الجنوب الذي يريدونه!!
يبقى ميناءُ عدن غُصَّــةً في حلق دول الخليج وخصوصاً الإمَارَات والسعودية، وهو كذلك بالنسبة لأمريكا وإسرائيل اللتين تؤمّلان السيطرة عليه باسم الإمَارَات والسعودية.. وقد سبق للإمَارَات أن تولت موضوعَ تشغيله بعقد قانوني مع الحكومة اليَمَنية.. إلا أن الحكومةَ اليَمَنية لم تتنبَّهْ لأغراض الإمَارَات غير الأخلاقية وغير القيَمية وغير القانونية، فانتهكت مبادئَ احترام حقِّ الملكية وحق الشعب اليَمَني في الحفاظ على أكبر وأقوى ميناء على المستويين الإقليمي والدولي.. فقد استلمت الإمَارَات مفاتيحَ ميناء عدن بطريقةٍ شرعيةٍ وأغلقته بطريقة دنيئة؛ حباً في إحياء منطقتها التجارية وقتل عاصمة التجارة اليَمَنية والمنطقة الحرة عدن.
لقد نجحت الإمَارَات ومعها السعودية في شل الحركة الملاحية اليَمَنية ونقلها إلى الإمَارَات وموانئ أخرى سعودية وأصبح ميناء عدن الدولي مذكوراً فقط في كتب التاريخ.
العجيبُ في الأمر أن الشعب اليَمَني كافة يعرف هذه المؤامرة الحقيرة، وخصوصاً أهل عدن والجنوبيين، ورغم معرفتهم بالخسارة الاقتصادية التي تجرّعتها اليَمَن عموماً وعدن خصوصاً إلا أنهم رحّبوا بقاتلهم ومدمر اقتصادهم برفع صور ملوك الشيطان في شوارع وأزقةِ ثغر اليَمَن الباسم عدن.. لا أدري أهي الحاجةُ لاستقبال الغزاة؟، أم هي البلادة والبلاهة في بعض أبناء الجنوب المغرر بهم والمنساقين وراء الريال السعودي والدرهم الإمَارَاتي.
لم تكن أمريكا التي تقتُلُ الشعبَ اليَمَني اليوم بعيدةً عن المشهد بالأمس.. بل كانت قريبةً ومطّلعةً وآمرةً وناهيةً ومدبِّرةً لاستراتيجية تدمير الملاحة البحرية للشعب اليَمَني ونقلها إلى أماكنَ أخرى.. حتى يظلَّ الشعبُ اليَمَنيُّ تحتَ الوصاية الأجنبية وفاقداً لقراراته السيادية.. وللأسف ظلت اليَمَنُ طيلةَ العُقُود الخمسة الماضية مرتهنةً وخاضعةً للسياسة الأمريكية في المنطقة ولرغبات وأطماع الأنظمةِ الخليجية، وفي مقدمتها النظامان السعودي والإمَارَاتي.
أمريكا وهي المسيطرةُ على الملاحة الدولية في البحارِ العربية والإقليمية تعرفُ أن طبيعةَ الشعب اليَمَني مرتبطٌ بالحق ضد الباطل.. لذلك هي تريدُ جنوبَنا في حالة من الضياع والتوهان والتدمير والشلل.. ولكن المتابعَ للقضية اليَمَنية وما تمُرُّ به اليَمَن من مخاضٍ عسيرٍ رافضٍ للهيمنة الأمريكية والوصاية السعودية والخليجية يدرك أن صمود الشعب اليمني كفيلٌ بإطاحة المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة العربية والإسلامية، ابتداءً باليَمَن.
إن حملةَ أمريكا_تقتل_الشعب_اليَمَني ستساهمُ في تنمية الوعي في أوساط الشعب اليَمَني تجاهَ أطماعِ ورغباتِ أمريكا وحقيقةِ مشاريعها الإجرامية والتدميرية في حقِّ الشعب اليَمَني وممتلكاته ومقدراته التي لا تُقَدَّرُ بثمن.. فأمريكا الشيطانُ الأكبرُ والسعوديةُ قَرْنُهُ الذي سينكسِرُ بإذن الله وعلى أيدي الشعب اليَمَني وجيشه ولجانه الشعبية الشرفاء الأشاوس.. وسيبني الشعبُ اليَمَنيُّ ما خلّفه العدوانُ “الأمريكسعودي” وسيعودُ ميناءُ عدَنَ إلى الصدارةِ وبأيدٍ يمنية.
بقلم / حسن حمود شرف الدين