ملف الرقصة الأخيرة: اللقاء الأكثر سخونة بين المؤتمر وأنصار الله في القصر الجمهوري واندلاع أحداث ديسمبر بصنعاء (9)
تعز نيوز- تقارير
بعد الاحتكاكات التي حدثت يوم الهجوم على النقاط الأمنية بجولة المصباحي ومقتل خالد الرضي وبعد ذلك ما حدث قرب مقرات اللواء الثاني واللواء الثالثة حماية رئاسية وقرب منزل أحمد علي عبدالله صالح، كانت الجهات الأمنية قد حصلت على تفاصيل كاملة لمخطط الانقلاب في صنعاء والمحافظات بقيادة علي عبدالله صالح.
في ذلك الحين كانت وسائل إعلام التحالف تعمل على مدار الساعة على تأجيج الخلافات ونشر الشائعات فيما كان الشارع في صنعاء والمحافظات يشعر بقلق كبير والأجواء تقول إن ثمة شيء خطير سيحدث قريبا، فيما كانت البيانات والبيانات المضادة تصدر بين الحين والآخر بين أنصار الله وحلفائهم والمؤتمر وحلفائه.
وعندما وصلت الأمور إلى مرحلة لا تطاق تقرر عقد لقاء واسع بين قيادات أنصار الله وقيادات المؤتمر بحضور القيادات الأمنية وهو ما حدث في 14 أكتوبر بالقصر الجمهوري بصنعاء وحضره رئيس المجلس الأعلى صالح الصماد ومن القيادات العسكرية والأمنية اللواء عبدالله يحيى الحاكم واللواء عبدالحكيم الخيواني فيما حضر من جانب أنصار الله مهدي المشاط أحمد حامد وفضل أبوطالب ومحمد علي الحوثي وآخرين ومن جانب المؤتمر صادق أمين أبو راس ويحيى الراعي وعارف الزوكا وحسين حازب وآخرين.
كان اللقاء صاخباً بكل معنى الكلمة خصوصاً من الجانب الأمني والعسكري الذين كان لديهم التقرير الكامل عن مخطط صالح لاسقاط العاصمة والمحافظات ولذلك كان حديثهم خلال اللقاء مرتفعا وشديد اللهجة كما تؤكد مصادر حضرت اللقاء لـ”صحيفة المراسل” وتذكر أن اللواء الحاكم هدد بالمواجهة الشاملة وأكد أنه لا يمكن السماح بتدمير رصيد الصمود بمواجهة العدوان وأنه لن يتم السماح بأن تذهب دماء الشهداء هدراً…الخ.
في تلك اللحظة كانت بعض قيادات المؤتمر لا تعرف شيئا عن مخطط صالح ولذلك قام يحيى الراعي بالاعتراض بشدة على كلام الحاكم ولحظتها قام اللواء الخيواني بعرض كل تفاصيل المخطط الذي أعده صالح وكشف أسماء القادة ومواقع المعسكرات …الخ وفقاً للخطة التي عثر عليها وهو ما فاجأ بعض قيادات المؤتمر التي أكدت عدم علمها بالموضوع وأنها سترفض هذا المخطط في حال صحته وهو ما عبر عنه الراعي وحسين حازب.
انفض اللقاء الذي استمر لساعات طويلة جداً دون أن يتم الإعلان عن موقف موحد من الطرفين او بيان مشترك كما حدث في لقاء مماثل في 29 أغسطس2017م.
أحداث ديسمبر: صالح يقرر المضي في المعركة الأخيرة في تاريخه
استمر التوتر صنعاء وبعض المحافظات في نوفمبر 2017م واستمرت الحملة الإعلامية للمؤتمر بشكل متوافق مع إعلام السعودية والإمارات والرد من جانب إعلام أنصار الله، وفي تلك المرحلة تم اكتشاف أن شحنات أسلحة إماراتية دخلت إلى صنعاء والمحافظات بالتنسيق مع طارق صالح وانطلقت من الضالع إلى محافظة إب ومنها إلى صنعاء، وفي ذلك الوقت كان صالح بالفعل قد دس مئات العناصر في اللجان الشعبية والأمنية حيث سبق وأبلغ السعودية والإمارات أنه دس 3 آلاف عنصر بين قوات أنصار الله وهي التي سهلت دخول شحنات الأسلحة تلك بالإضافة إلى ترسانة أسلحة وذخائر احتفظ بها صالح منذ كان رئيسا.
بالتزامن كان صالح قد استدعى القيادات العسكرية والضباط والأفراد الموالين له من القوات الخاصة والحرس الجمهوري إضافة لمن تم تجنيدهم في معسكرات سرية ومعسكرات بغطاء خادع مثل معسكر الملصي وفي ذلك الوقت بدأت أعمال التحصين وإقامة المتارس بحجة حماية منازل صالح وأقاربه وقيادات ومقرات المؤتمر.
وفيما كانت الخطة تقضي في السابق بأن يبدأ التحرك بالتزامن مع فعالية المؤتمر في 24 أغسطس فقد اختار صالح أن ينفذ ذات المخطط رغم انكشافه ولكن بالتزامن مع انشغال الأجهزة الأمنية واللجان الشعبية بتأمين فعالية المولد النبوي بميدان السبعين بصنعاء وحينها بدأ التوتر والاحتكاك يكبران بعد رفض قوات صالح دخول اللجان الأمنية إلى جامع الشعب (جامع الصالح سابقاً) كما كان يحدث في الفعاليات السابقة وهناك حدثت اشتباكات انتهت بإجبار قوات صالح على التراجع ودخول القوات الأمنية إلى باحة المسجد لتأمين الفعالية.
وفي يوم المولد النبوي بدأت عناصر قوات صالح التقطع والاختطافات للوافدين إلى الفعالية ممن كانوا يمرون من الاحياء والشوارع القريب من منزل صالح ومنازل عائلته في الحي السياسي وشارع الجزائر وغيرها فحدثت أعمال قتل واختطاف للعشرات كانت بمثابة الشرارة الأخيرة للمواجهة الكبرى.
وفي صباح يوم السبت 2 ديسمبر 2017م ظهر زعيم أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي في خطابه الشهير الذي تضمن مناشدته لصالح للتوقف عن مخططه وعدم الانجرار لسفك الدماء بعدما بدأت المواجهات على نحو ملموس، وهو ما اعتبره صالح ضعفاً من الحوثي فظهر في ذلك الصباح وقد ارتدى حلة أنيقة تشبه ظهوره حين كان رئيساً وألقى خطابه الشهير الذي تقمص فيه دور الرئيس مجدداً وهو يقول للشعب إن المؤتمر الشعبي هو المرجعية ولا شرعية لأنصار الله موجها دعوته للتحالف للحوار وطي صفحة الحرب بالمقابل دعا أنصاره للخروج في كل مدينة وشارع وقرية لينتفضوا ضد أنصار الله لتبدأ بعدها المعارك التي شهدها سكان العاصمة والمحافظات وشاهدها العالم.
ولأن معظم التفاصيل لما حدث في المواجهات وصولاً إلى الوساطات التي حاولت انهاء المواجهات ومن ثم انهيار قوات صالح، باتت معرفة للناس والعالم فإن ماتبقى لم يكشف بشكل كامل هو تفاصيل هروب صالح من منزله وبعد ذلك مقتله فإن هذه الجزئية الأخيرة هي التي ستختتم “صحيفة المراسل” بها هذا الملف والتي شهدت الرقصة الأخيرة لمن كان يتفاخر بمقولته أن حكم اليمن يشبه الرقص على رؤوس الثعابين.
المراسل نت
أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه