عزت و شيخ الفتنة القرضاوي.. آفاق ” مواجهة محتملة” بين قطبي الإخوان المسلمين
لأسباب عدة يحتل شيخ الفتنة القيادي الإخواني يوسف القرضاوي موقعاً مهماً في خارطة أحلاف تنظيمات العنف وجماعات الإسلام السياسي، فالرجل الذي يترأس كياناً مشبوهاً أطلق عليه “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” يمثل “نقطة تقاطع” للكثير من مسارات التجنيد والتمويل.
ويبدو أن الشيخ الذي تجاوز الثمانين لا يصدق حتى اللحظة أنه خارج المشهد المصري، وأن قيادات جماعة الإخوان، التي انتمى إليها يوماً لم تعد مشغولة بآرائه ولا مقترحاته، التي يعتقد أنها قادرة على حماية التنظيم من الانهيار.
فرغم الترحيب “الإعلامي” من طرفي النزاع في الجماعة، بمبادرة القرضاوي للم الشمل، والتي تضمنت إجراء انتخابات جديدة لمكتب الإرشاد، إلا أن محمود عزت رجل الإخوان القوي، وصاحب التاريخ الطويل في التنظيم الخاص بالجماعة، حرص على إفساد “الطبخة” دون مهاجمة القرضاوي مباشرة.
القيادي الإخواني عمرو دراج كشف عن “مماطلة” جبهة عزت في الرد على مبادرة القرضاوي، بعد إعلانهم ــ إخوان اسطنبول ــ قبولها وحل جميع مكاتب الخارج إذا وافق عزت، وهو ما لم يحدث فماتت المبادرة إكلينيكياً.
القرضاوي الذي شارك أخيراً في جنازة سيف الإسلام البنا، نجل مؤسس الإخوان حسن البنا، والتي فضلت الأسرة إقامتها في الدوحة، حاول إحياء مبادرته، ربما لإنقاذ هيبته و”صورته” كأحد الرموز التاريخية للجماعة والتيار.
مصادر مطلعة على ما يدور داخل مجموعة محمود عزت، قالت ان عزت لا يريد الدخول في مواجهة مع القرضاوي، لكنه لن يمرر مبادرته تحت أي ظرف”.
وكانت الجبهة قد رفضت في بيان رسمي ما أعلنه الطرف الثاني عن تعديل اللائحة الداخلية للجماعة، معتبرة ذلك قفزاً على الشرعية.
الخبير في شؤون الجماعة الباحث بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية دكتور علي بكر، قال إن رفض عزت لتعديل اللائحة يحمل إشارة واضحة الي تزايد الفجوة بين أجيال الجماعة، إلى الحد الذي لن تجدي معه مبادرة القرضاوي التي تركز على تعديل اللائحة بما يسمح بتمثيل أكبر للشباب.
وأضاف أن رفض عزت ربما يكون مسماراً جديداً في نعش الجماعة التي باتت مؤهلة تماماً للانهيار من داخلها، مراهناً أن الامر لن يستغرق وقتاً طويلاً.
وأرجع بكر تمسك عزت باللائحة الحالية إلى كونها ضمانة لاستمراره في موقعه هو ومجموعة “الحرس القديم”.
مصدر مطلع علي سير الأحداث داخل الجماعة، قال إنه من المستبعد تحول الاختلاف بين القياديين عزت والقرضاوي إلى مواجهة معلنة ، لكن من يعرفون عزت جيداً يدركون أنه سيدافع عن موقعه على قمة الجماعة بكل الطرق وحتى الرمق الأخير، وهو أقوى وأشد مراساً في العمل السري والتنظيمي من القرضاوي الذي يعيش في قطر منذ حوالي نصف قرن تقريباً.
وكالات