صحيفة: شركاء واشنطن في الشرق الأوسط يسعون للتعاون مع موسكو بشأن سوريا
ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن العملية العسكرية الروسية في سوريا تؤدي إلى تقسيم “الشرق الأوسط الأمريكي”، إذ أدرك بعض الدول ضرورة التعاون مع الكرملين بشأن الملف السوري.
ونقلت الصحفية عن مسؤولين عرب وإسرائيليين وأمريكيين أن هذا التطور الجديد يأتي بالمزيد من المشاكل بالنسبة للدبلوماسية الأمريكية، التي قد واجهت العديد من المواقف المحرجة بسبب اتخاذ حلفائها الأساسيين في الشرق الأوسط مواقف مختلفة جذريا في كل مرحلة حاسمة تقريبا.
وأوضحت الصحفية أن الغارات الروسية في شمال سوريا أضعفت قوى المعارضة المسلحة بقدر كبير، فيما يعزز الجيش السوري مواقعه. وأضافت أن الدول التي أسهمت بأكبر قسط في الحرب ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، ولاسيما تركيا وقطر والسعودية، تضغط على المعارضة السورية لكي لا تقدم على أي تنازلات في المفاوضات السلمية، بالتزامن مع مواصلة القتال.
وفي الوقت نفسه، أعربت دول أخرى، ومنها مصر والأردن والإمارات، عن استعدادها لقبول الدور الروسي في سوريا، والتعاون مع موسكو بشكل أوثق بشأن الملف السوري.
بدورهم قال مسؤولون إسرائيليون للصحيفة إن تل أبيب تأمل في أن تساعد روسيا في منع وقوع عمليات إيرانية موجهة ضد إسرائيل انطلاقا من أراضي سوريا.
وذكرت الصحيفة بأن وزير الخارجية المصري سامح شكري قال في مقابلة صحفية يوم الاثنين الماضي إن الجانب المصري يتفهم من مناقشاته مع الجانب الروسي أن التدخل العسكري الروسي في سوريا يستهدف التنظيمات الإرهابية، مضيفا أن القاهرة تدعم أي جهود دولية لاجتثاث الإرهاب في سوريا.
وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زار الأسبوع الماضي الإمارات، حيث بحث الحملة الروسية في سوريا مع ولي عهد أبو ظبي ومسؤولين إماراتيين آخرين. وفي ختام المحادثات دعا الطرفان إلى إيجاد مقاربة موحدة من أجل إنهاء الحرب في سوريا وإلحاق الهزيمة بالإرهاب.
وبشأن موقف الأردن، ذكرت الصحيفة بأن عمان قد أنشأت مركزا مشتركا مع موسكو للتنسيق بشأن العمليات في سوريا.
وذكرت “وول ستريت جورنال” أن هذه التطورات الجديدة تدل على مدى خيبة الأمل التي يشعر بها بعض حلفاء واشنطن بسبب المواقف الأمريكية.
وذكرت الصحيفة أيضا بأن السعودية والإمارات قد أعلنتا عن استعدادهما لإرسال قوات خاصة إلى سوريا لمساعدة العمليات الأمريكية الموجهة ضد “داعش” هناك، لكنهما لم تلمحا إلى احتمال اتخاذ أي عمل أحادي بدون مشاركة واشنطن. وحسب مسؤولين أمريكيين، استطلعتهم الصحيفة، فإن التصريحات السعودية والإماراتية تستهدف في حقيقة الأمر حمل البيت الأبيض على إبداء مزيد من الحزم إزاء الأزمة السورية.
ولفتت الصحيفة أيضا إلى تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي انتقد مؤخرا الإدارة الأمريكية بسبب دعم الأخيرة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي تتبع له وحدات حماية الشعب الكردية. وسبق لواشنطن أن أدرجت حزب العمال الكردستاني الذي يعد “المنظمة الأم” لحزب الاتحاد الديمقراطي، على قائمة التنظيمات الإرهابية. لكن وحدات حماية الشعب الكردية كانت الأكثر شراسة وحزما في المعارك ضد تنظيم “داعش” على أرض سوريا.
وذكرت “وول ستريت جورنال”، بأنه في الوقت الذي تشاطر فيه السعودية وتركيا وقطر، واشنطن “قلقها العميق” إزاء العملية الروسية في سوريا، امتنعت إسرائيل والأردن والإمارات ومصر عن اتخاذ مثل هذا الموقف، علاوة على ذلك، تجري الدول الأربع مشاورات دورية مع موسكو بشأن العمليات التي تجريها الأخيرة في سوريا.
المصدر: وول ستريت جورنال