5 أعوام من الصمود: فلسطين بوصلة الشعب اليمني رغم العدوان السعودي
تعز نيوز- تقارير
’’لم يفلح العدوان السعودي الوحشي بعزل الشعب اليمني وحرف اهتمامه عن قضايا الأمة الإسلامية. إنما زادته الجرائم السافرة والمؤامرات الخفيّة إقداماً على تبنّي قضايا الأمة وتحديداً القضية الفلسطينية التي لم يترك مناسبة إلا واستثمرها بالتعبير عن عمق تضامنه ودعمه لفلسطين والشعب الفلسطيني”.
في مشهديّة قلّ نظيرها، خرجت الحشود اليمنية مؤخراً لتعلن رفضها لصفقة العار القاضية بتصفية القضية الفلسطينية وسط صمت عربي وإسلامي اعتاده الفلسطينيون عند كل طعنة جديدة توجّه لهم من قبل الصهاينة عبر أنظمة الخليج المتآمرة وأعوانها. موقف اليمنيين البارز من “صفقة القرن” وجّه صفعة سياسية في غاية الأهمية، مفادها أن الشعب اليمني ينتصر لفلسطين ومستعد لتقديم كل إمكاناته وطاقاته لإستهداف قوات الإحتلال في الأراضي المحتلة وتحرير فلسطين.
بدا الدعم اليمني للقضية الفلسطينية لافتاً خلال سنوات العدوان. ففي الوقت الذي كانت تدفع به دول التحالف السعودي نحو عزل اليمن عن حاضنته العربية وإغراقه التام في أزماته الداخلية لا سيما الغارات العسكرية المباشرة أو العمليات والمؤامرات الإرهابية المستمرة لتغذية النزاع بين أهالي الشمال والجنوب. في ظل هذه الأجواء القاتمة أذهل الشعب اليمني العالم في انتصاره لفلسطين.
مئات آلاف اليمنيين يحضرون في الساحات عندما يناديهم واجب الدفاع عن فلسطين رغم طائرات العدوان التي قد تستهدفهم بأي لحظة. يشاركون بالمسيرات الحاشدة، يرفعون الأعلام الفلسطينية ويرددون العبارات المؤيدة للقضية الفلسطينية. هذا على المستوى الشعبي والوجداني. أما على المستوى العسكري فقد تعمّد اليمنيون تسمية دورات عسكرية وصواريخ بإسم فلسطين والقدس، إلى جانب إزاحة الستار عن صواريخ مجنّحة بإسم “قدس 1” دخلت في خط المواجهة مع قوات التحالف السعودي، خلال افتتاح معرض الرئيس صالح الصماد للصناعات العسكرية اليمنية.
كشف اليمنيون حقيقة عدوهم الصهيوني مبكراً، فأعدوا العدّة لقتاله عبر أدواته الخليجيين، وفي نفس الوقت تفرّغوا لوضع الخطط الإستراتيجية لإستهداف أراضي فلسطين المحتلة ما أثار الذعر في نفوس المسؤولين الإسرائيليين. وقد ظهرت ملامح المعركة اليمنية بوضوح غير مسبوق عند تهديد قائد أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي للكيان الإسرائيلي بمناسبة ذكرى مولد رسول الله محمد (ص) رداً على تهديدات اسرائيلية بضرب اليمن. قال يومها: “إذا اعتديتم على اليمن سنرد بأقصى الضربات. معركتنا مع العدو الإسرائيلي ينطلق من إيماننا وديننا وإلتزامنا”. وهو الأمر الذي لقي إشادة كبيرة من قبل قائد المقاومة الإسلامية في لبنان السيد حسن نصرالله، في مشهد يظهر جانب من حجم التماسك والإنسجام الذي تمر به جبهات محور المقاومة على امتداد المنطقة.
معركة اليمن امتداد لما يحدث في فلسطين
وفي هذا السياق، يؤكد مسؤول الملف الفلسطيني في “أنصار الله” حسن الحمران، أن “ما يحدث في اليمن هو امتداد لما يحدث في فلسطين وفي المنطقة، بل هو أحد خيوط المؤامرة الصهيونية لتفتيت الأمة والقضاء عليها والعودة للمنطقة وبالذات إلى أرض المدينة المنورة ومكة المكرمة وتأسيس (اسرائيل) الكبرى من النيل إلى الفرات”. مضيفاً “وبالتأكيد أن أهم خطوات تحقيق تلك المؤامرة هي السيطرة على باب المندب والبحر الأحمر.
القيادي اليمني وفي تصريحٍ خاص مع “مرآة الجزيرة”، شرح طبيعة المخطط الإسرائيلي الذي يمر باليمن، قائلاً أنه “من خلال سيطرة الصهاينة على الممرات المائية سيتسنى لهم تحقيق أهدافهم بكل يسر فهم من يتحكمون في قناة السويس وبإضافة سيطرتهم على باب المندب تكون الخطة قد اكتملت”. وتابع “مايحدث في سوريا ولبنان والعراق وليبيا وكل الدول العربية هو امتداد لهذا المخطط ويأتي أيضاً في سياق الخطوات الخبيثة للنيل من الأمة ومحاولة العودة إلى المنطقة التي أخرجهم منها النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)”. واستطرد أن “الشهيد القائد حسين بدر الدين (رضوان الله عليه) تكلّم كثيراً حول خطورة المرحلة والمخاطر التي يتعرض لهما الحرمين الشريفين وأنه سيغلق أمام الحجاج والزوار والمعتمرون بحجج شتى من ضمنها أنه سيغلق تحت مزاعم عدم إنتشار الأمراض وهذا ما يحدث الآن وإنها خطة أمريكية إسرائيلية للسيطرة عليهما وإن الهدف ليس السيطرة على فلسطين فحسب بل جعلها قاعدة ومنطلق للسيطرة على المنطقة بالكامل”.
وحول مبادرة قائد”أنصار الله” السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حيال الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين لدى “السعودية”، يقول الحمران “إن المبادرة تأتي في السياق القائم لنظرة أنصار الله للقضية الفلسطينية، وما تمثله لنا خاصة وللشعب اليمني عامة فهي القضية المحورية والرئيسية”، مشيراً إلى أنه “إذا حلّت القضية ستحل حتما جميع مشاكل المنطقة” ويشدد على أن المبادرة تستند على الثفافة العالية لـ”أنصار الله” والوعي الكبير الذي يحمله الشعب اليمني حيال القضية الفلسطينية والذي له الدور الأساسي والفاعل على مدار التأريخ في تحرير فلسطين”. ويرى أنه “سواء استجابت السعودية أو لم تستجب، فالمبادرة أطلقت ونحن جادون في تطبيقها وليست للمزايدة السياسية أو الإعلامية”. ورداً على التحليلات التي قالت إن المبادرة تأتي في سياق الطروحات التي تقودها الجمهورية الإسلامية في هذا الإطار، وأن اليمنيين اتبعوا هذا النهج، يقول الحمران “إذا كان النهج الإيراني يصبّ في سياق تحرير فلسطين فهو شيء مشرف أن نتبناه ونسير فيه”، موضحاً أن “إيران لها أيادٍ بيضاء لا تنكر تجاه فلسطين ومواقفها مشهورة ومعلومة”.
ولفت إلى أنه تزامن إنشاء دولة اليهود مع ظهور مشيخات الخليج والتي كان الهدف من إنشائها “حماية الدويلة الجديدة القائمة على محاربة كل ما يمكن أن يؤثر على اليهود وبالفعل كان لهم أثر كبير بإثارة الحروب والمشاكل بين أبناء الأمة والحيلولة دون توحدها أو اتخاذها موقف مشرف”. مردفاً “لعلكم تلاحظون ما يقوله إعلاميو هذه الدول وسياسييهم في بياناتهم حين يؤكدون على موقفهم الثابت من القضية الفلسطينية لكن حقيقة الأمر أن موقفهم هذا هو موقف جدهم عبد العزيز آل سعود الذي قال في رسالته للإنجليز أنه لا يمانع منح فلسطين لليهود المساكين فهذا موقفهم وهذا التزامهم أمام أسيادهم الذين صنعوهم وأوجدوهم ووفّروا لهم الحماية”.
الشعب اليمني سبّاقاً في الدفاع عن فلسطين
بدوره ، ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في اليمن القيادي أحمد بركة في تصريح خاص لـ”مرآة الجزيرة”، نوّه بالمبادرة التي أطلقها السيد الحوثي لمبادلة أسرى سعوديين لدى “أنصار الله”، بالفلسطينيين الموقوفين في “السعودية”، واصفا الخطوة بأنها تأتي في إطار اهتمام السيد الحوثي بهموم الفلسطينيين، هذا الموقف الدائم من قبل “أنصار الله”، في كل ما يتعلق بفلسطين وقضيتها. كما أعرب عن أمله بأن “تستجيب السعودية لهذه المبادرة وتطلق فورا المعتقلين الفلسطينيين لديها”.
في سياق متصل، أوضح القيادي أحمد بركة أن الشعب اليمني قد مثّل “الحلقة الأقوى في مقارعة المشروع الصهيو أمريكي الهادف لإبتلاع المنطقة والقضاء على مشروع المقاومة”، وأضاف “لذا نجد الشعب اليمني الآن يخوض حرباً في جبهة هامة من جبهات محور المقاومة محققاً انتصارات لا يمكن لقوى العدوان إخفاؤها”.
خلال السنوات الخمس الماضية سطّر اليمنيون “أروع صور البطولة والصمود في وجه العدوان”، يورد بركة مشيراً إلى أن الشعب اليمني “يحقق اليوم تقدماً كبيراً على الأرض وسط تراجع واضح لمشروع التسلط والهيمنة وفي قادم الأيام ستتضح أكثر بسالة هذا الشعب”.
وفي إشارة لعمق حضور القضية الفلسطينية في وجدان الشعب اليمني، ذكر القيادي الفلسطيني أن “الشعب اليمني كان ولا يزال سبّاقاً في الوقوف مع فلسطين وقضيتها العادلة منذ أن انخرط اليمنيون مع إخوانهم الفلسطينيين في قتال العدو الصهيوني بلبنان مروراً بتقديم شتى وسائل الدعم والمساندة”، مردفاً “لذا نجد الشعب اليمني يلبّي متى دعت الحاجة لمساندة القضية الفلسطينية التي تمثل القضية المركزية لهم. وما خروجهم بمئات الآلاف في مناسبات عدة دعما لفلسطين إلا دليل على مدى تعلقهم بها”.
وختم بالقول “نتمنى أن تنتهى هذه الحرب الظالمة على الشعب اليمني المظلوم ليستطيع الشعب اليمني القيام بدوره الكبير تجاه قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وأن يكن له الدور المنتظر منه في محور المقاومة”.
(مرآة الجزيرة)
أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه