ملف الرقصة الأخيرة: النص الكامل للحوار الصاخب بين علي عبدالله صالح وقيادي بأنصار الله في قصر الثنية (8)
تعز نيوز- متابعات
كان علي عبدالله صالح قد جهز بيان فعالية 24 أغسطس متضمناً إعلان مبادرة سلام مع التحالف بالتزامن مع إعلان انهاء التحالف مع أنصار الله وكما أسلفنا كان هذا البيان سيتزامن مع تنفيذ مخطط اسقاط العاصمة الذي تم الاعداد له وتكليف القيادات العسكرية التابعة لصالح بتنفيذه، لكن مضمون البيان تسرب للأجهزة الأمنية ولأنصار الله، وحينها في وفي 23 أغسطس زار القيادي بأنصار الله عبدالمحسن الطاووس (أبو عادل الطاووس) صالح في قصره (قصر الثنية) بصنعاء الذي شهد حواراً صاخباً بين الاثنين ظهر فيه صالح متوتراً ومهزوزاً ما جعله يصرخ ويخرج عن طوره.
وهنا تكشف “صحيفة المراسل” تفاصيل ذلك اللقاء والحوار الذي دار بين القيادي الطاووس وصالح كما يرويها الطاووس للصحيفة:
يقول القيادي الطاووس إنه ذهب مع اللواء عبدالرزاق المروني الذي كان قائداً للأمن المركزي إلى قصر صالح في الثنية وكان الهدف في البداية تقديم مبادرة من قبل اللواء المروني لتأجيل فعالية المؤتمر لكي يتم إنهاء التوتر الذي كان قائماً في ذلك الحين.
ولكي تكون الرواية واضحة سيتم نقل تفاصيل الحوار كما حدث بين الثلاثة المتواجدين صالح والطاووس والمروني:
-المروني: يا فخامة الزعيم الأوضاع متوترة وانت قائد اليمن ومعك تاريخ طويل، انصارالله متوترين وخبرتكم متوترين والمناسبة ممكن تؤجلوها.
-صالح مقاطعاً: أأجلها !! من ابوه الذي يقول لي أأجلها؟ (كان صالح في تلك اللحظة لا يعلم أن الذي بجانب المروني قيادي بأنصار الله).
-صالح: ليش هذا الكلام، يعني سكتنا لهم في كل شيء، انا حاشد للمناسبة قد لي فترة واليوم تقول أأجلها،
-المروني محاولاً تهدئة صالح:يا فخامة الزعيم ما قصدي كذا، انا ممتن لك منذ أصدرت قرار بتعييني.
-صالح: انا الذي رقيتكم وخليتكم رجال (ثم بدأ صالح بالاسترسال حول أفضاله)
-صالح: صبرنا عليهم (يقصد أنصار الله) وهم يقوموا فعاليات يوم محمد ويوم زيد ويوم حسين وإحنا بنقاتل.
-صالح: خايفين من المناسبة، ليش يخافوا؟ هذا المراهق محمد علي الحوثي بيهدد..احذر انهم يصطدموا مع جماهيري، وهذه فعاليتنا احنا بانخرج احنا صبرنا على تجاوزاتهم ، استولوا على السلاح، واحنا نقاتل في الميدان، اديت ثلاثة الف مقاتل،
-المروني معرفاً برفيقه: هذا أبو عادل الطاووس من المكتب التنفيذ لأنصار الله.
-صالح تفاجأ لأنه لم يكن يعلم بهوية الطاووس وكان هجومه أمام الحاضرين من حاشيته بهدف نقلها إعلامياً، وبعد أن عرف بأن المتواجد قيادي بأنصار الله اعتدل في جلسته وبدا عليه القلق.
وهنا دخل القيادي الطاووس في الحوار.
-الطاووس:انصار الله بقائدها احنا صادقين واظنك قد عرفتنا واذا ما قد عرفتنا فهذه كارثة،انا باتكلم بالصدق:احنا وقعنا اتفاقية شراكة وفعلنا مجلس سياسي اعلى وعلى أساس ان احنا تيارين ومكونين شراكة في كل شيء، وأولها الشراكة ضد العدوان، واتفقنا على هذا.
-صالح: نعم واحنا ملتزمين.انت الان بتتحدث وسمعت منك كلام اندهشت منه،تقول ان مناسباتنا زيد ومحمد وانك اديت ثلاثة الف مقاتل وان احنا استولينا على الوزارات والسلاح، ومن هو الذي ادى مقاتلين ما شفنا مقاتل واحد منكم يقاتل، هذا الكلام مزايدة يا فندم.
-الطاووس: احنا بنسمع هذا الكلام من الإعلام وانا اندهشت انك ذي تتكلم به، مش عارف انه من الزعيم بكله، احنا الذي في الميدان والذي بنقاتل، وما عرفنا احد من المؤتمر يقاتل، أو يخرج بموقف سلمي ضد العدوان.
-صالح: انا شليت الصماد معي، الى معسكر ريمة حميد، ومعنا فيلم وثقائقي.انا وصلته للجميع قلت له سلحهم.
-الطاووس: يا زعيم اين انتوا ليش ما شفناكم تحشدوا الجماهير ضد العدوان، مثل ما بتفعلوا اليوم وهذه التخازين ذي تجمعها في كل المحافظات ليش ما جمعتهم ضد العدوان وخرجتوا بموقف يبيض الوجه. حتى الشهيد الملصي، ما كفاك الاحياء تتقمص مواقفهم، عاد تشتي الجيش باسمك، حسن الملصي تعرض لتهديدات منك وطالبته يرجع من الجبهة، انت تلاحق حتى الفرد الواحد الى الجبهات عشان يرجع واليوم تشتي تقول انك الذي بتقاتل؟
-الطاووس منفعلاً: القتال ما انتوا أهله، اخرجناك من عشك بعدما دخلوا الإصلاح وهادي الى موقعك وقناتك، لولا السيد انهم تمكنوا منك، احنا جينا ناصحين لك اليوم نواجه عدوان، وفي العام الماضي عندما تجمع هذه الجماهير، اذا انت حريص على الاتفاق، خلي المسيرة تخرج وتحولها ضد العدان، واحنا مستعدين نخرج معاك، ونحولها من مسيرة لحزب، الى مسيرة ضد العدوان.
-الطاووس يضيف: معنا معطيات واثباتات ان هناك تنسيق واضح بينكم وبين الاماراتيين، على أساس حشد الناس وإشغال الناس في صنعاء وهم يتحركوا في الحديدة، وتعز.
-صالح: يعني قدنا متآمر؟
-المروني: على من تراهن، احنا نعرف بعضنا، احنا حريصين لا نقدم مادة للعدو يستغلها، عندما تخلي أربعين الف امني في حماية المناسبة فالجبهات أولى بهم.اما محمد علي الحوثي، الذي حشدهم هم جماهيرنا، ضد العدوان وكل مناسباتنا ضد العدوان
-الطاووس: اذا حصل شيء اقسم بالله ان لحنا ما نصطدم مع أي مواطن، ما نعرف الا علي عبدالله صالح.
-صالح: هذا قده تهديد
-الطاووس: افهمه كيف ما بدك احنا صابرين عليكم بنقاتل عليكم ونحميكم وانتوا تقدموا مساعدات للعدوان. اذا كنت حريص على الشعب ليش ما توزعها على المحافظات ونخلي كل محافظة تقيم فعالية ضد العدوان.
صالح: ما عاد باقي الا انتوا تنسقوا لي اين احتفل، تفرضوا عليا.
-الطاووس انا أقول لك كحل، اذا انت حريص على وحدة اليمن.
-صالح: انتوا تقيموا مناسبات لرسول الله.
-الطاووس: هي جهادية وثورية ونحولها الى مسارات ضد العدوان.
-صالح: خلاص، احشدهم وباتخرجوا معنا، بلغ عبدالملك الحوثي بنحتشد جمعة ونخرج جمعة.
-الطاووس: تمام انا ابلغ السيد اليوم اننا سنحولها الى مسيرة ضد العدوان.
-صالح: تشتي ترفع شعار الله اكبر.الموت لأمريكا؟ما نرفع الا شعار المؤتمر.
-المروني يتدخل: بدون شعار لا كذا ولا كذا، نخرج بدون شعارات ونوجه خطاباتنا ضد العدوان.
-صالح: مستحيل، ما انا قابل فرضياتكم، سكتنا يكفي تجاوزات ما عاد باقي الا تفرضوا عليا
-الطاووس: ايش هي التجاوزات، انت اخر من يتحدث على التجاوزات. سكتنا يا علي عبدالله صالح ستة حروب وانت تقتلنا في صعدة، وقتلت حتى قائدنا ودمرت منازلنا ويتمت أطفالنا وكل واحد مننا مغبون منك أقل واحد فصلته من عمله والسيد كاتم مشاعرنا، ويتعامل معك تعامل القرآن، سكت على قتلك أخوه السيد حسين بدالدين وتجاوزنا، ودخلنا وآويناك وحميناك.
صالح يشعر بتوتر كبير وقام بخلع الكرفتة والنظارة وقال: يامروني تدخل وخل هذا يسكت.
-الطاووس: اسكت انت يامروني خلني أكمل:
-الطاووس مخاطباً صالح:انت فارح بنفسك انك متجمل: احنا ذي ساكتين عليك،انت بتشكي من كلام الإعلاميين حقنا أي واحد يتكلم عليك مستعدين نقطع لسانه،مع ان هناك قادة محسوبين عليك، البركاني وشلته الذي في الرياض مع العدوان، ما موقفك منهم. احنا نكلمك عن قيادات حقك وانت تتكلم عن اعلاميين.
-صالح: احنا عازمين في المؤتمر نتخذ موقف.
-الطاووس: الذي في الرياض لم يذهبوا الا وهم وهم منسقين معك عملاء في الرياض، وانت عميل لهم في صنعاء.
-صالح:هذا كلام كبير
-الطاووس: أنا قلت لك من البداية باكلمك بالصدق
بعد ذلك نهض الطاووس ودعا المروني ليخرجوا.
-صالح رافعاً صوته:انا مستعد اني اكتب الكلمة الذي اديها في المناسبة، واعرضها عليكم.
-الطاووس: اشتي اقلك تتأكد أنك لن تجدنا بعد المناسبة كما كنا قبلها.
وبعد أن عرض صالح تغيير كلمته انتهى اللقاء وبعد ذلك كان هناك لقاء آخر لصالح مع الصماد الذي هدئ من روعه وقال إنه لا توجد أي مشكلة والمهم أن يقوم علي عبدالله صالح بتغيير البيان الذي كان سيعلنه في فعالية 24 أغسطس وهو ما وافق عليه علي صالح لتتراجع مستويات التوتر ولكنها لم تنتهي بل تأجلت.
مضت فعالية 24 أغسطس بسلام لكن ما أكد صحة مزاعم أنصار الله بأن الفعالية كانت معدة لتكون غطاء لانقلاب آخر هو حجم الخيبة التي أعلن عنها النشطاء المقربين من صالح بعد انتهاء الفعالية عندما قال معظمهم إنه طالما لم يتغير الموقف من أنصار الله فإنه لم يكن هناك داع ليخرجوا فيها أو يدعوا إليها.
وفي نهاية هذا الجزء من الأحداث تشير “صحيفة المراسل” إلى أنها تركز على الأحداث والمعلومات التي لم تكن معروفة أو معلنة وبالتالي لن يتطرق الملف إلى الأحداث التي جرى الكشف عنها في وقتها أو في وقت لاحق مثل حادثة مقتل خالد الرضي وما أعقبها لأن موقع الصحيفة “المراسل نت” كشف عن تفاصيلها ونتائج التحقيق المشترك بشكل حصري في حينه ويمكن مراجعة الموقع لمعرفة التفاصيل.
المراسل نت
أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه