السعودية تقوم بنقل معدات عسكرية إلى جنوب اليمن”تفاصيل”
تعز نيوز- متابعات
كشفت وكالة “سي إن إن” الإخبارية في تقرير نشرته يوم الخميس الماضي أن هناك صوراً ومقاطع فيديو تؤكد أنه خلال الأيام الأخيرة وصلت شحنة من الأسلحة الأمريكية سراً قادمة من ميناء جدة السعودي إلى ميناء عدن في اليمن، وفي سياق متصل ذكرت صحيفة “الرأي اليوم” أنه خلال الأيام الماضية عقدت محادثات ثنائية بين الأطراف المعنية بالنزاع اليمني، والمتمثلة بحكومة صنعاء “أنصار الله” والسعودية.
ولفتت تلك الصحيفة إلى أن تلك المحادثات السرية عقدت في العاصمة العمانية مسقط وبوساطة باكستان ومبعوث الأمم المتحدة في اليمن، كما أعربت تلك الصحيفة بأن السعودية أظهرت رغبتها في تلك المحادثات السرية بإنهاء حرب اليمن، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو، لماذا تقوم الرياض بنقل معدات عسكرية جديدة إلى جنوب اليمن؟
التعويض عن الهزيمة في حرب اليمن
وصف ولي العهد السعودي الاتفاق السياسي الذي تم التوقيع عليه الأسبوع الماضي بين حكومة “عبد ربه منصور هادي” المستقيلة ورئيس المجلس السياسي الجنوبي المدعوم من قبل دولة الإمارات، أنه خطوة مهمة نحو إنهاء الحرب اليمنية، ولكن تسرب وانتشار الكثير من المعلومات حول السفينة السعودية التي قامت بنقل الكثير من المعدات العسكرية إلى جنوب اليمن، أكدت بأن تلك التصريحات التي أعلن عنها ولي العهد السعودي ما هي إلا شعارات وأكاذيب زائفة.
وحول هذا السياق، كشفت وكالة “سي إن إن” الإخبارية عن مقاطع فيديو لوصول الكثير من المعدات العسكرية الى ميناء عدن جنوب اليمن، وذكرت هذه الوكالة بأن السفينة التي قامت بنقل الأسلحة مسجّلة في السعودية باسم “بحري الهفوف”، وكان آخر موقع مسجل للسفينة في ميناء جدة السعودي قبل أن تبحر إلى ميناء بورسودان، لتصل في اليوم التالي، حيث تم إيقاف تشغيل نظام تعقب السفينة، قبل أن يظهر مرة أخرى تحت غطاء الظلام في عدن. وأضافت الوكالة أن شحنة الأسلحة وصلت بغطاء من السرية فيما تقوم السلطات اليمنية المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية باعتقال واستجواب من يشتبه في تسريب مقاطع الفيديو إلى وسائل الإعلام.
الجدير بالذكر أنه منذ بداية غزوها لليمن، بذلت السعودية الكثير من الجهود لتحقيق هدفين مهمين، تأمين الحدود الشرقية والحفاظ على مكانتها الأيديولوجية بين الدول العربية من خلال إنشاء حكومات تابعة لها، وتظهر التطورات الأخيرة التي وقعت خلال الأشهر الستة الماضية على الساحة اليمنية، أن السعودية كانت هي الخاسر الأكبر في حرب اليمن، لأن الهجمات التي نفذتها الطائرات من دون طيار اليمنية على مصفاتي شركة “أرامكو”، أكدت لقادة الرياض بأنهم لم يتمكنوا من تأمين الحدود الشرقية للسعودية، وأيضاً أكدت تلك الهجمات المثيرة للدهشة في البلاد أن جميع المحاولات التي تبذلها السعودية لوضع اليمن تحت وصايتها تعدّ أمراً مستحيلاً حتى ولو قدمت الكثير من الدعم المالي والعسكري للشطر الجنوبي من اليمن.
ولهذا، فلقد سعت السعودية في بداية المفاوضات لتجنّب حدوث صدام بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الموالية لدولة الإمارات وقوات الرئيس المستقيل “عبد ربه منصور هادي” في عدد من المناطق الجنوبية، وفي هذا الصدد، قامت الرياض بعقد جلسة خلال الأسبوع الماضي مع الإمارات للإشراف على توقيع الاتفاق بين المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة “عيدروس الزبيدي” وممثلين عن الرئيس المستقيل “منصور هادي” لتمهيد الطريق لتشكيل دولة رمزية على الأقل في جنوب اليمن وخلال مراسم التوقيع تلك قال “ابن سلمان”: “حكومة منصور هادي والمجلس الانتقالي في الجنوب أخوة، والحكومة السعودية سوف تبذل قصارى جهدها لإنهاء الصراع بين الإخوة في اليمن”.
يذكر أن الرياض تتطلع أن ينجم عن هذا الاتفاق، إعادة تشكيل صفوف التحالف العسكري والسياسي على الأراضي الجنوبية لمواجهة قوات “أنصار الله” في الشمال.
الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالرياض واستراتيجية شراء الوقت
عقب تنفيذ أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” الهجوم الأخير على شركة “أرامكو” السعودية، أصبحت سياسة “ابن سلمان” الاستراتيجية لبيع أسهم هذه الشركة العملاقة في الأسواق العالمية تعاني الكثير من المخاطر وذلك لأن عدداً كبيراً من المستثمرين الأجانب أعلنوا خلال الفترة الماضية بأنهم لا يريدون شراء أسهم هذه الشركة والدخول في مخاطرة، وبالتالي، تسعى السعودية إلى توفير مساحة آمنة وهادئة لبيع أسهم شركة “أرامكو” من خلال القيام بتراجع تكتيكي وعقد مفاوضات مع ممثلين عن “أنصار الله”.
يذكر أنه منذ منتصف نوفمبر الماضي بدأت الرياض في إطلاق الكثير من الإعلانات الترويجية لبيع أسهم شركة “أرامكو” وهنا تجدر الإشارة إلى أن “ابن سلمان” يصرّ بشدة على بيع جزء من أسهم شركة “أرامكو” لتعويض العجز الحاصل في الميزانية السعودية والمقدر بحوالي 80 مليار دولار.
وفي سياق متصل، كشفت العديد من المصادر الإخبارية، بأنه عقب الهجمات الأخيرة على شركة “أرامكو”، زادت أمريكا من وجودها العسكري في السعودية ووصل عدد جنودها حوالي 3000 جندي وأرسلت أيضاً بعض المعدات العسكرية المتطورة إلى السعودية لتعزيز دفاعتها الجوية والصاروخية.
ولفتت تلك المصادر إلى أن “ابن سلمان” يأمل في الاستعانة بعملية التفاوض المؤقت مع “أنصار الله” لبيع أسهم شركة “أرامكو” بشكل أسرع، كما ذكرت تلك المصادر بأنه نظراً لعزوف العديد من المستثمرين الأجانب عن شراء أسهم هذه الشركة، قام “ابن سلمان” بإجبار العديد من المستثمرين السعوديين على شراء جزء من أسهم هذه الشركة، ولهذا فإنه يمكن القول بأن الرياض تبحث عن شراء الوقت لمفاجأة “أنصار الله” في الوقت المناسب.
وفي الختام يمكن القول بأنه بعد عقدها للعديد من المفاوضات مع المجلس الانتقالي الجنوبي وممثلي “أنصار الله”، يبدو أن السعودية تسعى لشنّ هجمات عسكرية على بعض المناطق اليمنية للتعويض عن الهزائم التي مُنيت بها خلال الفترة الماضية ولكي تكون لها اليد العليا على طاولة المفاوضات اليمنية القادمة.
المصدر: الوقت