تعز ودورها الوطني
#أصوات_تعزية
تعز ليست أهمية ديموغرافية أو جغرافية جيوإستراتيجية فحسب؛ بل هي بيئة وثقافة وطنية تحررية ودور نضالي تاريخي رائد في حروب التحرير اليمنية ومواجهة الغزاة المحتلين، وآخرها حرب التحرير ضد المحتل البريطاني التي توجت بإعلان الاستقلال عن بريطانيا في 30 نوفمبر1967.
فتعز هي الثورة والثوار والمناضلون، من مهيوب علي غالب الشرعبي (عبود)، وسلطان أحمد عمر، وسعيد الجناحي، ومحمد سعيد عبدالله محسن الشرجبي، وسعيد الحكيمي، وعبدالفتاح إسماعيل (فتاح)، وقائد قاسم الشرعبي (عبدالحكيم)، وراشد محمد ثابت وغيرهم الكثير، وتعز لم ولن تكون إلا وطنية خالصة وفي مقدمة الصفوف الوطنية. ولذا لم يستطع المستعمر البريطاني أن يغفر لتعز دورها البطولي ومشاركتها الفاعلة في ثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة التي أخرجته من أرض الجنوب اليمني المحتل مهزوماً مذموماً مدحوراً.
لذلك لا يمكن عزلها أو حسابها على حيز جغرافي يمني معين، ولا يمكن تجييرها لعرق أو لون أو معين أو ثقافة مناطقية، أو تنميطها في نطاق الحدود المحلية الضيقة أو المصطلحات العنصرية المقيتة، وإن وجدت فهي دخيلة على ثقافة ووطنية وثورية، وتاريخ تعز وأبنائها الأحرار الشرفاء.
وتظل مهما بلغت عرضية وليست حقيقية وعمرها لحظي أيضا وليس لها أصل ثابت ولا جذور راسخة بل تخلقت نتيجة لتأثير ومؤثر خارجي وسرعان ما ستزول بزوال هذا المؤثر وبمرور الزمن ستنتهي إرادياً، فتعز واقعيا وتاريخيا وقيميا وإرادة وقدراً حتمياً لن تكون إلّا وطنية، وأبناؤها لن يكونوا إلَّا أحراراً، وذلك لأن تعز هي كل اليمن ولكل اليمنيين شاء من شاء وأبى من أبى، ولن تحيا بغير ذلك، وأي مشروع يحاول أن يجر تعز إلى خارج مربعها الوطني وانتمائها التاريخي وسياقها الاجتماعي وتاريخها الثوري النضالي الثوري الحر الغيور فإنه محكوم عليه بالزوال والفناء، فقد جربت فيها مشاريع الأجنبي على مر العصور فكان مصير تلك المشاريع الموت، بينما بقيت تعز حية وستظل حية.
لأن تعز ليست مصنعاً ولا جمعية ولا حزباً ولا جماعة بعينها ولا فرداً ولا نخبة، فتعز كما كانت مشروع وطني ومجد تاريخي، ونهضة أمة.
وهل يحترم أبناء تعز في كل المحافظات اليمنية إلَّا لدورهم الوطني وولائهم لشعبهم وأمتهم؟ فتعز ضامنة الوحدة الوطنية شمالا وجنوباً ووسطاً، وهي وهج الحرية ورأس حربة التحرر ورمز الاستقلال الوطني. هذا سياقها التاريخي، وإن وجدت يوماً على غير ذلك فهي حالة لا تعبر عنها ولا عن إرادتها.
لم ينطلق أبناء تعز في ثورة التحرير ضد الاحتلال البريطاني كونهم من تعز، بل انطلقوا كونهم يمنيين يشاركون ككل اليمنيين في تحرير الجنوب.
وهنا عندما نذكر تعز، ودورها الوطني التاريخي، نحن لا نبخس حق اليمنيين الأحرار في النضال والتحرر الوطني ولا نقفز عن الدور الأساسي الرائد لأبناء الجنوب ليس في تحرير الجنوب بل في ثورة 26 سبتمبر 1962؛ وإنما نقول بأن تعز ومعها المحافظات الجنوبية، إن لم تكن الآن في وضع سوي فإن هذا لا يعبر عن إرادة تعز وتلك المحافظات، بل يعبر عن إرادة المحتل ذاته الذي سيطرد بعون الله وبإرادة الشعب اليمني العظيم قريباً.
د. مهيوب الحسام
أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه