, كما تصاعدت حدَّة الخلافات بين مليشيات العدوان في الساحل الغربي على خلفية “إهانات وممارسات إقصائية وفق معايير مناطقية” مما أدى إلى تصدع فصائل ما يسمى “القوات المشتركة” وذلك بسبب مقتل حسن مركن، قائد سرية في الكتيبة الثالثة في اللواء ثالث لما يسمى “المقاومة التهامية” في ظروف غامضة والعثور على جثته في قرية المحرق شمالي مدينة الخوخة؛ حيث كان المرتزق “مركن أحد أبرز المعارضين لتوجه الإمارات لتعيين الخائن طارق عفاش قائداً لما يسمى العمليات المشتركة بالساحل وهدد بالانضمام وقواته إلى قوات علي محسن الأحمر, ولم تكن هذه العملية هي الأولى من نوعها من حوادث الاغتيالات والتصفيات بين المليشيات، ففي مايو من العام 2018م تم اغتيال المرتزق حسن دوبله قائد ما تسمى “المقاومة التهامية” التابعة لمليشيات الإصلاح، في إثر انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون أثناء مرور سيارته بين منطقتي (حيس) و(الخوخة) وتم توجيه أصابع الاتهام في حينه للمرتزق طارق عفاش بالوقوف وراء اغتيال دوبلة على خلفية رفض الأخير تسليم المعسكرات والجبهات للمليشيات التي يقودها .
مظاهرات احتجاجية
إلى ذلك شهدت مدينة تعز بداية يناير من العام الحالي تظاهرة احتجاجية لأبناء المديريات الساحلية للتعبير عن رفضهم لما وصفوه “المخطط الإماراتي الهادف إلى عزل مديريات الساحل الغربي” ( المندب، وذوباب، والوازعية، وموزع والمخا) عن مدينة تعز، وتسليم قرارها للقوات التي يقودها العميل طارق عفاش, وعبروا عن رفضهم لسياسات الإقصاء والتھمیش والخذلان بحق أبناء مدیریات الساحل بصورة ممنھجة ومستمرة، وأن مساعي فصل مديريات الساحل عن محافظة تعز “باطلة وعبثية وتتصادم مع واقع هذه المديريات وثوابتها الوطنية والتاريخية والقوانين والدساتير اليمنية ومخرجات الحوار الوطني” ورفض التعیینات المنتقصة من حقوق وكرامة أبناء الساحل, مشددين على ضرورة احترام الحقوق السياسية والمدنية لأبناء المديرية, مجددين رفضهم التصرف بالأراضي والعقارات العامة والخاصة، واستنكار استمرار سیاسة وأسالیب الوصایة والھیمنة على مناطق مدیریات الساحل ومصادرة إرادة أبنائها بالتشكیلات المليشياوية.
المصدر الثورة نت
أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه